عبد الله بن الزبير ( Abdullah- ibn- az- Zubayr )

عبد الله بن الزبير (؟ ـ 73هـ ، ؟ ـ 692م). عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن عبدالعُزّى بن قصيّ بن كلاب بن مرّة القرشي الأسدي. صحابيّ جليل وأول مولودٍ للمسلمين في المدينة بعد الهجرة. أبوه الزبير بن العوّام أحد المبشرين بالجنة وحواريُّ رسول الله ﷺ. وأمّه أسماء ذات النطاقين بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وجدّته صفية عمة رسول الله ﷺ وخالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وعمة أبيه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها.

شبَّ عبدالله بن الزبير نضير العود، متفتح الذهن، وعبّ من بيتٍ عامر بالإيمان.كان من العبادلة كما سمّاهم الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وهم: عبدالله بن عمر، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وعبدالله بن عباس، وعبدالله ابن الزبير رضي الله عنهم أجمعين.

كان عبدالله بن الزبير رضي الله عنه جريئًا يُوقِّرُ الكبار ولا يهاب إلا الله. بدأ جهاده الأول مع أبيه في موقعة اليرموك. وكان في استقبال الخليفة عمر رضي الله عنه في الجابية في بلاد الشام عندما اجتمع مع قادة الفتح ليشهد فتح بيت المقدس.

أبرز المعارك التي خاضها عبدالله رضي الله عنه بعد اليرموك، فتح إفريقيّة ـ تونس اليوم ـ بقيادة عبدالله بن أبي السرح. وأوفده القائد يحمل البشارة بانتصار المسلمين ضد البربر. استقبله الخليفة عثمان رضي الله عنه بحفاوة، وخطب عبدالله رضي الله عنه أمامه متحدثِا عن بُطولات المسلمين وجهادهم في تلك الدّيار. دافع عن الخليفة عثمان رضي الله عنه يوم حُوصر في داره وكان معه عددٌ من أولاد الصحابة. واشترك في معركة الجمل إلى جانب خالته عائشة رضي الله عنها وجرح في تلك المعركة.

كان عبدالله بن الزبير عالمًا تقيًا لم يبايع يزيد بن معاوية. ثم بويع بالخلافة عام 44 للهجرة ودانت له أقطار الحجاز واليمن والعراق ومصر وخراسان وقسم من بلاد الشام، واتخذ المدينة عاصمة لخلافته التي دامت تسع سنوات.

التجأ عبدالله بن الزبير رضي الله عنه إلى مكة عندما أرسل عبدالملك بن مروان جيشًا بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي للوقوف في وجهه. استبسل عبدالله في الدفاع داخل الحرم حتى سقط شهيدًا.

لم يكن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه رجل سياسة ولكنه كان رجل جهاد وعبادة وصلاح. وكان قوّام الليل، صوّام النَّهار، وكان يُسمى حَمَام المسجد. له في كتب الحديث 33 حديثًا.