الرئيسيةبحث

وارسو ( Warsaw )



وسط وارسو تكثر فيه الطرق الواسعة التي تحفها من الجانبين متاجر عصرية ومكاتب. تعد وارسو أحد المراكز الثقافية ببولندا. وبالمدينة أيضًا العديد من المكتبات والمتاحف والمسارح والمعالم التاريخية.
وارسو عاصمة بولندا وكبرى مدنها. يبلغ عدد سكانها 1,653,300 نسمة، ويُطلق عليها وارساو باللغة البولندية. والمدينة مركز حضاري وعلمي وصناعي. وتقع على ضفتي نهر فيستولا في شرقي وسط بولندا.

كانت وارسو عاصمة لدولة مستقلة في معظم تاريخها ؛ إلا أن كلاً من بروسيا وروسيا وألمانيا احتلتها لفترات معينة على مر العصور. وخلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945م)، احتلت ألمانيا وارسو، وحلّ بالمدينة الدمار، وتقلص سكانها بمقدار 85%. وقد أُعيد بناء مدينة وارسو مجدداً وأًصبحت مدينة رئيسية في بولندا.

المدينة:

تغطي مدينة وارسو مساحة 450كم²، ويقسمها نهر فيستولا ؛ فقسم الضفة اليسرى يقع في غربي النهر، وقسم الضفة اليمنى يقع في شرقي النهر. وقد أعاد البولنديون بناء معظم معالم مدينة وارسو التاريخية، التي تصدعت أو أصيبت خلال الحرب. وتحتوي وارسو على العديد من المتنزهات الواسعة والمكتبات الراقية والمتاحف والمسارح. كما أن بها تماثيل للعديد من مشاهير البولنديين تنتشر في أحياء المدينة.

ومن المباني المشهورة التي أُعيد بناؤها بعد الحرب كاتدرائية سانت جون وأسوار المدينة القديمة التي يرجع تاريخ إنشائهما إلى القرن الرابع عشر الميلادي. كذلك أعيد بناء مبنى أوبرا وارسو الذي يعد أكبر مبنى أوبرا في العالم. وتحتوي وارسو على مبان مكتبية وتجارية حديثة. وبها محلات حديثة ممتدة من شارع مارزال كوسكا في قلب السوق التجاري للمدينة. كما أن بها القصر الكبير للثقافة والعلوم وهو هدية من الاتحاد السوفييتي في عام 1954م، ويقع في جزء حديث من المدينة. وتضم المدينة العديد من معاهد التعليم والأبحاث منها جامعة وارسو ومركز الأكاديمية البولندية العلمية.

وتقام العديد من المناسبات الثقافية في المدينة، حيث يتم كل خريف احتفال بالموسيقى الحديثة، التي تستقطب العديد من الموسيقيين من كل أنحاء أوروبا. وتجرى مسابقة كل خمس سنوات لعازفي البيانو من كل أنحاء العالم ؛ للتنافس في مسابقة البيانو العالمية المعروفة باسم وارسو فريدريك شوبان.

السكان:

قللت الحرب العالمية الثانية من عدد سكان وارسو بصورة حادة. ولكن بدأت زيادة مطَّردة في عدد السكان بعد الحرب ؛ مما أدى إلى وجود أزمة حادة في السكن.

وكل سكان وارسو تقريباً من البولنديين، الذين لهم نفس الخلفية الثقافية والوطنية والعرقية. ومعظم السكان من الرومان الكاثوليك ؛ حيث تؤدي المناسبات الدينية دوراً مهمًا في حياتهم. وأهم أعيادهم الدينية عيد صلاة السيد المسيح في مايو أو يونيو.

الاقتصاد:

مدينة وارسو من المراكز الصناعية المهمة في بولندا، حيث يوجد بها مصانع معالجة الأغذية ومصانع السيارات والمعدات الكهربائية والمعادن والأنسجة. وكانت وارسو منذ القدم مدينة تجارية تقع على تقاطع طرق السكك الحديدية الرئيسية في أوروبا الشرقية. ويعمل الآلاف من مواطني وارسو في القطاعات الحكومية. وقد عانى اقتصاد وارسو مثلها مثل بقية بولندا الضعف بصورة حادة ؛ حيث عانى المواطنون ضائقة اقتصادية شديدة.

نبذة تاريخية:

ابتداء من القرن العاشر الميلادي كانت هناك مستعمرة سلافية في المنطقة التي يطلق عليها الآن وارسو، وكانت وارسو مقرًا لدوق مازوفيا وذلك في العصور الوسطى، من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر الميلاديين. وأصبحت مازوفيا ضمن المملكة البولندية في القرن الخامس عشر الميلادي، ونقل الملك سيكزموند الثالث العاصمة من كراكو إلى وارسو في عام 1596م. وقد غزت القوات السويدية بولندا في منتصف القرن السابع عشر، وحطمت معظم معالم وارسو، وذلك في عام 1656م. ولكن وارسو ظلت العاصمة البولندية حتى عام 1795م ؛ حيث قسمت بولندا بين النمسا وبروسيا وروسيا، ووقعت وارسو تحت سيطرة بروسيا.

وفي الفترة بين عامي 1807 و1813م أصبحت مدينة وارسو، عاصمة لدوقية وارسو. وهي دويلة أسسها الإمبراطور الفرنسي نابليون. وبعد هزيمة نابليون في شرقي أوروبا، استولت روسيا على مدينة وارسو. وقد ثار سكان وارسو من البولنديين ضد الروس في كل من عامي 1830م و1863م، ولكن الانتفاضتين لم تنجحا. وفي أواخر القرن التاسع عشر، شدد الروس قبضتهم على مدينة وارسو.

أدت الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)، إلى انتهاء سيطرة الروس عليها. وسيطر الألمان على المدينة في الفترة بين عامي 1915 و1918م، عندما صارت بولندا بلدًا مستقلاً مرة أخرى.

ودمرت الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م) مدينة وارسو تدميرًا شاملاً، بعد أن حاصرها الألمان لمدة ثلاثة أسابيع. وبعدها استسلمت مدينة وارسو للألمان ؛ إلا أنها أصبحت المركز الرئيسي لحركة المقاومة السرية البولندية.

وعانى سكان وارسو الكثير من قسوة القوات الألمانية. فقد قام النازيون باعتقالات جماعية، وإعدامات علنية عامة، وأجبروا العديد من سكان وارسو على الرحيل. وحاصر النازيون مايقرب من 500,000 شخص في حي أطلق عليه جتو ؛ حيث مات معظمهم من الجوع والمرض.

وفي صيف عام 1944م قامت جيوش الاتحاد السوفييتي، بدفع الألمان خارج الحدود، ووصلوا إلى مشارف مدينة وارسو. وفي 1 أغسطس 1944م، قام سكان وارسو بانتفاضة ضد الألمان ؛ حيث سيطر البولنديون على أجزاء كبيرة من المدينة ؛ إلا أن الجيوش السوفييتية لم تأت لمساعدتهم ؛ مما أدى لتفوق الألمان. وعلى الرغم من وقوع هجوم ألماني مضاد ومكثف إلا أن البولنديين حافظوا على مناطق معزولة ومتفرقة في الضفة اليسرى من نهر فيستولا. ولكن البولنديين استسلموا في 3 أكتوبر، وقام بعدها الألمان بتفريغ كامل لسكان الضفة الشرقية، ونسفوا المباني ودمروا ماتبقى من وارسو. وفي 17 يناير 1945م، دخل السوفييت المدينة، وأقاموا حكومة شيوعية بولندية. وأصبحت وارسو عاصمة جمهورية بولندا.

وقامت مظاهرة مناهضة للسوفييت في وارسو في عام 1956م. وفي عام 1968م قام طلاب وارسو بأعمال شغب احتجاجًا على القيود التي وضعتها الحكومة على الحرية الثقافية. وقد ازدادت المظاهرات الضخمة في نهاية الثمانينيات من القرن العشرين، مما أدى إلى حرية أكثر وإلى وجود حكومة أكثر ديمقراطية. وفي عام 1989م، سمح للمرشحين غير الشيوعيين خوض الانتخابات النيابية، وأجرت بولندا أول انتخابات حرة منذ الحرب العالمية الثانية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية