الرئيسيةبحث

الترام والحافلة الكهربائية ( Tram and trolleybus )


الترام والحافلة الكهربائية طِرازان من عربات نقل الركاب في المدن، يتم تسييرهما على وجه العموم بالكهرباء من خط كهربائي علوي، على قضبان فلزية، أو خطوط خاصة بالترام، مُثبتة في شوارع المدينة. أما الحافلة الكهربائية فلها عجلات وإطارات. ويمكن أن يتم توجيهها بنفس الطريقة التي توجه بها عربات الطرق الأخرى. وكانت الحافلات في عهدها الأول عربات تجرها الخيول، فتجري على قضبان حديدية في مناجم الفحم الحجري. وفي وقت متأخر تم وضع قضبان حديدية في الشوارع، وأخذت العربات تنقل الناس. وقد جرت هذه الحافلات التي كان يُطلق عليها اسم عربات الخيول في مدينة نيويورك سنة 1852م، وفي الستينيات من القرن التاسع عشر، استخدمت الترامات في بريطانيا وأنحاء أخرى في غرب أوروبا.

أما الطريقة الأخرى التي جُرّبت لتزويد الترامات بالقوة، فقد كانت أنشوطة (عقدة) لا نهاية لها، من الكبل السلكي تجري بين القضبان، ثُبتت بالترام الكهربائي، وقد استعمل نظام التسيير بالدفع في سان فرانسيسكو عام 1871م، حيث كان تمرير الكبل يتم بقوة آلة بخارية في غرفة خاصة، وما زالت العربات التي تعتمد على الكبل موجودة هناك، وفي بعض أقطار العالم، مع أنها لم تعد تستعمل الآلات البخارية. وقد تم تحديث أنواع أخرى من الترامات، ذات آلات بخارية في داخلها، وآلات تعمل بالهواء المضغوط خلال سبعينيات وثمانينيات القرن التاسع عشر الميلادي، غير أنها لم تكن مأمونة، فلم تنجح هذه الترامات. أما الترامات الكهربائية الأولى والتي ظهرت عام 1883م فلم تكن ناجحة هي الأخرى. فقد كان يتم تزويدها بالكهرباء عن طريق بطاريات كهربائية، زادت من وزنها كثيراً، كما كانت تحتاج إعادة شحن بعد ساعات قليلة من تشغيلها، مما حدّ بصورة خطيرة من مدى سير الترام.

تم بعد ذلك تجريب ترامات ذات خطوط دائمة الشحن بالكهرباء، غير أن هذه كانت خطرة جدًّا، إلا إذا دُفنت تحت سطح الطريق. ولا شك أن هذا شيء صعب وباهظ التكاليف.

وفي عام 1888م عرض فرانك جي سبراغ الترام ذا المقود الكهربائي في ريتشموند التابعة لولاية فرجينيا في الولايات المتحدة. وكان أول ترام يستمد الكهرباء من خط كهربائي معلق بوساطة (حامل متحرّك) يتكوّن من عمود وبكرة تدور على الخط. ومنذ ذلك الحين جرى استخدام هذا النموذج من الترامات والحافلات الكهربائية بصورة عامة، حيث يجري التيار الكهربائي من السلك المعلق من خلال الحامل لتشغيل المحرّك. وتعتبر الترامات والحافلات الكهربائية التي يتم تشغيلها بهذه الطريقة مأمونة وفعالة، وتستطيع أن تسافر إلى أي مكان مزودة بسلك كهربائي، وقد امتدّ استعمالها في أوائل القرن الحالي إلى المدن في معظم بقاع العالم. ومنذ الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945م) تم التخلي عنها في الولايات المتحدة وفي عدة مدن أوروبية، حيث استُبدلت بها حافلات ذات محركات تعمل بالديزل وهي أقل تكلفة وأكثر قدرة على الحركة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية