الرئيسيةبحث

الويلزي، الأدب ( Welsh literature )



الشعر الويلزي من أهم أشـكال الأدب الويلزي. يتبارى الشعـراء كل عام في مناسبـة الإيستدفود الوطنـية. يرتدي الشـاعر الفائز عباءة تشريفات سوداء.
الويلزي، الأدب. يمثل الأدب الويلزي أهمية خاصة لسكان ويلز. وقد حظي الكتّاب الويلزيون بمكانة مرموقة، وهم ينحدرون من بيئات اجتماعية مختلفة. ومن بين الشعراء الويلزيين المعاصرين نجد، الرعاة وعمال السكك الحديدية، والمسّاحين والحلاقين، وأساتذة الجامعات والصحفيين والوزراء. كان الشاعر الويلزي يُعرف في الماضي باسم الشاعر المتجول. وكان الشعراء يشغلون وظائف رفيعة في الخدمة العامة عند ملوك وأمراء ويلز ؛ حيث مدحوا في معظم أشعارهم أولياء نعمتهم من الملوك.

ومازال الكُتّاب الويلزيون متأثرين بالتقاليد القديمة للشعراء، غير أنهم يجرّبون الأشكال الجديدة، ويتأثرون بالآداب الأخرى غير الويلزية. ومنذ بداية القرن العشرين كان كثير من الكُتّاب الويلزيين، يكتبون باللغة الإنجليزية، بدلاً من لغتهم الأصلية، وتُقرأ أعمالهم في كل مكان يتحدث أهله اللغة الإنجليزية.

الخصائص:

حتى نهاية القرن السادس عشر الميلادي، كان الشعراء الويلزيون الذين يمدحون الملوك والأمراء، يعكسون في أشعارهم الحياة الاجتماعية في زمانهم ؛ فقد وصفوا الاستعدادات للحرب، والغارات والولائم والقاعات والقلاع والطعام والملابس، وسلوكيات ذلك العهد، كما وصفوا علاقاتهم مع الناس في زمانهم. ومنذ القرن التاسع عشر الميلادي، عرض كثير من الكتاب سردًا عن الحياة الاجتماعية المعاصرة في رواياتهم.

وقد ركّز الكُتّاب في مختلف عصور الأدب الويلزي على الموضوعات الدينية المهمة، منذ الصحوة الدينية التي حدثت في القرن الثامن عشر الميلادي، والتي عرفت بالبعث الميثوديستي. كان هؤلاء الكُتاب يعبِّرون عن موضوعات دينية في أشعارهم الغنائية. وتحتوي كثير من القصائد ذات الموضوعات الاجتماعية على مشاعر شخصية عميقة ذات طبيعة غنائية.

يتميّز الشعر الويلزي بطابع الحزن، ولكنه يمتاز أيضًا بطابع الفرح في القصائد التي تتناول الحب والصداقة وجمال الدنيا. ويُشار إلى الشعور بالحنين للوطن وللمباهج الماضية وللأصدقاء الذين رحلوا، في اللغة الويلزية، بالكلمة الجميلة هيراث. والحنين هو سمة الأدب الويلزي كما هو الحال في الآداب الأخرى العظيمة. كثير من الشعراء الويلزيين تركوا بلادهم لكسب الرزق في أماكن أخرى. وكانت أشعارهم تعبّر عن حنينهم لمنازلهم ووطنهم. وقد عبر كثير من الشعر الويلزي عن المرح والبهجة، ولكن العديد من هذه القصائد غير معروفة ؛ لأنها موجودة في مخطوطات لم تُنشر بعد.

يعالج الشعراء الويلزيون كتابة الشعر بوصفه حرفةً، يتم تعلّمها بالحرص والممارسة. وقد استخدم بعض الشعراء الويلزيين الأوائل، وكذلك المعاصرين، أشكالاً معقدة من الجناس والسجع والتنغيم في أشعارهم ★ تَصَفح: الشعر. وقد وجد الكتاب أن شروط الكتابة على منوال نمطي هي تحدٍّ وليس تقليداً. وكما وجدوا أن هذه الشروط تثري أدبهم بدلاً من أن تكون قيدًا على معانيهم، كما أن وضوح اللغة وكذلك وضوح استخدام الصور الخيالية، تميز معظم الشعر الويلزي.

اللغة والشكل:

الأدب المكتوب باللغة الويلزية هو الذي يمكن اعتباره بحقٍّ أدبًا ويلزيًا. ولكن بعض الكُتّاب الويلزيين الذين يكتبون باللغة الإنجليزية، يحافظون على النمط الويلزي بقوة في محتوى كتاباتهم واستخدامهم للغة الإنجليزية. ويزداد الطلب في ويلز على الأدب المكتوب باللغة الويلزية. ويسعى كثير من القراء إلى اقتناء الروايات والقصص القصيرة وكتب السيرة الذاتية. وبالإضافة إلى ذلك تَسْتَخْدِم المدارس والإذاعة والتلفاز كثيرًا من المواد الويلزية، كما تحتاج الفرق التمثيلية لمدد منتظم من المسرحيات الجديدة من كل نوع، بسبب الشعبية الكبيرة التي تحظى بها تمثيليات الهواة. ويشتمل كثير من الإصدارات الأسبوعية على كل أنواع الأدب الويلزي، وخاصة الشعر. وتقدم الجمعية الموسيقية القومية جوائز في الشعر والنثر والدراما، كما تقدم الجمعيات الموسيقية جوائز مماثلة للمنافسات التي تُجرى على مستوى القطر.

ومن خلال توجيهات الكُتَّاب مثل أمريز آب لوان، وتي. إتش باري وليَمز، وسوندرز لويس، تطوّرت اللغة الويلزية، ونمت بحيث أصبحت الآن مؤهلة للاستعمال في كل المجالات. ومن الطبيعي أن يكتب كثير من الويلزيين الآن باللغة الإنجليزية ؛ فمنذ الوحدة بين إنجلترا وويلز في القرن السادس عشر الميلادي، تعلم كثير من الويلزيين التحدث بكلتا اللغتين الإنجليزية والويلزية. واليوم يفوق عدد الذين يتحدثون الإنجليزية وحدها عدد المتحدثين باللغة الويلزية فقط، كما أن الكُتّاب بإمكانهم الوصول إلى قاعدة جماهيرية أكبر ومكافآت مالية أكثر بممارستهم الكتابة باللغة الإنجليزية. ويستخدم بعض الكتاب الويلزيين الاصطلاحات الويلزية في كتاباتهم الإنجليزية، وربما كتبوا بلهجة جنوبي ويلز الإنجليزية، ويتمنى بعضهم أن يعرف اللغة الإنجليزية ـ الويلزية. ★ تَصَفح: الويلزية، اللغة.

كان عدد الشعراء الويلزيين على الدوام، يفوق عدد الكّتاب المسرحيين والروائيين. ولأعوام عديدة لم يكتب غير القليل من الأدب المسرحي ؛ وذلك لأن التطهيريين (البيوريتان) المتزمتين كانوا يعترضون على ذلك ★ تَصَفح: البيوريتان. ومنذ بداية القرن العشرين، بدأ الشعب الويلزي يرحّب بالمسرحيات والتمثيل. وهناك موروثات قديمة ومهمة من النثر القصصي في ويلز، ولكن الأدب القصصي الروائي كان بطيئًا في الظهور. وأول روائي ناجح في ويلز هو دانيال أوين، الذي كتب في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. أنشأ الشعراء الويلزيون عددًا من البحور والأشكال الشعرية في القرن الرابع عشر الميلادي. ومنذ ذلك الوقت جرّب هؤلاء الشعراء أشكالاً جديدة من القصائد ولكنهم حافظوا على البحور التقليدية الأساسية، التي تعرف 24 منها بالبحور الحرة. وتوجد كذلك أعداد من الأوزان الشعرية، تعرف باسم البحور المرسلة. وقد استخدمت ثمانية من البحور الكلاسكية في الأشكال الشعرية المعروفة باسم إنجلين، وهونوع من الرباعيات. وتحتوي عادة على مقاطع مكونة من أربعة أبيات. ولايزال كثير من الكُتاب، يستخدمون هذا الشكل. كما تُستخدم أربعة بحور كلاسيكية أخرى معروفة باسم سيويد، وهو شكل من أشكال الشعر الغنائي، مكتوب بطريقة الدوبيت ذي المقاطع السباعية. وقد خُصِّص اثنا عشر بحرًا من البحور الكلاسيكية لما يعرف باسم أودل، وهو نوع من القصائد الراقية المحترمة. ولكن ومنذ القرن الرابع عشر الميلادي بدأ استخدام كل البحور الكلاسيكية في هذا النوع من القصائد، وعلى هذا فإن القصائد التي تُكتب بهذا الشكل تنال أعلى الجوائز في منافسات الجمعية الموسيقية القومية في وقتنا الحاضر

يعطي الشعراء الويلزيون اهتمامًا أكبر لأشكال أبياتهم الشعرية ومقاطعهم أكثر من اهتمامهم بشكل القصيدة كاملة. وقد اهتموا على الدوام بجرس الكلمات، كما طوّروا نظامًا لموسيقى الكلمة اسمّوه سنجهاند، وهو يشتمل في أبسط أشكاله على التكرار أو الصدى في آخر البيت لعدد من الصوامت التي استخدمت في افتتاحية بيت الشعر.

بداية الأدب الويلزي:

أقدم القصائد الويلزية المعروفة هي الشعر البطولي المنسوب للشاعرين أنيرين وتاليسين اللذين كتبا الشعر في أواخر القرن السادس الميلادي في الغالب. ويدل تعقيد ومهارة أعمالهما على وجود تقاليد راسخة لأمد طويل للشعر في ويلز ؛ ففي قصيدة قُدودين، يتحدث أنيرين عن هجوم على الإنجليز في معركة كاترك من قبل ثلاثمائة من الشباب المحاربين المدربين. وفي الفترة من القرن السابع حتى القرن الثاني عشر الميلاديين كتب الشعراء كثيرًا من القصائد البطولية، والتنبؤية، وشعر المراثي، والقصائد الدينية. ويُعبِّر الشاعر في إحدى هذه القصائد عن حزن ليوارش العجوز لفقد أبنائه وكِبر سنه. وفي القرن الثاني عشر الميلادي ظهر ثلاثة شعراء عظماء هم ميلير، وجوالشماي، وسندلو. وفي قصيدة جورهوفد، التي تعني الفخر والفرح التفاخري،كتب جوالشماي عن حبه لإحدى النساء ولحبه للطبيعة والحرب. وقد ظهر شاعران كبيران آخران في هذه الفترة.هما: أواين سايفيليوج، وهايويل آب أواين جويند. كانت معظم أشعارهم بطولية حماسية وحربية، ولكن الظرف والرقة والوصف الواضح للفتيات والمناظر الطبيعية شمالي ويلز في شعر هايويل، مازالت تثير البهجة في نفوس القراء حتى يومنا هذا.

وقد كان القرن الرابع عشر الميلادي فترة سلام ؛ حيث كتب الشعراء عن ملوكهم وعن الحب والطبيعة أكثر من كتاباتهم عن الحرب. كما كتب أحد أشهر الشعراء الويلزيين، ديفيد آب جولييم، قصائد مشحونة بالعاطفة والحب، بيد أن أفضل قصائده كانت عن الطبيعة في كل صورها. وقد كان هذا الشاعر بارعًا في الهزل والسخرية الغاضبة. أما الشعراء الآخرون في نفس الفترة فهم لولوجوش وسيون سنت، الداعية إلى الأخلاق الفاضلة، وجوتورجلين ديفيد نانمور وديفيد آب إدموند. وقد كتب كل هؤلاء بطريقة حية، كل بطريقته الخاصة عن الموضوعات المرتبطة بالأعراف. وكانت أشعار تيودور أليد، الذي كتب شعره في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر الميلادي، تنتمي لعدم الثقة والكآبة، بسبب المتغيرات الاجتماعية والسياسية في عصره.

لم يكن الكتّاب الويلزيون يحظون بنفس المكانة التي كان يحظى بها الشعراء في ويلز. ولكن وبحلول القرن العاشر، أصبح كُتّاب النثر الويلزيون أكثر مهارة، واكتسبوا بذلك القدرة على الكتابة عن أنماط عديدة من الموضوعات. وقد كان رواة الحكايات النثرية، ذوي أهمية خاصة في المجتمع الويلزي فيما مضى. ونجد أعظم الحكايات مسجلة في الروافد الأربعة للمابينوجي. هذا الكتاب يحتوي على أساطير يرويها مصدر مجهول في شكل قصص، ويحتوي الكتاب على أربع قصص قديمة، ولكنه ينشر عادة مع سبع قصص أخرى تكوِّن جميعها ما يعرف باسم المابينوجي. وتدور بعض هذه القصص حول الملك آرثر.

ومنذ بداية القرن الرابع عشر الميلادي اتّجه رواة القصص أكثر فأكثر إلى الموضوعات الدينية. وفي القرن السادس عشر الميلادي تُرجم الإنجيل إلى اللغة الويلزية.

الأدب في الفترات اللاحقة:

تحوّل كثير من الكتاب في القرن السادس عشر الميلادي من البحور الحرة إلى القصائد الخفيفة المنظومة بالبحور المرسلة، كما نظموا القصائد في شكل غنائي وأدخلوا عليها الموسيقى. وقد كانوا يستخدمون ألحاناً إنجليزية، كما ترجم إدموند بريز المزامير، ووضع لها البحور على أساس الترانيم القديمة. وبعد حركة الإصلاح كتب الأدباء كثيرًا من أعمال النثر عن الموضوعات الدينية والإنسانية، كما نشروا المعاجم وكتب النحو الأمر الذي أدّى إلي أن يصبح النثر الويلزي أكثر نقاءً وتعقيدًا في تركيبه.

وفي القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، قام عدد من الشعراء بوضع ألحان لقصائد، قُصد منها أن تُغنَّى على القيثار. وكثير من هذه القصائد، والتي كانت تُسمى البنيليون، معروفة حتى يومنا هذا. وقد استخدم الكتاب الدينيون البنيليون بوصفه طريقة مبسطة لنقل الرسالة إلى العامة. أما هيو مورس، وهو من شعراء القرن السابع عشر الميلادي فقد مزج الكلمة الموسيقية للسنجهاند مع أغنياته.

وفي القرن الثامن عشر الميلادي نشر الأدباء كثيرًا من الأعمال النثرية منها بعض الكتب الممتازة مثل واي بارد كوسك، لمؤلّفه أليس وين، ودرش واي برف أويسد لمؤلّفه ثيوفيلاس إيفانز. أما الأخوان ريتشارد ولويس موريس ومجموعتهما من الأصدقاء، فقد جمعوا الثقافة ودراسة الماضي والتجارب الشخصية والتراث في أعمالهم. طبقت هذه المجموعة أفكاراً نقدية غير ويلزية على التقاليد الويلزية،كما أعجبوا بالبنيليون البسيط والشعر البطولي والحماسي. وكان أكثر الشعراء إبداعًا هو جورونوي أوين، بينما كتب وليم وليمز بانتيسيلين، الذي شارك في البعث الميثوديستي، وكان كاتب تراتيل، شعرًا ونثرًا أصيلين.

وفي القرن التاسع عشر الميلادي ازدادت أهمية الجمعية الموسيقية القومية، والجهاز الإداري للشعراء الويلزيين المُسمى جورسد، أي العرش، بسبب اكتشافات واختراعات الشاعر والعالم الأثري لولومور جانوج. وكان لكلتا الهيئتين أثرهما المتنامي على الأشكال التقليدية. وقد كُتب الكثير من الأدب في القرن التاسع عشر الميلادي، ولكن أغلبه كان ضعيفًا، بسبب الاختلافات الدينية والتأثير الإنجليزي.

كان أكثر الشعراء تميزًا في القرن التاسع عشر الميلادي شاعران هما أبين فارد وإسلوين. وقد كان الأخير كاتب تراتيل كبيرًا، وكانت نظرته للطبيعة شبيهة بنظرة الشاعر الإنجليزي وردزورث. وهناك الشاعر سيريوج، الذي كتب مقطوعات غنائية لاتزال تُغنّى حتى الآن. وتشتمل الأعمال النثرية الجذابة في القرن التاسع عشر الميلادي على الحكايات الشعبية التي جمعها جلاسينيز وروايات الكاتب دانيال أوين.

وفي أواخر القرن التاسع عشر كتب إلفد وجون موريس جونز شعرًا غنائياً بطريقة جديدة، جمعا فيه التراث الويلزي مع وعي بتطورات الشعر الأوروبي.

وفي القرن العشرين استمر دبليو.جي. جروفيد وجوين جونز في تطوير الشعر الغنائي. ومن الشعراء الشاعر الغنائي آر. وليمز باري، الذي تميز بحساسيته ودقة ملاحظته، وتملكه لناصيتي الشكل واللغة ؛حيث جمع بين آليَّات التراث في الشعر الويلزي ولغة الحياة اليومية. ويستخدم الشعراء الويلزيون اليوم كلا من الأشكال التراثية والتقليدية.

كُتِب الكثير من الروايات المسرحية في القرن العشرين. وتشتمل قائمة الكتاب الممتازين كيت روبرتس ودي.جي.وليمز ورونالد هيوز. وتتضّمن أعمال سوندرز لويس النقد الأدبي والقصة والرواية المسرحية والشعر، كما كتب عن القومية الويلزية.

ومنذ بداية القرن العشرين أسهم العديد من الكُتّاب الويلزيين في الأدب الإنجليزي. وتشتمل القائمة على كُتّاب القصة: كارادوك إيفانز، وريتشارد هيوز، وديفيد جونز وجوين جونز، وريتشارد ليولين، وآرثر ماكن، وجوين توماس، وإمير همفريز. أما قائمة الشعراء فتشمل وليم هنري ديفز، وإدوارد توماس، وألون لويس، وديلان توماس، و آر. إس.توماس. ★ تَصَفح: الويلزية، اللغة ؛ توماس، ديلان.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية