وكسفورد ( Wexford )
وِكْسفُورد مقاطعة في إقليم لينْستر في جمهورية أيرلندا. وهي إقليم ساحلي يقع في الركن الجنوبي الشرقي من أيرلندا. وهي متنوعة في تضاريسها الطبيعية وفي أصول سكانها. وبحُكم جودة الزراعة فيها، فهي في بعض الأحيان تُسمى الإقليم الأنموذج.
بلدة وكسفورد هي الأكبر من حيث عدد سكانها ومركز الخدمة فيها.
حقائق موجزة | ||||||||||||
|
السكان ونظام الحكم:
انخفض عدد سكان وكسفورد من منتصف القرن التاسع عشر الميلادي إلى ستينيات القرن العشرين. وبعد تنامي عدد السكان خلال سبعينيات القرن العشرين، زاد النزوح عن الإقليم ثانية في ثمانينيات القرن العشرين.يعيش ثُلث سكان وكسفورد في مناطق ريفية، كما أن حوالي 94% من سكان وكسفورد هم من الروم الكاثوليك، بينما ينتمي معظم الآخرين إلى كنيسة أيرلندا.
هناك بعض الملامح التقليدية المميزة في وكسفورد يعكس بعضها تأثيرًا أنجلو ـ نورمنديًا قويًا، وبخاصة في البارونات السابقة في بارجي، وفورث، في جنوب المقاطعة، فعلى سبيل المثال، كانت لهجة يُولا الإنجليزية القديمة والأيرلندية متداولة في الإقليم حتى القرن التاسع عشر الميلادي. ولم تزل هناك ملامح في الكلام تختلف في الإقليم عنه في أي إقليم آخر. ومن التقاليد التي لم تزل سائدة في المقاطعة تقليد يعرف بالمهرج المتنكر وهو نوع من التمثيل يقوم الممثل فيه بارتداء أزياء تقليدية ويقوم بتمثيل روايات وأشعار قديمة، وبالأخص في أعياد الميلاد.
رشق السهام لعبة شائعة في الإقليم. ويعقد مهرجان الأوبرا الرئيسي في أيرلندا في وكسفورد كل سنة.
تُكَوّن وكسفورد وحدة انتخابية واحدة وتنتخب خمسة أعضاء يمثلونها في (البيت الأدنى لبرلمان جمهورية أيرلندا).
يدير أمور الحكومة المحلية مجلس إقليمي، يتخذ من بلدة وكسفورد مقرًا له. وتتمتع وكسفورد بحكم محلي ذاتي، ويَحْكُم إينسكورثي ونيوروس مجالس مقاطعات.
ميناء روسلير، في إقليم وكسفورد. ميناء عبور رئيسي للسفن من روسلير، حيث تنقل المسافرين والسيارات والشاحنات المحملة بالبضائع، إلى فشجارد وبمبروك في جنوب ويلز، وإلى ليهافر وشيربورج في فرنسا. كثير من السياح يعبرون أيرلندا عبر روسلير. |
الاقتصاد:
يعمل ربع عُمال وكسفورد في مجالات الزراعة، ومعظم أراضيها تتميز بالخصوبة باستثناء المناطق الجبلية، وبعض الأجزاء الساحلية في الشرق والجنوب.تنمو المحاصيل الزراعية في حوالي 30% من الأراضي، وتكون في العادة جزءًا من نظام زراعي مختلط. الحبوب الرئيسية تشمل القمح والشوفان والشعير، وهو نوعان: نوع يزرع علفًا ونوع تصنع منه البيرة.
تشتمل المحاصيل الأخرى على الفواكه والبطاطس وبنجر السُكر واللِّفت.
وتُربّى الأبقار للحومها ولإنتاج الحليب، كما أن بعض المزارعين يربون الأغنام، وبخاصة في المرتفعات، وتربية الخيول عن طريق تحسين السلالات والاستيلاد الموجه، وإنتاج الخنازير نشاط له أهميته في الإقليم.
يعمل سدس السكان في الصناعة التي تعتمد في الأساس على الصناعة الهندسية والمعدنية وتعد الآلات الزراعية من منتجات المصانع التقليدية، ولكن الصناعات الهندسية أصبحت متنوعة عن ذي قبل.
تصنيع الغذاء ـ وهو أمر وثيق الصِّلة بالزراعة ـ له دوره المهم في اقتصاد المقاطعة، وتركز صناعة المواد الغذائية على معالجة اللحوم والألبان والحبوب، وبقدر أقل على تعليب الفواكه والفطر والخضراوات. وهناك مصانع للخبز والمشروبات الخفيفة.
أما الصناعات الأخرى فتشمل صنع الملابس والمنسوجات والأثاث والمُنتجات الخشبية.
وكسفورد هي البلدة الأكبر صناعيًا، يليها في ذلك إينسكورثي. وتشتمل الصناعات في وكسفورد على الآلات الزراعية وغذاء الأطفال والكوابل والملابس والخبز ومنتجات الألبان والصناعات الهندسية العامة وإنتاج المصنوعات البصرية والمضخات.
نصف العمالة في وكسفورد يعمل في مجال صناعة الخدمات الذي تشكل تجارة الجملة والتجزئة جزءًا مهمًا منه.
أما السياحة فتعد من المرافق المهمة في اقتصاد وكسفورد ؛ إذ يدخل كثير من السياح أيرلندا عبر روسلير. تجتذب شواطئ الإقليم ومناخها المشمس نسبيًا الكثير من السياح. كثيرون من سكان دبلن يمتلكون بيوتًا ثانية على ساحل وكسفورد. وميناءا كورتاون هاربر وروسلير منتجعان على شاطئ البحر، كما يقع متنزه جون .ف. كنيدي جنوب نيو روسّ قريبًا من دَنْجَنستاون التي يقع فيها البيت الذي يعود إلى أجداد الرئيس الأمريكي جون .ف. كنيدي. يقع متنزه التراث قريبًا من بلدة وكسفورد، كنماذج من الأبنية الأيرلندية التي تعود إلى الأزمنة القديمة. وهناك مصنع لصيد السمك على شاطئ وكسفورد. وكلموركي هو الميناء الرئيسي ويشتمل على مصانع تصنيع السمك، وتقوم القوارب بإنزال السمك في روسلير ودَنْكانون. وتوجد مزرعة لبلح البحر (نوع من الرَّخويات) في ميناء وكسفورد.
حدث تطوير للغابات في المناطق المرتفعة. وهناك محطة كهربائية وقودها النفط في ووترفورد هاربر في الجزيرة الكبرى.
ميناء روسلير مرفأ رئيسي تنطلق منه خدمات في اتجاهات متعددة أكثر من أي ميناء أيرلندي آخر. هناك سيارات ومسافرون يُنقلون بحرًا إلى فشجارد وبمبروك في جنوب ويلز، وإلى ليهافر وشيربورج في فرنسا.
توجد خطوط سكك حديدية من ميناء رُوسْلير إلى دَبلن وإلى وُوترفُورد. الطريق 25 يذهب إلى ووترفورد عبر بلدة وكسفورد، ومن هناك يتجه الطريق 11 شمالاً نحو دَبْلن وتقع نيو روس على نهر بارو وتجمع بين خصائص الميناء البحري والمعبر النهري.
السطح والمناخ:
البحر الأيرلندي وقنال سانت جُورج يكَونّان الحدََّين الشرقي والجنوبي لمقاطعة وكسفورد.أما من الغرب فتحدها ووترفورد، وكلكني، وكارلو، ومن الشمال وكْلو. يبلغ طول الإقليم من الشمال إلى الجنوب 70كم وعرضه من الشرق إلى الغرب 40كم.
يقع جزء كبير من الحد الغربي مع كارلو بمحاذاة جبال بلاك ستيرز التي هي جزء من سلسلة جبال لينْستر التي توجد فيها أعلى نقطة وهي جبل لينستر (795م). وهذه الجبال جرانيتية وتمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي. والمنطقة مرتفعة تمتد من وكلُو شمالي مقاطعة وكسفورد.
أكثر أراضي المقاطعة أراض منخفضة متموجة، بين الجبال والبحر. ويقوم أكثرها على طبقات من الصلصال والأردواز، وتوجد صخور تعد الأقدم من نوعها في أيرلندا.
يقوم نهر سلاني بتصريف معظم مياه المقاطعة، وهو النهر الوحيد الذي يخترق سلسلة جبال لينستر، وذلك قبل جريانه جنوبًا عبر الأراضي المنخفضة في ميناء وكسفورد. يشكل نهر بارو الحدود الغربية مع كلكني ويصب في الخليج الطويل لميناء ووترفورد.
يحاذي الساحل امتدادات من الشواطئ الرملية والكثبان الرملية والحواجز الرملية، وقد أمكن استصلاح بعض الأراضي من البحر حول ميناء وكسفورد.
أما جزر سولتي في الساحل الجنوبي فقد حُولت إلى محمية للطيور.
أراضي وكسفورد المنخفضة هي أكثر البقاع إشراقًا بالشمس في أيرلندا، إذ تسطع الشمس فيها لأكثر من أربع ساعات في اليوم، كما أنها من أكثر الأماكن جفافًا، إذ يبلغ معدل سقوط المطر فيها 100سم، والأيام الممطرة في السنة تقل عن مائتي يوم . معدل درجات الحرارة 6°م في يناير، و 16°م في يوليو.
قلعة جونز تاون قرب بلدة وكسفورد، قصر بني على الطراز القوطي الباروني في القرن التاسع عشر. وهي قائمة على بقايا قلعة قديمة. أعطيت للأمة الأيرلندية في سنة 1944م، والآن تقدم خدمات في مجال البحث الزراعي. الأدوار الأرضية مفتوحة لارتياد الجمهور. |
نبذة تاريخية:
تثبت الدلائل أن وكسفورد كانت مأهولة منذ العصر الحجري وما بعد ذلك. أسس الفايكنج وكسفورد في القرن التاسع الميلادي لتكون بلدة ومركزًا تجاريًا، ولكن التأثير الأنجلو ـ نورمندي على الإقليم وعلى البلاد كان أكبر بكثير. وأقاموا أولاً على الساحل الجنوبي لوكسفورد وذلك سنة 1169م. استعان ديرموت مَاكْ مُورو حاكم المملكة المحلية لهاي كنْسلاَّ وملك لينستر بالنورمنديين والويلزيين والفَلَمنكيِّين في صراع داخلي. كانت فيرنز عاصمة ماك مورو، وكانت في الأصل ديرًا سلتيًا ثم أصبحت بلدة في العصور الوسطى.كانت إينسكورثي، ونيو روس، ووكسفورد ـ بَلْدات أنجلو ـ نورمندية. أدت بلدة وكسفورد دورًا مهمًا في عصيان أربعينيات القرن السابع عشر الميلادي، وقد قام القائد الإنجليزي أوليفر كرومويل باستباحتها عقب العصيان في سنة 1649م. وفي القرن السابع عشر، أعطت الحكومة البريطانية أراضي في الإقليم إلى مقيمين إنجليز موالين لإنجلترا.
كان إقليم وكسفورد محط أنظار عصيان الأيرلنديين المتحدين في سنة 1798م. وبعد نجاحات أولية، انتهت بمعركة فاينجارهل في إينسكورثي.
إن خسارة عُشر السكان نتيجة الموت والنزوح في أيام المجاعة الكبرى، في أُخريات أربعينيات القرن التاسع عشر، كانت في هذا الأقليم أقل منها في غيره من الأقاليم باستثناء دبلن. وكان ذلك بسبب قلة تأثير المجاعة في هذا الإقليم مما أغرى عددًا كبيرًا من الناس بالنزوح إليه.