الرئيسيةبحث

سليمان القانوني ( Sulayman al- Qanuni )


سليمان القانوني (898 أو 900-974هـ، 1492 أو 1494- 1566م). سليمان ابن السلطان سليم الأول ابن السلطان بايزيد الثاني، عاشر سلاطين آل عثمان، وأحد عظمائهم. ولد بإسلامبول (إسطنبول). خلف والده السلطان سليم الأول على عرش السلطنة سنة 926هـ، 1520م. بلغت الدولة العثمانية في عهده أوج الكمال والقوة سياسيًا وثقافيًا وعسكريًا. كان ذا مقدرة كبيرة على التنظيم والتشريع. وكان ورعًا، يستدل على هذا من نسخ القرآن الثماني التي نسخها بنفسه، وهي محفوظة بمسجد السليمانية بإسلامبول.

تمتع بمهارة عسكرية عالية. شارك بنفسه في ثلاث عشرة حربًا عظيمة، عشر منها في أوروبا وثلاث في آسيا. وكان من أبرز فتوحاته الحربية: الاستيلاء على بلجراد عاصمة الصرب عام 927هـ - 1521م، وتساقطت في يده إثر هذا حصون المجر المهمة. واستولى على جزيرة رودس، معقل فرسان القديس يوحنا، سنة 929هـ - 1522م، بعد أن سكنوها مايقرب من ثلاثمائة سنة، واستعصت على أسلافه. وانتصر على المجر انتصارًا ساحقًا في معركة موهاكر (موهاس ـ موهاكس) عام 933هـ - 1526م. وحاصر فيينا، ولكنه رفع عنها الحصار بسبب حلول الشتاء المبكر.

حمى تونس من البرتغاليين والأسبان بمعاونة خير الدين بربروسة. وضم إليه صنعاء وعدن سنة 945هـ - 1538م، مكملاً بذلك سيطرته على البحر الأحمر حتى مضيق باب المندب. وعقد معاهدة صداقة مع فرنسا ليكسبها إلى جانبه في حربه ضد النمسا والبرتغال وأسبانيا. وقضى على نفوذ الصفويين بالعراق، حين دخل بغداد وضمها إلى الدولة لتصبح ولاية عثمانية. ودخل مدينة تبريز ـ عاصمة الصفويين ـ للمرة الثانية.

اشتهر بالقانوني نظرًا للقوانين العديدة التي وضعها، مثل قوانين تنظيم الجيش والإقطاع الحربي وملكية الأرض والشرطة والإقطاع العام… وغيرها. واهتم بالثقافة والعمارة، فشيد مساجد كثيرة، منها مسجد السليمانية بالعاصمة إسلامبول (إسطنبول) وبه قبره وقبر سليمان الثاني وأحمد الثاني، ومسجد السليمية الذي بني تخليدًا لذكر سليم الأول، ومسجد شاه زاده تخليدًا لذكرى الأمير محمد، وشيد القناطر المعلقة في العاصمة والقصر الذي أقامه في إسكودارة. وشيد قبر أبي حنيفة في بغداد وقبر جلال الدين الرومي في قونية. وجدد أسوار بيت المقدس، وجدد الكعبة وقناطر مكة المعلقة. ومات، وهو يجاهد بالمجر.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية