وايلد، أوسكار ( Wilde, Oscar )
أوسكار وايلد |
وُلد وايلد في دبلن بأيرلندا. وكان اسمه الكامل أوسكار فينغال أوفلاهيرتي ولز وايلد. غادر وايلد أيرلندا في سن العشرين ؛ للدراسة في جامعة أكسفورد، حيث تميَّز بوصفه طالب علم ومفكرًا. وأصبح بعد فترة وجيزة شخصية عامة معروفة جدًا، بَيْدَ أن فترة إنجازه لم تبدأ إلا بعد نشره الأمير السعيد وحكايات أخرى في عام 1888م. وقد اكتشف وايلد في حكايات الساحرات والخرافات تلك، الشكل الأدبي الملائم لمواهبه.
كتب وايلد رواية واحدة فقط، هي رواية صورة دوريان غراي التي نُشرت عام 1890م. وهي حكاية خرافية أخلاقية مسهبة، تصف رجلاً تشيخ وتقبح صورته، انعكاسًا لفساده الأخلاقي، بينما يبقى مظهره الفعلي على حاله . ويبدو أن الكتاب يُظهر الجانب المدمر لتكريس الذات للمتعة والجمال، المماثل لتكريس وايلد.
تُعَدُّ مسرحيات وايلد في مجموعها أهم أعماله. وتجمع مسرحياته مروحة الليدي وندرمير (1892م) ؛ امرأة غير ذات أهمية (1893م) ؛ الزوج المثالي (1895م)، مسرح الخداع الاجتماعي الحديث السائد آنذاك، مع الهزلية الجدّية الفَكِهة. ويجمع وايلد في كل مسرحية شابًا مثاليًا متعصبًا مع شخص ارتكب خطيئة اجتماعية في الماضي، ويتقابلان في مجتمع تُعَدُّ فيه المظاهر كل شيء . وكانت النتيجة دومًا هي توعية المثاليين بنقاط ضعفهم، وإظهار الحاجة إلى التسامح والصفح.
حاد وايلد في رائعته أهمية الجديَّة (1895م) عن معادلته القياسية، بجمعه الكوميديا الجدية مع الهزلية . ومن حيث الفكرة الرئيسية، فإنه قام بتوحيد اهتمامه الخاص بالأسلوب، باهتمام المجتمع بالمظاهر. وسخر في المسرحية من النفاق الاجتماعي، ومن المفهوم التطهري للجدية والإخلاص. وكانت النتيجة قصصًا خيالية ساخرة عن مظاهر تُعامل فيها الأمور التافهة ظاهريا كالاسم بجدية مبالغ فيها. كما كتب وايلد بالفرنسية مسرحية سالومي، وهي مأساة من فصل واحد، نشرت عام 1893م.
وفي عام 1895م، كان وايلد في ذروة نجاحه في الوقت الذي كانت تعرض فيه ثلاث من مسرحياته الناجحة.
تُوفي وايلد في فرنسا بعد أن ظل ثلاث سنوات معتل الصحة، مفلسًا، ومفتقرًا للطاقة الإبداعية.