ويسلر، جيمس آبوت مكنيل ( Whistler, James Abbott McNeil )
والدة ويسلر من أشهر اللَّوحات. الاسم الرسمي للوحة هو التجهيز بالداكن والأسود: رقم 1، لوحة والدة الرسام. رسم ويسلر اللوحة في لندن عام 1872م، حيث أوقف والدته قبالة حائط رمادي، وتعكس اللوحة الصغيرة على الحائط والستارة تناسقَ التَّكْوِين. |
وقد سمَّى ويسلر الكثيرَ من رسومه حسب أنواع النُّوَت الموسيقية، مثل: اللوحة الليلية، أو المقطوعة الحالمة والسيمفونية، وكان يؤمن بأن الرسم ـ مثل الموسيقى ـ يجب أن يكون تجريديا، ويجب ألا تُوصَف الأشياءُ أو تُقَصّ القصصُ، ولكن يتم التجاوب مع خيالِ الرسَّام، وَعَدَّ الأساليب في الرسم أهمَّ من الموضوع.
وقد انتقد الرسام الإنجليزي جون رسكين أكثر رسوم ويسلر تجريدية وهي الصورة الزيتية بالأسود والذهبي الصخرة المتدحرجة حوالي عام 1874م، وأشاع أن ويسلر قد رَشَّ وعاءً من الدهان في وجه الناس. وقد قاضى ويسلر رسكين على القذف والتشهير ودافع عن نظرياته في الفن أمام المحكمة، وقد كسب الدعوى لكنه لم يتسلم بنسًا واحدًا تعويضًا، أما تكلفة الادعاء فقد أدت بويسلر إلى الإفلاس.
بالرغم من ذلك فقد أعطته هذه القضية الشعبية المطلوبة لآرائه التي تقول إن الفن يجب أن يُخْلَقَ لمجرَّد الفنّ، وليس لمجرد كونه هدفًا أخلاقيا. وضمّن ويسلر الخبرات من دفاعه في كتاب يحوي مجموعة من مقالاته: الفن الراقي لصنع الأعداء (1890م).
وبالإضافة إلى لوحاته أصبح ويسلر معروفًا بمطبوعاته وفن الزخرفة (الديكور) حيث ابتكر نحو 440 كليشيهًا (محفورة) تتضمن العديد من صور الزينة التي تمثل البندقية ونهر التايمز. أما أحد الأمثلة لأعمال ويسلر في الزخرفة الداخلية فهو غرفة الطاووس التي صممها لبيت في لندن، وتوجد الغرفة حاليًا في معرض فرير (فرير جاليريه) في واشنطن.
وُلِدَ ويسلر في لويل ماساشوسيتس بالولايات المتحدة. في عام 1843م، رحل مع أسرته إلى سانت بطرسبرج في روسيا ثم عاد إلى الولايات المتحدة عام 1849م. وفي عام 1851م، دخل الأكاديمية العسكرية بالولايات المتحدة في ويست بوينت، وقد فصل بعدها بثلاث سنوات لأسباب أكاديمية. وخلال الفترة من نوفمبر عام 1854م، وحتى فبراير عام 1855م، اشتغل ويسلر مصمِّم خرائط لإدارة المساحة للسواحل، حيث تلقى هناك تدريبًا عاليًا في تقنيات الحفر، وفي عام 1855م، ذهب إلى باريس لدراسة الفن، وانتقل إلى لندن في عام 1859م.