أوغندا ( Uganda )
كمبالا عاصمة أوغندا ومركزها التجاري الرئيسي. ويظهر في الصورة أحد المباني الحكومية. |
تتمتع أوغندا بمناظر طبيعية رائعة وتشمل الجبال التي يغطيها الجليد، والغابات الاستوائية الكثيفة، والمناطق شبه الصحراوية. وتغطي البحيرات سدس مساحة أوغندا ويقع فيها جانب من بحيرة فيكتوريا ثانية أكبر بحيرة مائية عذبة في العالم. وتتجوّل الحيوانات البرية في حظائرها الطبيعية الواسعة.
حكمت بريطانيا الإقليم بوصفه محمية أوغندا نحو70 عاما، ونالت أوغندا استقلالها عام 1962م. عاصمتها وأكبر مدنها كمبالا.
نظام الحكم:
يرأس حكومة أوغندا رئيس للجمهورية ينتخبه الشعب. يُعيِّن رئيس الجمهورية مجلساً للوزراء للقيام بتصريف شؤون الحكم. وتتكون الجمعية الوطنية (البرلمان) من 276 عضوًا وهي الهيئة التشريعية بالبلاد. ويتولى الرئيس وأعضاء البرلمان مناصبهم لفترة خمس سنوات.السكان:
معظم الأوغنديين من الإفريقيين السود، ولكل مجموعة من العشرين مجموعة عرقيّة في أوغندا لغتها الخاصة تقريبًا، وليس لأوغندا لغة مفهومة للجميع. والغاندا، والذين يسمون أيضًا البوغاندا، هم أكبر المجموعات وأكثرها ثروة، ويسكنون في وسط وجنوبي أوغندا، ويُعَدُّ نظامهم السياسي والاجتماعي من الأنظمة الأكثر تطورًا في وسط إفريقيا. كان للغاندا إلى 1967م مَلِكُهم الخاص الذي يُسمى الكاباكا و برلمانهم الذي يُسمى لوكيكو.ومعظم الغاندا مزارعون وتقوم النساء بالقدر الكبير من العمل في المزارع. يسكن الغاندا في منازل جدرانها من الطوب المحروق واللَّبن والإسمنت وسقفها من ألواح حديدية مموّجة.
وهناك ثلاث مجموعات عرقية أخرى في جنوب أوغندا مثل الغاندا، كان لهم ملوك حتى 1967م. يعمل معظم السكان بالزراعة ولكن الكارموجنق في الشمال الشرقي ومجموعات عرقية أخرى في المناطق الأكثر جفافًا في الشمال، يتجولون بقطعانهم. ويُلبِّد رجال الكارموجنق شعرهم بالطين الملون في أنماط متقنة.
يمارس العديد من الأوغنديين ديانات إفريقية تقليدية، وأقل من نصف السكان من النصارى، كما تبلغ نسبة المسلمين نحو 40% من السكان. يستطيع أكثر من نصف السكان القراءة والكتابة. إلا أن النظام التعليمي في أوغندا قد تدهور تدهورا حادًّا منذ مطلع السبعينيات من القرن العشرين بسبب الاضطرابات المدنية في البلاد. توجد جامعة ماكيريري في كمبالا.
خريطة اوغندا |
السطح:
معظم أوغندا هضبة يبلغ ارتفاعها حوالي 1,200م فوق مستوى سطح البحر. تنمو غابات كثيفة في الجنوب، ومعظم الشمال تغطيه السافانا وهي أعشاب وشجيرات قصيرة، بينما بعض المناطق الشمالية الشرقية شبه صحراوية.تُوجد المرتفعات بالقرب من الحدود الشرقية والغربية. وفي الشرق تصل قمة إلجون إلى 4,321م وتصل قمة جبل مارجريتا إلى 5,109م في سلسلة جبال رونزوري في الجنوب الغربي. يقع وادي الأخدود العظيم إلى الشرق من المرتفعات الغربية. ويشتمل الأخدود على بحيرات البرت وإدوارد وجورج. وتمثل منابع النيل الأبيض تصريفًا للمياه في أوغندا. ★ تَصَفح:النيل، نهر.
يمر خط الاستواء جنوبي أوغندا، وبسبب الارتفاع، فإن درجة الحرارة معتدلة، ونادرًا ما ترتفع في معظم مناطق البلاد إلى أكثر من 29ْم عند منتصف النهار، أو أدنى من 16ْم في الليل. تحصل معظم أوغندا على أكثر من 100 سم من المطر سنويًا.
الشاي أهم المحاصيل النقدية في أوغندا. ويبدو في الصورة العمال وهم يلتقطون أوراق ذلك المحصول. |
الاقتصاد:
أوغندا بلد زراعي، وتشمل المحاصيل الغذائية الرئيسية الموز والفاصوليا والمنيهوت والذرة الشامية والدخن والبطاطا الحلوة. وتنتج البن والقطن وقصب السكر والشاي، وهو في الغالب الأعم للتصدير. تتمتَّع البلاد بالعديد من الثروات المعدنية، ويتم تعدين النحاس فقط على مستوى كبير. وتوجد في أوغندا إحدى كُبْريات محطات توليد الطاقة الكهربائية المائية عند شلالات أوين، في مدينة جنجا، المدينة الصناعية الرئيسية في البلاد.ينقل خام النحاس من مناجم كيلمبا بالقرب من كاسيس إلى الأفران لصهره في مدينة جنجا، ومن ثم إلى كمبالا وميناء ممبسا الكيني. تمر بواخر الركاب والبضائع على بحيرات البرت وكيوجا وفيكتوريا،وعلى نهر البرت أيضًا. ويبلغ طول الطرق في أوغندا حوالي 6,120 كم.
نبذة تاريخية:
بحلول المائة عام الأولى لميلاد المسيح كان الناس في تلك الأجزاء المعروفة بأوغندا حاليًا قد طوروا الزراعة واستخدام الحديد، ونظموا في وقتٍ لاحق شكلاً لحكومة يترأسها الزعماء. وبعد عام 1300م، نمت العديد من الممالك المحلية كان أهمها مملكة بنيورو ـ كيتارا.جاء التجار العرب إلى المنطقة حوالي عام 1850م، وبحلول ذلك الوقت كان الغاندا قد أنشأوا أغنى وأقوى مملكة سُمِّيت بوغندا، وكان لهذه المملكة جيش كبير ونظام حكم متطور جدا. وصل المكتشفون والبعثات التنصيرية من بريطانيا إلى أوغندا خلال ستينيات وسبعينيات القرن التاسع عشر. وفي عام 1894م، جعلت بريطانيا بوغندا محمية بريطانية. وفي وقت لاحق من تسعينيات القرن التاسع عشر، توحَّدت بوغندا وثلاث ممالك أخرى وكوَّنت محمية بريطانية. وحازت أوغندا حدودها الحالية في عام 1926م. وأصبحت المحاصيل النقدية مثل البن والقطن أساسًا لاقتصاد أوغندا. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945م، أدَّى الإفريقيون دورًا متزايد الأهمية في حكم أوغندا، وأراد العديد من الغاندا أن تصبح مملكتهم مستقلة. أدّت حركة الاستقلال لاضطرابات خلال خمسينيات القرن العشرين بين الكاباكا ملك بوغندا وبين البريطانيين.
في 9 أكتوبر 1962م أصبحت أوغندا مستقلة،وصار أبولو ميلتون أبوتي، الذي ينتمي إلى مجموعة عرقية شمالية، رئيسًا للوزراء. حظيت بوغندا بسلطات وكانت أكثر استقلالاً عن الحكومة المركزية من الممالك الأخرى. وفي أكتوبر 1963م انتخب السير إدوارد موتيزا الثاني ملك (كاياكا) بوغندا رئيسا للبلاد، وقد نشبت خلافات خطيرة بينه وبين أبوتي. في عام 1966م قام أبوتي بطرد موتيزا وأعلن دستورًا جديدًا جعل أبوتي رئيسًا. هرب موتيزا حين داهمت القوات الحكومية مقره. وفي عام 1967م، أُقِرّ دستورٌ جديدٌ جعل أوغندا جمهورية، وألغى الممالك التقليدية في البلاد بما فيها بوغندا.
في عام 1971م، أطاح الجيش الأوغندي بأبوتي وأقام حكومة عسكرية. ترأس اللواء عيدي أمين دادا قائد الجيش الحكومة الجديدة.
في عام 1972م، أمر عيدي أمين مابين 40 إلى 50 ألفًا تقريبًا من الآسيويين الذين كانوا يعيشون في أوغندا بمغادرة البلاد. لم يكن العديد من الآسيويين قد أصبحوا مواطنين أوغنديين، لكنهم كانوا يمتلكون أعمالاً تجارية متعددة في أوغندا. بعد طرد الآسيويين استخدم أمين أموالهم في مكافأة الجنود الموالين له.
في عام 1978م، أدى نزاع حدودي إلى اندلاع قتال بين أوغندا وتنزانيا التي تقع إلى الجنوب. وفي عام 1979م، ألحقت القوات التنزانية، بمساعدة الأوغنديين المعارضين لأمين، هزيمة بالجيش الأوغندي وأطاحت بحكومة أمين وسيطر الأوغنديون المعارضون لأمين على الحكومة. وفي عام 1980م، أطاح قادة عسكريون بالحكومة وشكلوا حكومة جديدة برئاسةلجنة مكونة من قادة عسكريين ومدنيين. وفي ديسمبر أجريت انتخابات لتشكيل حكومة مدنية جديدة، وعاد أبوتي الذي كان يعيش في المنفى إلى البلاد. وقد فاز حزبه بمعظم مقاعد الجمعية الوطنية وأصبح أبوتي رئيسًا مرة أخرى. اتهم منافسو أبوتي مؤيديه بالتلاعب في الانتخابات وبدأوا حرب عصابات للإطاحة بأبوتي.
في يوليو 1985م أطاح قادة عسكريون بأبوتي وحلّوا الجمعية الوطنية وسيطروا على الحكم. وأصبح الجنرال تيتو أوكيلو رئيسًا، إلا أن حركة المقاومة الوطنية بقيادة يوري موسيفيني بدأت حملة عسكرية للإطاحة بأوكيلو. استولت قوات حركة المقاومة الوطنية على كمبالا في يناير 1986م، وأصبح موسيفيني رئيسًا للبلاد. وبنهاية عام 1986م، كان قد أعاد السلام إلى معظم أنحاء أوغندا، ولكن القتال استمر في الحدود الشمالية والشرقية، وعانت البلاد من الدمار الاقتصادي الذي تسبب فيه سنوات الحرب وعدم الاستقرار السياسي. أطلق على الهيئة التشريعية بالبلاد اسم المجلس الوطني للمقاومة في الفترة بين 1986 و1994م. وتغير اسم المجلس إلى الجمعية التأسيسية في مارس 1994م. بدأت الجمعية في مناقشة مسودة دستور للبلاد أعدتها لجنة عينها الرئيس موسيفيني، وأجازت الجمعية الدستور الجديد عام 1995م. أجريت انتخابات رئاسية وأخرى برلمانية، عام 1996م، لاختيار نواب البرلمان الذي استبدل بالجمعية التأسيسية. أعيد انتخاب موسيفيني رئيساً للبلاد في ذلك العام، وانتخب مرة أخرى عام 2001م. وفي عام 1999م، وقعت أوغندا وتنزانيا وكينيا على اتفاقية أعيد بمقتضاها تكوين تجمع شرقي إفريقيا الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين هذه الدول. وفي عام 2001م، تم تدشين أعمال التجمع بصفة رسمية.