الطيار الماهر ( War ace )
البارون الأحمر مانفريد فون في مقدمة الصورة لطاقم الطائرة الحربية. كان فون أمهر طيار ألماني خلال الحرب العالمية الأولى. |
وبداية ظهور مصطلح الطيار الماهر كانت في فرنسا، في الحرب العالمية الأولى (1914-1918م). وكان هذا اللّقب غير رسمي في بادئ الأمر، وبمرور الزّمن صار إسقاط خمس طائرات هو المستوى الذي يؤهل للحصول على ذلك اللقب. كما عُدَّ إسقاط حوَّامة، بما في ذلك المنطاد، أو بالون المراقبة، من ضروب الانتصار.
عُدَّ الطيارون المهرة بمثابة أبطال قوميين خلال الحرب العالمية الأولى، واعتبرهم معظم الناس فرسان الجو الشجعان. وكان البارون الألماني مانفريد فون ريختهوفن، والملقب بالبارون الأحمر أو الفارس الأحمر، أفضل طيار في الحرب، حيث أسقط 80 طائرة للعدو. ومن الطيارين المهرة في الدول الأخرى الكابتن الفرنسي رينيه فونك، حيث سجل 75 انتصارًا، والجنرال البريطاني إدوارد مانوك الذي سجل 72 انتصارًا، والجنرال بيلي بيثوب من كندا 72 أيضًا والكابتن الأمريكي إدي وريكنبيكر، وهو أشهر طيار ماهر أمريكي، فقد أسقط 22 طائرة، منها ثلاث بالاشتراك مع آخرين وأربعة بالونات في ستة أشهر فقط.
وفي الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945م) تصدّرت ألمانيا المركز الأول في تقديم مجموعة الطيارين المهرة. فالكابتن آرك هارتمان سجل 352 إسقاطًا، وهو رقم قياسي. ومن الطيارين المهرة من الدول الأخرى، ضابط الصّف الياباني هيرويشي نشيزاوا، حيث سجل 87 إسقاطًا، والجنرال الأمريكي ريتشارد بونغ وقد سجّل 40 إسقاطًا. وأصبح الطيار الألماني الكولونيل هاينز بار أول طيار ماهر للطائرة النفاثة، حيث أسقط 16 طائرة بنهاية الحرب العالمية الثانية.
أصبحت معظم المعارك الجوية بعد الحرب العالمية، تدار بالطائرات النفاثة المقاتلة. ففي الحرب الكورية (1950م- 1953م)، كان الكابتن الأمريكي جوزيف ماكنويل يتصدّر قائمة الطيارين المهرة، حيث سجل 16 إسقاطًا. وفي الحرب الفيتنامية (1957م-1975م)، سجل كل من الطيارَيْن الأمريكيين الكابتن ريتشارد ريتشي، والملازم راندال هـ. كننجهام خمسة إسقاطات.