الرئيسيةبحث

ساموا الغربية ( Western Samoa )



معظم المنازل في ساموا الغربية لها سقوف من القش وهي مفتوحة الجوانب بسبب مناخها الدافئ اللطيف.
ساموا الغربية إحدى جُزر المحيط الهادئ، وهي قطر مستقل أصبح اسمه ساموا عام 1997م. تبعد ساموا الغربية عن شمال شرقي نيوزيلندا بنحو 2,740كم. وهناك ساموا الأمريكية وهي إقليم تابع للولايات المتحدة تقع شرقي ساموا الغربية. ★ تَصَفح: ساموا الأمريكية.

تُعد ساموا الغربية واحدة من الأقطار الصغيرة في العالم. وهي تتكون من جزيرتين رئيسيتين هما: أُبولو وسافايي إضافة إلى عدة جزر صغيرة أخرى. وتعد آبيا التي يسكنها ما يقرب من 36,000 نسمة هي العاصمة والمدينة الوحيدة.

والسامويون بولينيزيون طوال القامات، سود البشرة. يعمل غالبية السامويين بزراعة المحاصيل الغذائية بأنفسهم، على مساحات صغيرة من الأرض ؛ ولهذا نجد أن دخلهم النقدي قليل. ووفقًا لبعض المعايير تعد ساموا الغربية من البلدان النامية، غير أن مواطنيها أصحاء ويتوافر لديهم كل مايحتاجونه من غذاء وملبس.

لقد عاش البولينيزيون في ساموا الغربية لمدة تقدر ـ على الأقل ـ بــ 2,000 سنة. وأول من جاء إليها من الأوروبيين كان في القرن الثامن عشر الميلادي، وسيطرت عليها ألمانيا في عام 1900م. وقد احتلت نيوزيلندا هذه الجزر خلال الحرب العالمية الأولى، وحكمتها إلى أن نالت ساموا الغربية استقلالها في عام 1962م. ولقد عاش الكاتب المعروف، روبرت لويس ستيفنسون في ساموا الغربية سنوات عديدة ووافته منيته هناك وتم دفنه في آبيا عام 1894م. ومنزل ستيفنسون الذي يُطلق عليه فايليما هو مقر رأس الدولة حاليًا.

نظام الحكم:

يرأس دولة ساموا الغربية ماليتوا تانيومافيلي الثاني مدى الحياة. وعند وفاته سوف يقوم المجلس التشريعي بانتخاب رئيس جديد للدولة لفترة رئاسية مدتها خمس سنوات. ويتكون المجلس التشريعي من 47 عضوًا وفترة العضوية ثلاث سنوات.

ينتخب الماتاي 45 عضوًا من هؤلاء الأعضاء. والماتاي هم (رؤساء المجموعات الأسرية الساموية). وينتخب الأوروبيون الذين لا ينتمون إلى الماتاي اثنين منهم، ويقوم أعضاء المجلس بانتخاب رئيس الوزراء وهو بدوره يقوم باختيار أعضاء مجلس الوزراء من بين أعضاء المجلس التشريعي. ويقوم رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء بتصريف شؤون الحكومة. التشريعات التي يجيزها المجلس التشريعي لا تصبح نافذة إلا بعد تصديق رأس الدولة عليها. يمثل الحكومة في كل قرية زعيم. وفي ساموا الغربية حزبان سياسيان هما: الحزب الديمقراطي النصراني، وحزب حماية حقوق الإنسان.

البولينيزيون يشكِّلون ما يقرُب من 90% من سكان ساموا الغربية. تتمركز الحياة الساموية حول الأنشطة الأسرية.

السكان:

معظم السامويين من سلالة البولينيزيين. وما يقرب من 10% من السكان هجين من الأوروبيين والبولينيزيين. يعيش في ساموا الغربية قليل من الأوروبيين والصينيين وأناس من جزر المحيط الهادئ الأخرى. يتحدث المواطنون الساموية، وهي لهجة بولينيزية، أما المواطنون الأفضل تعليمًا، فيتحدثون اللغة الإنجليزية.

يعيش السامويون حياة بسيطة تمامًا كما كان يعيش أسلافهم. وتتمركز الحياة الساموية حول الأسرة، ويعيش المواطنون مع أقربائهم في مجموعات أسرية ممتدة تعرف بـ إيجا. وتقوم الإيجا بانتخاب الماتاي ليكون رب الأسرة. ويقاوم بعض صغار السن سلطة الماتاي إلا أن هذا النظام ما يزال قويًا.

ويعيش المواطنون في منازل مفتوحة الجوانب تعرف بـ فيل وتُبنى سقوفها من القش، وتستند على ركائز ويستظلون بسعف النخيل عندما تهطل الأمطار. لا يرتدي معظم الرجال السامويين سوى لافا ـ لافا وهي قطعة من القماش يربطونها حول الخصر، مثل التنورة. ويرتدي بعضهم قميصًا مع اللافا ـ لافا. وترتدي النساء لافا ـ لافا طويلة وفوقها جلباب يسمونه بولتاسي.

يحب السامويون الرقص. كما يهوون لعبة الكريكيت التي تعلموها من المنصرين الإنجليز. ولكن لهم طريقتهم الخاصة في لعبها، إذ إنهم يلعبونها بفرق يتراوح عدد لاعبيها بين عشرة و300 لاعب، بينما يبلغ عدد اللاعبين في لعبة الكريكيت العادية 11 لاعبًا فقط.

كل السامويين ـ تقريبًا ـ نصارى وأهم الطوائف النصرانية في هذا القطر الأبرشانية و الميثودية وهم أتباع الكنيسة الإنجليزية، والرومان الكاثوليك.

وتتوافر بساموا الغربية العناية الطبية الجيدة، والمواطنون أصحاء ومعظم المراكز بها مستشفيات حكومية تقدَّم فيها الخدمات الطبية المجانية.

ومعظم السامويين يستطيعون قراءة اللغة الساموية وكتابتها. وما يقرب من نصف المواطنين يستطيعون قراءة اللغة الإنجليزية وكتابتها. والتعليم هناك مجاني، ولكنه ليس إلزاميًا. فتحت الحكومة مدارس ابتدائية في معظم القرى وبعض المدارس الثانوية أيضًا. وتقدَّم بعض الدروس من خلال المذياع في جميع المدارس الحكومية، وهناك العديد من الأطفال يتلقون تعليمهم في المدارس التنصيرية. ويوجد بساموا الغربية أيضًا كليتان وجامعة وطنية. ويذهب السامويون إلى الخارج لاستكمال تعليمهم.

خريطة سامو الغربية

السطح والمناخ:

تكونت جزر ساموا الغربية بسبب ثورانات بركانية، ولا يزال أحد البراكين في سافايي نشطًا، وكان آخر ثوران له في الفترة ما بين عامي 1905 و1911م مما غطى جزءًا من الجزيرة بالحمم (صخور اللافا) التي ما تزال موجودة إلى الآن بالشعب المرجانية.

وتصطف على شواطئ الجزيرة أشجار جوز النخيل الباسقة الرشيقة. وتربتها الصخرية ذات اللون الأحمر الداكن، القريبة من السواحل، خصبة ولذا تصلح لإنتاج الموز والقلقاس ـ (نبات جذعه بداخل الأرض ويصلح للأكل) والكاكاو. وفي المناطق الداخلية جرفت الأمطار الكثيفة التربة، وأصبح لا ينمو هناك سوى القليل من المحاصيل الغذائية. وتغطي الغابات الاستوائية القمم البركانية في وسط الجزيرة.

ومناخها استوائي ورطب غير أن الرياح التجارية الجنوبية الشرقية تجعله معتدلاً. ونادرًا ما تزيد درجة الحرارة على 29°م، أو تنخفض عن 24°م.

وتتراوح كمية الأمطار ما بين 180سم في السنة في الساحل الشمالي الغربي وأكثر من 380سم في الجنوب الشرقي. وأكثر الشهور إمتاعًا ما بين مايو وسبتمبر. وهي الفترة التي تنخفض فيها درجات الحرارة والأمطار إلى أدنى معدلاتهما.

الاقتصاد:

يعتمد السكان على الزراعة، فما يقرُب من 70% من المواطنين يعملون في هذا المجال. ومن أهم المحاصيل الغذائية الموز وجوز الهند وفاكهة استوائية يطلق عليها اسم ثمرة الخبز والقلقاس. ويقوم المواطنون بتربية الخنازير والدواجن وصيد الأسماك من أجل الغذاء، ويصدرون بعض الموز والكاكاو والكوبرا (لب جوز الهند المجفف).

إن متوسط الدخل السنوي في ساموا منخفض جدًا إذا قورن بالمعايير العالمية، غير أن معظم السامويين ليست لهم حاجة كبيرة للنقود ؛ لأنهم يوفرون غذاءهم ويشيدون منازلهم ويصنعون ملابسهم بأنفسهم.

ويعمل بعض المواطنين في الحكومة أو بالتجارة في آبيا أو مع الهيئات التنصيرية. ويدير المواطنون كثيرًا من الأعمال التجارية. وساموا الغربية بها القليل من الصناعات وهي تقوم باستيراد السلع والأغذية المصنعة والمنتجات النفطية من نيوزيلندا وأستراليا وبريطانيا واليابان والولايات المتحدة وألمانيا.

ومعظم القرى تربط بينها شبكة من الطرق، وتقوم المراكب الصغيرة برحلات منتظمة بين الجزر. وخطوط الطيران الساموية المسماة الخطوط الجوية البولينيزية تقوم برحلات إلى ساموا الأمريكية وتونجا وفيجي. وترسو السفن عابرة المحيطات في آبيا الميناء الوحيد.

نبذة تاريخية:

عاش الناس في ساموا منذ 2,000 سنة على الأقل، وربما قدموا إليها من البلاد التي تعرف اليوم بفيجي وفانواتو. لقد قام السامويون بطرد الغزاة الذين جاءوا من جزر تونجا، ومن ثم بدأوا في تكوين دولة خاصة بهم وكان ذلك منذ ألف سنة مضت. وتولى حكم الجزيرة العديد من الزعماء، إلى أن جاءت سلاماسينا المرأة التي وحَّدت ربوع الجزيرة، وكان ذلك في القرن السادس عشر الميلادي.

ويُعد المكتشف الهولندي جاكوب روجيفين أول أوروبي يصل إلى ساموا وهو الذي اكتشف هذه الجزيرة في عام 1722م. غير أنه لم يقم بزيارة ساموا سوى عدد قليل من الأوروبيين إلى أن تأسست أول هيئة تنصيرية في سافايي عام 1830م. وما أن التقى السامويون بالمنصرين حتى بدأت السفن التجارية وسفن الصيد ترسو بانتظام في جزر ساموا.

هناك أسرتان من الأسر الحاكمة حكمتا أجزاء مختلفة من ساموا في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، ودارت حروب بينهما بسبب رغبة كل منهما في الانفراد بالحكم. ولقد ساندت ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة المجموعات المتناحرة، وفي عام 1899م اتَّفقت الدول الثلاث على أن تقتسم كل من ألمانيا والولايات المتحدة الجزر ولهذا قامت ألمانيا بفرض سيطرتها على ساموا الغربية في عام 1900م. ولقد حسنّت ألمانيا من الإنتاج الزراعي ووسعت من قاعدة النشاط الاقتصادي.

في عام 1914م، احتلت قوة عسكرية من نيوزيلندا ساموا الألمانية. وبعد الحرب العالمية الأولى منحت عُصبة الأمم نيوزيلندا تفويضًا بحُكم ساموا الغربية.

لقد بدأت الكوارث مع بداية حكم نيوزيلندا للبلاد، حيث تفشى وباء الإنفلونزا في ساموا الغربية خلال عام 1918م، ومات من جراء ذلك ما يقرُب من خمس عدد السكان. وبدأ السخط يزداد في العشرينيات من القرن العشرين.

وقد انضم بعض السامويين إلى منظمة تسمى حركة ماو (الدليل) وهي تناصر التقاليد الساموية وتعارض حكم نيوزيلندا. وقد دعت حركة ماو إلى المقاومة السلمية، وبدأ السامويون يرفضون الالتزام بالقوانين التي تدعوهم إلى التعاون مع الحكومة، وواصلوا العصيان المدني حتى عام 1936م عندما استجاب المسؤولون النيوزيلنديون لبعض مطالبهم.

بعد الحرب العالمية الثانية، جعلت الأمم المتحدة ساموا الغربية إقليمًا تحت الوصاية الدولية وطلبت من نيوزيلندا إعداد الجزر للاستقلال. وفي عام 1957م، تم انتخاب أعضاء المجلس التشريعي لأول مرة وسيطر الأعضاء السامويون على المجلس. وفي عام 1959م باشرت السلطات التنفيذية عملها وشكلت مجلس وزراء برئيس وزراء ساموِّي. وفي عام 1961م اقترع المواطنون على وضع دستور جديد. وقد أصبحت ساموا الغربية دولة مستقلة في الأول من يناير 1962م. وانضمت إلى كومنولث الأمم عام 1970م وإلى الأمم المتحدة عام 1976م.

★ تَصَفح أيضًا: جزر المحيط الهادئ.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية