|
مارك توين أديب أمريكي مشهور عرف بأسلوبه الفكه الظريف. أصبحت بدلة الكتان والسيجار من سماته البارزة في اللقاءات العامة. |
تْوِين، مارك (1835 - 1910م). أحد أكبر مؤلفي القصص الأمريكيين. ويعتبره الكثيرون أعظم الظرفاء في الأدب الأمريكي. مارك توين هو الاسم المستعار لصمويل لانجهورن كليمنز.
وتضم مؤلفاته المتعددة الألوان حكايات وأدب رحلات وقصصًا قصيرة وصورًا وصفية ومقالات. وقد شاعت بين جمهور القراء مؤلفاته حول نهر المسيسيبي، مثل: مغامرات تُوم سوير ؛ الحياة في المسيسيبي ؛ مغامرات هكلبري فِن.
حياته المبكرة:
قضى توين سنوات صباه في قرية هانيبال على ضفاف نهر المسيسيبي. وهناك عرف تجربة الولع بالزوارق البخارية المختلفة الألوان وهي ترسو على رصيف البلدة حاملة على ظهورها الممثلين الفكاهيين الظرفاء والمغنّين والمقامرين والمحتالين وتجار الرقيق وغيرهم من أخلاط المسافرين.
التحق مارك توين بالعمل في ورشة للطباعة وهو في الثانية عشرة بعد أن نال قسطًا ضئيلاً من التعليم المنتظم. وفي عام 1853م، غادر قرية هانيبال ليعمل في عدة ورش للطباعة، ثم انتهى به المطاف إلى أن أصبح ربان زورق في نهر المسيسيبي. وقد تحدث عن هذه الفترة قائلاً ¸في تلك التجربة التعليمية الوجيزة الصارمة تعرّفت بنفسي على الأنماط المختلفة للطبيعة البشرية، لكل الأنماط التي يمكن أن نجدها في القصص أو السير أو التاريخ·.
وقد وضعت الحرب الأهلية الأمريكية (1861 ـ 1865م) خاتمة لعمله ربانًا حيث اتّجه إلى الكتابة بالصحافة في الولايات الغربية. استخدم اسمه المستعار مارك توين عام 1863م لأول مرة والاسم مقتبس من عالم الزوارق النهرية معناه قامتان (أي بعمق 3,7م).
النجاح والشهرة:
في عام 1867م، سافر توين إلى أوروبا وفلسطين، وأثمرت هذه الرحلة عن كتاب
الساذجون في الخارج (1869م) الذي سَخِر فيه المؤلف من السائحين الأمريكيين ومضيفيهم. وبعد زواجه عام 1870م، استقر مع زوجته في هارتفورد (ولاية كونكتيكت). وفي خلال عشرين عامًا من الاستقرار، كتب توين معظم أفضل أعماله التي من بينها
مغامرات توم سوْير (1876م) ورائعته
مغامرات هكلبري فن (1884م) التي تصف مغامرات شريدين هما الصبي هَكّ فن والعبد الأسود جيم. أما كتابه الساخر
يانكي كونكتيكت في بلاط الملك آرثر، فقد طبع عام 1869م.
سنواته الأخيرة:
في عام 1880م، أنشأ مارك توين وأدار دارًا للطباعة إلا أنه سرعان ما أخذ يخسر نقوده، وتم إشهار إفلاسه عام 1894م لكنه على أي حال، استمر في التأليف، وألقى محاضرات في بقاع مختلفة من العالم بغرض تعويض خسائره وعاد إلى الولايات المتحدة بطلاً قوميًا. ولكن المآسي أخذت تضربه بعنف إذ ماتت ابنته الكبرى سوزي عام 1896م. وفي عام 1904م، فقد توين زوجته أوليفيا، وبعد خمس سنوات ماتت ابنته الصغرى جين. واستمر توين في الكتابة، إلا أن أعماله أصبحت أكثر كآبة، كما انطوت على غير قليل من الشك فيما يتعلق بالدين ومصير الإنسان. مات توين بمرض القلب تاركًا خلفه العديد من المخطوطات التي لم تنشر.
مكانته في الأعوام الأخيرة:
يرى البعض أن حياة مارك توين ووجهة نظره قاتمة بل مأساوية، لكن معظم الناس يرونه الآن مجرد شخصية فكاهية جذابة. وهو معروف باعتباره كاتبًا فكاهيًّا مرحًا، ولكن الواقع أن أسلوبه النثري الواقعي كان له أثره الواضح في الكثيرين من المؤلفين. ولعل الروائي إرنست همنجواي قد أوجز وأجاد عندما أعلن: ¸أن كل الأدب الأمريكي الحديث ينحدر من رواية
هكلبري فِن·.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية