الرئيسيةبحث

النابغة الجعدي ( an- Nabighah aj- Ja'di )


النابغة الجَعْديّ ( -50هـ، - 670م ). قيس بن عبدالله بن عُدس بن ربيعة الجعديّ، أبو ليلى، الصحابي، شاعرٌ من المعمرَّين. اشتهر في الجاهلية وكان ممن هجر الأوثان ونهى عن الخمر قبل ظهور الإسلام. وفد على النبي ﷺ فأسلم، وأدرك وقعة صفين، مع علي بن أبي طالب، رضي الله عنه. سكن الكوفة، وسيّره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها ومات هناك.

له شعر كثير، تحدث في أكثره عن طول عمره كقوله:

ولقد شهدت عكاظ قبل محلِّها فيها، وكنت أُعَدُّ مِ الفتيان
والمنذر بن محرّق في ملكه وشهدت يوم هجائن النعمان
وعمرتُ حتى جاء أحمد بالهُدى وقوارعٍ تتلى من القرآن

وقوله (أعدّ مِ) معناه (أُعدُّ من) لكنه اضطر فحذف النون.

وقد ذكر الرواة أنه أنشد الرسول ﷺ قصيدته الرائية حتى قال فيها:

بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال له الرسول ﷺ: (أين المظهر يا أبا ليلى) قال: قلت: الجنة، قال: ¸أجل، إن شاء الله تعالى· ثم قال له الرسول ﷺ: (أنشدني من قولك). فأنشدته:

ولاخير في حلمٍ إذا لم يكن له بوادرُ تحمي صَفْوَهُ أنْ يُكَدَّرا
ولاخير في جهلٍ إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا

قال: فقال لي رسول الله ﷺ: (لايَفْضُضِ اللهُ فاك) مرتين. فَرُوِيَ أنّ النابغة بقي عُمْرَهُ أحسن الناس ثغرًا، كلما سقطت سِنٌّ عادت أخرى.

وهذه القصيدة طويلة مشهورة، ومطلعها:

أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ويتلو كتابًا كالمجرَّة نَيِّرا

ومنها:

وجاهدت حتى ما أحسُّ ومن معي سهيلاً إذا ما لاح ثم تحوَّرا
أقيم على التقوى، وأرضى بفعلها وكنت من النار المخوفة أحذرا

وفيها أبيات في الفخر، جيدة، منها قوله:

وإنَّا لقومٌ ما تَعَوَّدُ خيلُنا إذا ما التقينا أن تحيدَ وتنفرا
وننكر يوم الرَّوْعِ ألوانَ خيلنا من الطعن حتى تحسبَ الجَوْن أشقرا
وليس بمعروفٍ لنا أن نردَّها صِحاحًا ولا مستنكرًا أنْ تُعَقَّرا

توفي أيام ابن الزبير، وقد جاوز المائة.

★ تَصَفح أيضًا: الشعر.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية