فكتوريا ( Victoria )
الملكة فكتوريا ملكة المملكة المتحدة حكمت بريطانيا لمدة 63 عامًا، وبهذا تكون مدّة حكمها أطول من مدة حُكم أي ملك إنجليزي آخر. توضح الصورة الملكة فكتوريا جالسة في وسط الصورة، ومن حولها أفراد الأسرة المالكة في عام 1881م، يجلس الابن الأكبر للملكة على يمين الصورة وهو ممسكٌ بعصا في يده، وقد تُوّج ملكًا باسم إدوارد السابع في عام 1901م. |
شهدت إنجلترا أثناء فترة حكمها ذروة مجدها وتوسعها ورخائها، إذ بنت فكتوريا إمبراطورية استعمارية مترامية الأطراف، ونَعُم موطنها بتوسع صناعي كبير. ونتيجة لذلك وصف عهدها بالعصر الفكتوري.
نشأتها:
ولدت فكتوريا في قصر كنسينجتون في لندن في 24 مايو عام 1819م. كانت الابنة الوحيدة لإدوارد، دوق كنت، الابن الرابع لجورج الثالث، وفكتوريا ماريا لويزا، ابنة فرانسيس، دوق ساكسي ـ كوبيرج ـ سالْيفلد. تُوفِّى والد فكتوريا قبل أن تُكمل عامها الأول، وقامت والدتها بتربيتها وتنشئتها.تُوفي عم فكتوريا الملك وليم الرابع في 20 يونيو عام 1837م ولم يكن له وريث ؛ لذا خلفته فكتوريا على العرش. وتُوجت ملكة في كنيسة وستمنستر في 28 يونيو عام 1838م. كان اللورد ملبورن أول رئيس للوزراء في عهدها، وقام بتعليمها شؤون السياسة والحكم.
الأحداث المهمّة أثناء فترة حكمها:
شهدت فترة حكمها كثيرًا من الأحداث المهمة، حيث خاضت بريطانيا حرب الأفيون في الفترة (1839- 1842م) ضد الصين، واحتلت جزيرة هونج كونج كما شنت بريطانيا الحرب المعروفة باسم حرب القرم ضد روسيا في الفترة الممتدة من عام 1853م وحتى عام 1856م. وشهدت سنوات حكمها الأخيرة اندلاع حرب البوير (1899-1902م) لحماية مصالح بريطانيا في جنوب إفريقيا.نقلت الملكة فكتوريا السلطة على الهند في عام 1858م من شركة الهند الشرقية، وهي شركة تجارية، إلى الحكومة البريطانية، ونُصِّبت فكتوريا إمبراطورة على الهند. أحكمت بريطانيا قبضتها على مصر ومناطق أخرى كثيرة. ووحّدت مستعمراتها في أستراليا وكندا. وأصبح هذان القطران عضوين مهمين في الإمبراطورية البريطانية.
أدى التوسع الكبير في رقعة الإمبراطورية، إلى جعل بريطانيا أغنى دولة في العالم. أنهت بريطانيا فرض القيود على التجارة الخارجية، وأصبحت مستعمراتها مصدرًا للمواد الخام، وأسواقًا لمنتجاتها في الوقت نفسه. وأُطلق على بريطانيا اسم ورشة الدنيا. وشملت الإمبراطورية البريطانية ربع مساحة العالم وربع سكانه.
ازداد عدد السكان في بريطانيا بنسبة 50% خلال حكم فكتوريا. وانتقلت بريطانيا تدريجيًا من الاعتماد على القطاع الزراعي إلى الاعتماد على القطاع الصناعي. اكتسبت أعداد كبيرة من السكّان حّق الترشيح والانتخاب، وأصبحت الحكومة المحلية أكثر ديمقراطية. وأدت قوانين الإصلاح الإداري، التي أصدرها البرلمان إلى كثير من الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي أزالت كثيرًا من المفاسد الاجتماعية، التي كانت تعاني منها الطبقات الكادحة. وأصبح التعليم بموجب هذه القوانين إجباريًا، كما أدت القوانين إلى إصلاحات واسعة في الخدمة المدنية. وقد فصلت الكنيسة الأيرلندية عن الحكومة في أيرلندا، كما سنَّتْ فيها قانوناً للإصلاح الزراعي.
إنجازاتها:
عندما اعتلت فكتوريا العرش، كانت شعبية الملكية متردية إلى أبعد الحدود، إذ كان الشعب البريطاني لا يُكن أي احترام للعرش، وكان ذلك بسبب السلوك الشائن لسلفيْها الملكين جورج الرابع ووليم الرابع. ولكن ما إن اعتلت فكتوريا العرش، حتى قامت بانتشال شعبية الملكية من أعماق الهوة التي تردت فيها ؛ وذلك بأن قدمت نفسها لشعبها ملكة مجدة ومثابرة، يهمها في المقام الأول رفاهية وسعادة شعبها. ونتيجة لذلك كسبت حب رعاياها لها وتعلقهم بها.كانت الملكة فكتوريا متزنة التفكير، تتمتع بقدرات جيدة. وعلى الرغم من ذلك فإن قوة بريطانيا ترجع أساسًا إلى رؤساء وزرائها القادرين، وهم: اللورد ملبورن، والسير روبرت بيل، والفيكونت بالمرستون، وبنجامين ديزرائيلي، ووليم جلادستون، وماركيز سالزبري. أدركت الملكة فكتوريا تدريجيًا أنه من أجل بقاء الملكية في بريطانيا ؛ يتحتم عليها أن تتنازل عن بعض صلاحيتها، ونقلها إلى وزرائها ليقوموا بتصريفها من داخل المجلس التشريعي (البرلمان). قبلت فكتوريا أن تتحوّل من حاكم سياسي وتنفيذي إلى حاكم رمزي، وهذا هو السبب الرئيسي في بقاء الملكية في بريطانيا، وأفول نجم الكثير من الملكيات في الأقطار الأخرى.