وات تايلر، تمرد ( Wat Tyler's Rebellion )
وات تايلر، تَمَرُّد. تمرد وات تايلر، يسمى أيضًا تمرد الفلاحين، وهو ثورة قام بها عمال مزرعة إنجليزية عام 1381م. كان هؤلاء العمال يعترضون على الظروف القاسية التي يعيشون في ظلها، مثل أعمال السُّخرة والضرائب الباهظة.
وقد كانت ضريبة جديدة ظالمة هي التي فجَّرت هذا التمرد. ففي غضون ثمانية أيام، استطاع الحدّاد وات تايلر أن يسيطر على الحركة التي ساندها كثير من صغار ملاك الأراضي والتجار والعمال المهرة.
اندلع الشغب في أجزاء كثيرة من إنجلترا، وقام الغوغائيون بتدمير الممتلكات الخاصة، كما قتلوا كثيرًا من الأثرياء. في 12 يونيو عام 1381م، قام تايلر وجاك إسترو بحشد مايزيد على 100,000 فلاح غاضب من كنت وإسكس، وتقدماهم في مسيرة متجهة إلى لندن. وعندما وصل الغوغائيون إلى لندن، طالب زعيماهم بمقابلة الملك ريتشارد الثاني، وكان في الرابعة عشرة من عمره، وواجه ريتشارد الحشد الغاضب وحده لأن مستشاريه الملكيين تخلوّْا عنه. ولم يستطع ريتشارد أن يهدئ من غضب المتمردين، لكنه وافق في النهاية على الاستماع إلى مطالبهم في مايل إند في 14 يونيو. وقد طالب المتمردون بوضع حد لنظام الاستعباد في الأرض، وهو نظام للرق يعمل فيه المستعبدون على أرض سيد إقطاعي، وتنتقل ملكيتهم من هذا السيد إلى أي سيد آخر، قد تؤول ملكية تلك الأراضي إليه. كما طالبوا بوضع حد للسداد الإيجاري للأراضي المحررة، وبإلغاء قوانين العمل الجائرة. ووافق الملك الشاب على شروطهم بوضع حد للسداد الإيجاري للأراضي المحررة. وانصرف معظم المتمردين، ومع ذلك بقي تايلر مع ثلاثين ألفًا من مؤيديه، من أجل الحصول على مزيد من المزايا لقومه، وازداد جسارة وإلحاحًا. وقد قام عمدة لندن بقتله بسبب موقفه وإصراره. وفي هذه الأثناء، حضرت قواتٌ لمناصرة الملك، وطردت الثائرين، وأهملت وعود الملك واستمر قهر الفلاحين. وعلى أية حال فقد ألهب تمرد وات تايلر حركات شعبيةً أخرى، تطالب بالحرية والمساواة في إنجلترا.