وكلو ( Wicklow )
وِكْلو مقاطعة في إقليم لينستر على الساحل الشرقي من جمهورية أيرلندا، ولكثرة جبالها وغاباتها، تشتهر بجمال مناظرها الطبيعية مما جعلها تسمى بستان أيرلندا. يؤمها سكان مدينة دبلن للترويح والتريض إذ تقع في جنوبي مدينتهم، ويتنقل سكان شمالي المقاطعة يوميًا للعمل في المدينة، وتعتبر بري أكثر مناطقها ازدحامًا بالسكان إلا أن وكلو هي المركز الإداري.
حقائق موجزة | ||||||||||
|
مدينة أركلو بمقاطعة وكلو، المنظر مأخوذ من منطقة تقع على أفوكا ريفر ووك، وهي إحدى مناطق التريض على الأقدام التي تشتهر بها المدينة سواء على طول الساحل البحري أو على النهر وهي تجذب الكثير من الزوار. |
السكان ونظام الحكم:
تزايد عدد سكان وكلو تزايدًا ملحوظًا خصوصًا في السبعينيات من القرن العشرين الميلادي عندما زاد عدد السكان بمعدل الثلث، وكان أكثر هذه الزيادة في شمالي المقاطعة ؛ ويعيش خُمْس سكان وكلو في مناطق ريفية، ويعتنق حوالي 87% منهم الديانة النصرانية الكاثوليكية، وهذه أكثر النسب انخفاضًا بالمقارنة بالمقاطعات الأخرى في أيرلندا. أما بقية سكان وكلو فهم غالبًا ما يتبعون الكنيسة الوطنية الأيرلندية، أو بعضهم على الأقل ينتمون للمذهب الميثوديستي أو الكنيسة المشيخية.يختار ناخبو وكلو خمسة نواب يمثلونهم في مجلس عموم برلمان جمهورية أيرلندا الذي يسمى دايل إيريين، بينما يقوم بالحكم المحلي مجلس للمحافظة مقره مدينة وكلو. وهناك مجالس حضرية فرعية في أركلو وبري و وكلو.
الاقتصاد:
يعمل حوالي ثُمن العاملين بالمقاطعة بالزراعة، بيد أن الزراعة تختلف في المناطق المرتفعة عنها في المناطق المنخفضة. ففي المناطق المرتفعة نجد أن مساحة الأراضي الخصبة محدودة، ولذلك تقل الزراعة المنظمة، مما يزيد من أهمية الأغنام التي ترعى الكلأ على الجبال وتضم عددًا من السلالات المحلية، كما يهتم السكان بتربية الأبقار الصغيرة.أما الأراضي المنخفضة فهي خصبة وتتنوع فيها الزراعة، ومن أهم المحاصيل الشعير والقمح والبطاطس والشوفان وبنجر السكر واللفت. ورعي الأبقار من الأنشطة المهمة للغاية، كما أن المزارع التي تهتم بمنتجات الألبان مهمة أيضًا، وهي التي تمد مدينة دبلن بالحليب كما تستفيد منها مدن المقاطعة الأخرى في إنتاج الزبد وغيره، وأيضًا يربي بعض المزارعين الماشية والخنازير والدواجن.
يعمل في قطاع الصناعة بالمنطقة حوالي خُمس قوتها العاملة، ويتركز هذا في المدن التالية: أركلو وبري و وكلو، ومن أهم صناعاتها الصناعات الهندسية والمعدنية بما في ذلك الهندسة الكهربائية والإلكترونية في بري. وفي مدينة أركلو مصنعان من أكبر مصانع المقاطعة ينتجان الأسمدة والفخار. كما توجد الطباعة وصناعات النسيج في بري وغيرها. وتشمل الصناعات الأخرى تعليب وتغليف الأغذية، والعقاقير ومنتجات البلاستيك ومنتجات الأخشاب و ورش نشرها.
أما قطاع الخدمات فيستوعب حوالي ثلاثة أخماس القوى العاملة، وتبرز هنا أهمية تجارة الجملة والقطاعي والخدمات الحكومية مثل التعليم والسياحة والترويح، وهذه الأخيرة ذات أهمية كبيرة لمدينة وكلو. وهناك العديد من الفنادق والاستراحات والمناطق المعدة لنزول الزوار والبيوت المتحركة (الكرافانات) وكذلك البيوت المخصصة لسكنى الصيف على طول الساحل وبالداخل أيضًا. ومن المناطق المحببة للاصطياف بري وجريستونز وبريتاس بي وأركلو. كما أن الجبال تجذب الكثيرين أيضًا من محبي التنزه بقيادة السيارات أو الدراجات أو التريض على الأقدام. تكتسب الغابات أهمية كبرى لإنتاج الأخشاب تجاريًا وللترويح، ووكلو أكثر مقاطعات أيرلندا وأغناها من حيث الغابات، ومنها عدد كبير مفتوح للجمهور للتنزه، فهناك غابة ومتنزه بالقرب من راثدرم في أفونديل حيث كان يقيم السياسي المعروف تشارلز ستيوارت بارنل. وأركلو هي الميناء الوحيد لصيد الأسماك. وتكثر أعمال المحاجر في شمالي المقاطعة للحصول على الحجارة والرمل والحصى للبناء، بينما يجمع الخث من الجبال.
تمد مدينة وكلو أساسًا مدينة دبلن بالماء والطاقة الكهرومائية، ويعتبر خزان بليسينجتون الذي يقع غربي وكلو ـ وهو أكبر مناطق خزن الماء ـ مصدر الماء الرئيسي للمدينة. وتوجد في طرف المدينة الجنوبي محطة كهرباء بولافوكا، كما يوجد خزان آخر صغير للمياه عند راوندوود شرقي وكلو، وفي تيرلو هيل مصنع ضخم يدار بالكهرباء يستمد طاقته من ضخ المياه وتخزينها.
طرق النقل الرئيسية في وكلو هي السكك الحديدية وطريق (ن 11) التي تجري على طول الأراضي المنخفضة الشرقية من دبلن وحتى وكسفورد، بينما تعزل الجبال غربي وكلو عن بقية المقاطعة. ومدينة أركلو ميناء صغير تشكل صناعة الزوارق به صناعة تقليدية.
المناظر الطبيعية في مقاطعة وكلو تمثلها جبال وسط شرقي أيرلندا التي تجذب العديد من الزوار. |
السطح والمناخ:
يحد وكلو من الشرق البحر الأيرلندي ومقاطعة دبلن شمالاً وكلدير غربًا وكارلو في الجنوب الغربي ووكسفورد في الجنوب. وأقصى طول للمقاطعة يبلغ 60 كم بينما يبلغ أقصى عرض لها 50كم.وتقطع جبال وكلو المقاطعة في منتصفها تقريبًا ممتدة من الشمال وحتى الجنوب ومسيطرة تمامًا على طبيعتها ومناظرها ،كما أنها تكوِّن غالبية سلسلة لينستر، وأكبر مساحة من الأراضي المرتفعة في أيرلندا. ويتكون أغلب هذه الجبال من الجرانيت مما يعطيها قممًا متساوية الاستدارة، وتسمى أعلى قمة في هذه السلسلة لونياكيللا، ويبلغ ارتفاعها 926م، أما القمة الحادة لجبل جريت شُجَر لوف فهي من العلامات المميزة للشمال الشرقي.
وهناك سلسلة من الوديان والوهاد الغائرة في شرقي هذه الجبال من أشهرها الوادي المسمى جلندا لوف مع بحيرتيه تسمى أطولهما جلينماليور. وهناك بعض مساقط المياه مثل مسقط بورزكورت، وخوانق عميقة مثل جلين في الداونز الذي تغطيه الأشجار الكثيفة. وتنصرف المياه من المنحدرات الشرقية لتصب غالبًا في نهر أفوكا الذي يمر بوديان كلارا وأفوكا وكذلك في المكان المسمى ملتقى المياه أو مجمعها الذي يعرفه الكثيرون من خلال أنشودة توماس مور. أما الوديان والوهاد على الجانب الغربي من الجبال فهي أكثر انفتاحًا كما يرى المرء في جلين إيمال، وتنصرف المياه هنا لتصب في نهري ليفي وسليني.
وتنحصر غالبية الأراضي المنخفضة في شريط عريض في شرقي المقاطعة، كما أن الساحل منخفض فيما عدا بعض الحواف الصخرية، ويغلب الاستواء على الساحل الذي تحفه شواطئ يكسو الحصى بعضها والرمال بعضها الآخر.
وتتراوح الأمطار السنوية بين أقل من 100 سم على طول الساحل وأكثر من 200 سم على الجبال الشامخة، بينما نجد متوسط درجة الحرارة في شهر يناير حوالي 5°م و 16°م في يوليو.
نبذة تاريخية:
أهم المناطق التاريخية في وكلو جلندا لوف، وبها شيد القديس كيفين في القرن السادس الميلادي ما يعد واحداً من أهم الأديرة السلتية في أيرلندا، وقد بقي بها برج دائري وبوابة وبعض الكنائس العتيقة.أنشأ غزاة الشمال (الفايكنج) مستعمرات ساحلية في أركلو و وكلو، بيد أن غالبية المقاطعة خضعت لسيطرة أسرة ماك مورو، وهم ملوك لينستر. وعندما سيطر الأنجلو ـ نورمنديون على هاتين البلدتين و الأراضي المنخفضة ظلت المرتفعات تحت سيطرة أسرتين هما أوبراين وأوتول. واستمر الأيرلنديون يغيرون بين فترة وأخرى على الأنجلو ـ نورمنديين في وكلو، وعلى دبلن والمنطقة الشمالية الخاضعة للإنجليز، وذلك من مخابئهم الجبلية التي تحصنوا بها.
لم تخضع وكلو لسيطرة الإنجليز إلا في القرن السابع عشر الميلادي، إلا أن الأيرلنديين استمروا في اللجوء للجبال كما حدث أثناء ثورة 1798م. وكان أن فتحت الحكومة المناطق الجبلية وذلك بإنشائها للطريق الحربي الذي يقطعها من الشمال إلى الجنوب. ويوجد بالقرب من بليسينجتون قصر يسمى رسبره وهو واحد من أهم قصور أيرلندا ويرجع تاريخه إلى القرن الثامن عشر الميلادي. وكانت معاناة مقاطعة وكلو أثناء المجاعة الكبرى في أربعينيات القرن التاسع عشر الميلادي أقل نسبيًا من غيرها من أقاليم أيرلندا بالرغم من أنها فقدت خُمس سكانها بسبب الموت أو الهجرة، إلا أن عدد السكان في تزايد مستمر منذ عام 1920م وخصوصًا في السبعينيات التي شهدت أيضًا ازدهارًا لم يدم طويلاً في صناعة التعدين (النحاس) التقليدية في وادي أفوكا.
★ تَصَفح أيضًا: أيرلندا، تاريخ.