الرئيسيةبحث

وبستر، دانيال ( Webster, Daniel )



دانيال وبستر، في اليمين يواجه عضو مجلس شيوخ الولايات المتحدة روبرت هيني في مناقشة شهيرة بالمجلس النيابي في 1830م، عن حقوق الولايات. وفيها عارض وبستر آراء هيني عن استطاعة الولايات إبطال القوانين الفيدرالية.
وبستر، دانيال (1782 - 1852م). أشهر خطيب أمريكي، ورجل دولة، وواحد من أقدر المحامين في أيامه. كسب شهرته العظيمة نصيرًا لحكومة وطنية قوية. وظل الطلبة يستذكرون سطورًا مثيرة من خطبه لسنوات بعد موته، وألهمت أحاديثه، مثل الحرية والاتحاد ؛ الآن وللأبد ؛ كلٌ لا يتجزأ، كثيرًا من جنود الشمال أثناء الحرب الأهلية.

نشاطه المبكر:

ولد وبستر في سالزبوري (فرانكلين الآن) بنيوهامبشاير بالولايات المتحدة الأمريكية وتخرج في كلية دارتماوث، ثم درس القانون في بوسطن، وأصبح بعدئذ، محاميًا ناجحًا في بورتسماوث، بنيوهامبشاير. لم يؤيد وبستر في بداية عمله وجود حكومة قوية، وناصر حقوق الولايات، بدلاً من ذلك.

كانت بورتسماوث ميناءً بحريًا مزدهرًا، حتى أمر رئيس الولايات المتحدة توماس جيفرسون بمنع الصادرات من الولايات المتحدة، ودمرتسيي حرب 1812م، معظم تجارتها الخارجية. وانحاز وبستر لمُلاك السفن المحليين، وعارض ضرائب الحرب، عندما كان عضوًا اتحاديًا في مجلس النواب، من 1813م إلى 1817م، وساعد على إبطال مشروع قانون خاص بالتجنيد الإلزامي. وقال إن على حكومات الولايات أن تتدخل لحماية مواطنيها من الحكومة القومية.

انتقل وبستر إلى بوسطن في 1816م، وكانت مصانع الغزل والنسيج الجديدة تبرز للوجود بطول أنهار نيوإنجلاند، حيث توجد طاقة منتجة من المياه، وأصبحت الصناعة في معظم الشمال الشرقي أكثر أهمية من الشحن بالسفن، ورغب أصحاب المصانع في وجود حكومة قومية قوية تستطيع مساعدة العمل التجاري.

غيَّر وبستر أفكاره عن السلطة القومية وحقوق الولايات، لأنه صديقٌ ومحامٍ لرجال الأعمال الشماليين، ترافع في قضية كلية دارتماوث ضد مطلب نيوهامبشاير للسيطرة على الكلية، وكسب حكم المحكمة العليا للولايات المتحدة، وتمسك في قضية أخرى شهيرة بدستورية ترخيص الحكومة الفيدرالية لمصرف قومي، وأصر على أن تعريفة الحماية الجمركية غير دستورية، وهو ممثل لماساشوسيتس في مجلس نواب الولايات المتحدة في الفترة من 1823م إلى 1827م، لكنه أصبح محامي الوطن البليغ، المدافع عن التعريفة الجمركية، بعد انتخابه لمجلس الشيوخ في الولايات المتحدة في 1827م.

عضو مجلس شيوخ الولايات المتحدة:

صدرت في 1828م، التعريفة الجمركية المسماة تعريفة البُغض، التي دفعت جون كالهون نائب كارولينا الجنوبية إلى أن يضع نظرية مفادها أن أية ولاية تستطيع إلغاء القوانين الفيدرالية، وترفض الإذعان لها.

وقد دافع عضو الشيوخ روبرت هيني بذكاء عن إبطال القوانين الفيدرالية في 1830م، ورد عليه وبستر بخطبة شهيرة مُعلنًا أن الدستور قد أوجد أمةً واحدةً متحدةً. وعندما حاولت كارولينا الجنوبية أن تضع نظرية إبطال القوانين الفيدرالية موضع التنفيذ، في سنة 1832م، ساند وبستر الرئيس أندرو جاكسون بقوة في مقاومته لهذه المحاولة.

ولكن وبستر لم يتفق مع جاكسون في قرارات أخرى، وبخاصة في مسألة مصرف الولايات المتحدة، عندما عرض جاكسون مشروع قانون للاقتراع، لإعادة توثيق المصرف، وبذل وبستر جهده لإنقاذ الدستور، لكنه فشل.

عارض وبستر انضمام تكساس للاتحاد، خلال سنواته الأخيرة في مجلس الشيوخ، وعارض أيضًا حرب المكسيك. إذ خشى أن تتمزق الدولة، نتيجة للقتال على الأقاليم في الغرب. ورغب معظم الشماليين في منع انتشار الرق في الأقاليم الجديدة، لكن الجنوبيين كانوا مستعدين لترك الاتحاد إذا مُنع انتشار الرق. ساند وبستر تسوية 1850م، التي أعطت تنازلات للشمال والجنوب، في خطبة إنقاذ الاتحاد. ★ تَصَفح: الولايات المتحدة، تاريخ. وقد شجبه بعض الشماليين، لأنه كان راغبًا في إعطاء الجنوبيين بعض ما يريدون.

وزير الخارجية:

خدم وبستر وزيرًا للخارجية تحت رئاسة الرؤساء وليم هنري هاريسون، وجون تايلر، ثم مع الرئيس ميلارد فيلمور. أجرى مفاوضات معاهدة وبستر ـ آشبورتن، في حُكم تايلر، التي سوت منازعات مين الحدودية وجـنـَّبت الولايات المتحدة حربًا مع بريطانيا، وصادق بطل المجر لاجوس كوسْسُوث، وتحدث عن استقلال المجر في حكم فيلمور.

الرجل:

كان وبستر وسيمًا ؛ مهيبًا، عيناه عميقتان نفاذتان، وحاجباه متهدلان، وبشرته سمراء، وصوته جهور. وقد أصبح على قمة قيادة حزب المحافظين مع منافسه الكبير هنري كلاي. رأى المحافظون ـ بعد تأسيس الحزب في ثلاثينيات القرن التاسع عشر ـ أنه يستحق أن يكون رئيسًا للجمهورية، وقد رُشح واحدًا من مرشحي الحزب الثلاثة في 1836م. وقد تسبب فشله ـ في محاولاته الأخيرة لكي يصبح رئيسًا ـ في شعوره بالمرارة في نهاية حياته.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية