الرئيسيةبحث

ويزلي، جون ( Wesley, John )



جون ويزلي
ويزلي، جون (1703 - 1791م). رجل دين نصراني من رجال كنيسة إنجلترا من مؤسسي مذهب الميثوديست (المنهجية). وكان القائد الأساسي لحركة الإحياء الإنجيلية في إنجلترا، وهي حركة في البروتستانتية خلال القرن الثامن عشر الميلادي أكدت العقيدة الشخصية وعمل الخير. سافر ويزلي نحو 400,000كم لتأدية مهمته التنصيرية الإنجيلية وخَطَبَ في أكثر من 40,000 محفل، وصلت إلى أربع خُطَب في اليوم أحيانًا. قاده اهتمامه بالفقراء إلى إيجاد صناديق للقروض ومأوى للأيتام وقسيسين للسجون والقوات المسلحة وفتح مستوصفات علاجية مجانية.

السنوات الأولى:

ولد ويزلي في أبروث، لنكولنشاير. وكان كلا أبويه متمسكا بشدة بكنيسة إنجلترا بالرغم من أنهما جاءا من عائلتين منشقتين عن كنيسة إنجلترا. أعطت هذه الخلفية الشاب ويزلي إحساسًا عميقًا بتقليدين في الفكر الديني الإنجليزي، كان أحدهما أهمية الكنيسة المنظمة، بقواعدها وتعاليمها. والآخر نمو التطهر الديني النصراني الداخلي، مع تركيزه على علاقة مباشرة مع الرب.

دخل ويزلي كلية كنيسة المسيح في جامعة أكسفورد في 1720م، ورُسِّم قسًا في كنيسة إنجلترا في 1728م، ورجع إلى أكسفورد في 1729م، زميلاً لكلية لنكولن. وهناك أصبح مستشارًا روحيًا لبعض الطلبة ؛ منهم أخوه تشارلز، وتجمعوا في مجموعات صغيرة ليساعد كل منهم الآخر في الدرس والعبادة وعمل الخير. وقد سخر منهم بقية الطلبة وأطلقوا عليهم النادي المقدس، لكن التسمية التي سادت هي الميثوديست (المنهجيون). أصبح أداؤهم للمسؤوليات في مجموعات صغيرة من أجل الحياة الروحية لكل الأعضاء، وهو البنية الأساسية لحركة المنهجيين فيما بعد.

تأثر ويزلي بالمورافيين ـ وهي كنيسة ألمانية تهتم بالعقيدة الشخصية وبانضباط الحياة النصرانية ـ عندما كان مُنصِّرًا في جورجيا في أمريكا الشمالية من 1735م إلى 1737م. وأدى تأثيرها على ويزلي إلى عقدة روحية لم تحلَّ حتى عاد إلى إنجلترا. وحضر اجتماعًا دينيًا صغيرًا في لندن في 24 مايو، 1738م. وهناك أحس قلبه بدفء غريب وهو يمارس الإيمان الداخلي الواثق الذي تأثر به جدًا من المورافيين كما قال في يومياته.

قيادة جمعيات الميثوديست (المنهجيين):

اضطلع ويزلي بدور متعاظم في قيادة حركة الإحياء الإنجيلية. وبناء على دعوة من إنجيلي آخر مشهور، هو جورج وايتفيلد، بدأ يخطب في الميادين العامة في سنة 1739م، وانضم إليه أخوه تشارلز، سنوات عدة في هذا النشاط. وأصبحت خطبهما في الميادين من سمات المنهجية التي جذبت جماهير كبيرة. ودخل الذين استجابوا لرسالتهما في نسق جمعيات كالجمعيات الدينية النصرانية لكنيسة إنجلترا التي يرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر الميلادي.

وتكمن عبقرية ويزلي في تنظيم جمعيات المنهجيين وجعلها حركة. وضع مجموعة من القواعد العامة، في 1743م، تتطلب من الأعضاء أن يحضروا اجتماع صف أسبوعيًا. ويطلب من العضو في الاجتماعات، أن يعطي موجزًا عن انضباطه تبعًا لخطوط إرشادية محددة جدًا. وأعطى ويزلي صلاحيات كافية لقادة هذه الصفوف، الذين أصبحوا سلسلة صليبية في السلطة التي مارسها على الحركة. وتبنى ويزلي أيضًا مرشدين (علمانيين) غير مُرسَّمين مساعدين ومعاونين له، وفي 1744م، بدأ إقامة مؤتمر سنوي للبحث في أمور العقيدة والممارسة. وتعد التفاصيل الدقيقة لهذه المؤتمرات، مع رسائله ويومياته المفصلة، السجل الكامل للحركة الدينية النصرانية تقريبًا. وهي تشكل جزءًا من طبعة من 34 مجلدًا من أعمال جون ويزلي (1976م).

أوجدت رسالة ويزلي الإنجيلية بعض الجدل ؛ فقد عارضها كثير من رجال الدين الإنجيليين لأنها تعصب ديني وتمزق سياسي. وانتقدها الجناح الكالفيني في الإحياء الإنجيلي على أنها عالمية جدًا وتضع تأكيدات أكثر من اللازم على عمل الخير.

تكوين الكنيسة الميثوديستية (المنهجية):

أراد ويزلي أن تظل المنهجية حركة إصلاحية داخل كنيسة إنجلترا، وقاوم الانفصال خلال حياته. لكن القرار على أية حال، فرضته الحاجة لأن يمد أولئك المنتمين للجمعيات المنهجية في الولايات المتحدة المؤسسة حديثًا بالمرشدين. فرسَّم ويزلي في 1784م، مرشدين منهجيين لأمريكا الشمالية وهي خطوة قادت إلى تكوين الكنيسة الأسقفية المنهجية ومن ثم الكنيسة المنهجية.

★ تَصَفح أيضًا: ويزلي، تشارلز.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية