ترينيداد وتوباجو ( Trinidad and Tobago )
بورت ـ أوف ـ سـبـين الميناء الرئيسي لترينيداد وتوباجو ترسو فيه السفن الصغيرة العاملة بين الجزر وكذلك السفن عابرة المحيطات وهو ميناء يزخر بالنشاط. |
وتبلغ مساحة كل من ترينيداد وتوباجو نحو 5,128كم². ويبلغ عدد السكان نحو 1,380,000 نسمة. وتمثل ترينيداد نحو 95% من مساحة البلاد، ويعيش بها 95% من السكان. وعاصمة القطر بورت ـ أوف ـ سبين، وهي أكبر المدن كما أنها الميناء الرئيسي للبلاد، وعدد سكانها نحو 59,649 نسمة.
نظام الحكم
يسير الحكم في ترينيداد وتوباجو وفق نظام جمهوري، يرأس الحكومة رئيس الوزراء، ويتم اختيار زعيم حزب الأغلبية لشغل هذا المنصب. ويشكل رئيس الوزراء مجلس الوزراء، من عدد من الأعضاء الذين يختارهم لمساعدته، وتقوم بانتخاب رئيس الجمهورية لجنة انتخابية مكونة من أعضاء البرلمان الذي يتكون من 31 عضوًا يمثلون مجلس الشيوخ، و 36 عضوًا، يمثلون مجلس النواب. يخول لرئيس الجمهورية الحق في تعيين تسعة أعضاء مستقلين بمجلس الشيوخ و 16 آخرين يقوم بتعيينهم، بناءً على مشورة رئيس مجلس الوزراء، و ستة أعضاء يعينهم بناءً على مشورة زعيم المعارضة. أما أعضاء مجلس النواب، فينتخبهم المواطنون.
السكان:
مايقرب من 40% من سكان ترينيداد وتوباجو ينحدرون من أصول إفريقية سوداء، وما يقل من 40% من أصول أوروبية وهندية وإفريقية مهجنة، بالإضافة إلى مجموعات من الأوروبيين والصينيين.وتعد اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية للسكان، غير أن المواطنين يتحدثون أيضًا اللغات الفرنسية والأسبانية والهندية، ويتحدث كثير من السكان الإنجليزية الترينيدادية ؛ وهي نوع من الإنجليزية النمطية المتأثرة بالفرنسية والأسبانية. ويعرف مايقرب من 95% من المواطنين القراءة والكتابة. ويلزم القانون بالتحاق التلاميذ بالمدرسة عند سن ثماني سنوات. ومن أكبر الطوائف الدينية هناك أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، ثم يليهم الهندوس والأنجليكانيون.
يقوم العديد من المواطنين بعزف موسيقى بانز على آلات موسيقية مصنوعة محليًا من براميل الزيت الفارغة. وتعد ترينيداد موطن موسيقى الكاليبسو الشعبية المشهورة، وأيضًا موطن رقصة الليمبو. ★ تَصَفح: الكاليبسو. وموسيقى الكاليبسو هي طابع مميز لكرنفال ترينيداد الذي يقام في الفترة التي تسبق عيد الفصح، ويجذب لمشاهدته العديد من السياح.
خريطة ترينيداد وتوباجو |
السطح والمناخ:
تغطي كل من الغابات الاستوائية والأراضي المسطحة الخصبة معظم مساحة ترينيداد. وتمتد بها سلسلة جبلية من الشرق إلى الغرب عبر المنطقة الشمالية، كما توجد تلال في الأجزاء الوسطى والجنوبية، وتتوسط توباجو سلسلة من التلال، وهي تتميز بشواطئها الرائعة.والمناخ في ترينيداد وتوباجو حار ورطب، وتتراوح درجات الحرارة مابين 18 و 33°م. ويبلغ المتوسط السنوي لدرجة الحــرارة نحو 26°م في ترينيداد، بينما تقــل عن ذلك في توباجو، ويبلغ المتوسط السنوي للأمطار نحو 125 سم في جنوب غربي ترينيداد، ويزيد على 250 سم فوق مرتفعات توباجو.
الاقتصاد:
تعتمد ترينيداد وتوباجو في اقتصادهما على إنتاج النفط وتكريره. وتنتج الدولة نحو 60 مليون برميل من النفط الخام سنوياً، وتستورد ضعف هذه الكمية لتكريرها. وتمثل صادرات النفط والمعادن أكثر من 80% من عائد صادرات البلاد. وتعتبر بحيرة بتش التي تقع في ترينيداد مصدرًا رئيسيًا للقار الطبيعي الذي يشبه مادة القطران ويستعمل مادة للرصف.ومن الأنشطة الاقتصادية الرئيسية الأخرى في كل من ترينيداد وتوباجو، السياحة والزراعة. ويعد قصب السكر من أهم محاصيل التصدير، ويستخدم أيضًا في إنتاج المولاس والروم. وتوجد في ترينيداد وتوباجو شبكة من الطرق يبلغ طولها نحو 6,400 كم، وهناك مطار في كل من الجزيرتين. وتصدر بالبلاد صحيفتان يوميتان، وبها محطة تلفزيون، ومحطتان رئيسيتان للبث الإذاعي.
نبذة تاريخية:
دعم كريستوفر كولمبوس حق أسبانيا في المطالبة بترينيداد، وكان ذلك عام 1498م، أثناء رحلته الثالثة للعالم الجديد. وكان يعيش في هذه الجزيرة آنذاك كل من الهنود والأراوك والكاريـبـيـين. وأقام الأسبانيون مستوطنة دائمة لهم في الجزيرة عام 1592 م، غير أن السكان لم تتزايد أعدادهم بكثرة حتى عام 1783 م. وفي هذه السنة نفسها عرضت أسبانيا هبات من الأراضي لكل المستوطنين الكاثوليك من أجل تنشيط اقتصاد الجزيرة. ونتيجة لذلك نزح إلى ترينيداد العديد من المزارعين من ذوي الأصول الفرنسية قادمين من هاييـتـي والجــزر المجـاورة، وقامــوا بتأســيس مزارع قصب السكر التي أدت إلى انتعاش اقتصاد الجزيرة. وفي عام 1797م، سيطر البريطانيون على ترينيداد وحكموها لأكثر من 150 عامًا.بحلول عام 1632م استوطن الهولنديون في توباجو، وتصارعت كل من بريطانيا وفرنسا وهولندا من أجل السيطرة على الجزيرة حتى فرضت بريطانيا سيطرتها عليها عام 1814م. وبمضي السنين تم جلب الآلاف من المستعبدين السود من إفريقيا للعمل في المزارع الكبيرة في الجزيرة. ثم مالبث أن حدث نقص كبير في الأيدي العاملة بعد أن ألغت بريطانيا نظام الرق عام 1834م، مما أدى إلى إحضار كثير من العمال من الهند، وفي عام 1889م، أصبحت كل من ترينيداد وتوباجو مستعمرة واحدة تخضع للحكم البريطاني، وفي أثناء الكساد العظيم الذي حدث في الثلاثينيات من القرن العشرين، عانت المستعمرة من نكسات اقتصادية قاسية، وهنا علت أصوات المواطنين مطالبين بأن يكون لهم الحق في حكم أنفسهم، ولذا سمحت بريطانيا بزيادة متدرجة في حكم مواطني المستعمرة لأنفسهم، وكان ذلك خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين إلى أن أصبحت المستعمرة قطرًا مستقلاً عام 1962م.
وفي أوائل سبعينيات القرن العشرين احتج أنصار القوة السوداء على البطالة المنتشرة بشكل واسع، وعلى عدم التكافؤ الاجتماعي والاقتصادي السائد في كل من ترينيداد وتوباجو، ومن ثم اندلعت مظاهرات عنيفة مما حدا بالحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ، والتي أدت إلى هدوء التوترات العرقية، إلا أن البطالة استمرت كمشكلة كبرى في البلاد. وفي تلك الفترة نفسها قامت حركة سياسية في توباجو تهدف إلى استقلال الجزيرة عن بقية القطر، ونتيجة لذلك سمحت الحكومة القومية عام 1980م، بإنشاء مجلس للحكم المحلي في توباجو تكون له بعض السيطرة على الشؤون المحلية.
وظل إيريك وليمز مؤسس وزعيم حركة الشعب الوطنية رئيساً لوزراء ترينيداد وتوباجو منذ الاستقلال وحتى وفاته في عام 1981م. ثم خلفه جورج تشامبرز وهو أيضًا من أنصار حركة الشعب الوطنية. وفي عام 1986م، أي بعد ثلاثين عامًا من حكم حركة الشعب الوطنية انتخب للحكم حزب التحالف الوطني لإعادة الأعمار الذي يتزعمه راي روبنسون فتولى الحكم والسلطة وباشر في وقف التدهور الاقتصادي باتباع إجراءات تقشفية وبمساعدة من صندوق النقد الدولي. لم تجد هذه الإجراءات قبولاً من الشعب، فعاد حزب حركة الشعب الوطنية للسلطة مرة أخرى عام 1991م بقيادة رئيس الوزراء باتريك ماننج. أصبح باسديو بانداي زعيم حزب المؤتمر الاتحادي الوطني بعد فرز نتائج الانتخابات في عام 1995م أول مواطن من أصل هندي يتقلد منصب رئيس الوزراء.