الزخرفة التشجيرية ( Tracery )

الزخرفة التشجيريّة هي الزخارف الصخرية أو الخشبية الموجودة على أقواس وعقود بنايات القرون الوسطى القوطية.

الزخرفة التشجيرية تعني الهيكل الذي يتكون من فواصل حجرية مُزخرفة وهذه الفواصل تُقَسِّم النوافد الكبيرة إلى مساحات صغيرة لكي يتسنى تثبيت الزجاج الملون بسهولة. وغالبًا ما كانت الزخارف التشجيَّرية على شكل فواصل مُنحنية وضيقة وطويلة في الجزء السفلي من النافذة، أما الجزء العلوي فيملأ بقرون منحنية، ودوائر وأشكال أخرى. وأصبحت هذه الأشكال مع مرور الزمن تُستعمل لزخرفة الجدران، والأعمدة الأسطوانية والسقوف المعقودة أو المقنطرة والأثاث.

واستعمل البناؤون الأوربيون الزخرفة التشجيريَّة لأول مرة في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، وذلك عندما أصبحت نوافذ بعض المباني كبيرة إلى درجة يتعذر معها وضع زجاج كامل واحد. وتطورت الزخرفة التشجيريَّة بشكل سريع في دقتها ورهافتها حتى أصبحت خاصية مميزة لفن العمارة القوطي. وعُرِفَتْ أقدم زخرفة تشجيريّة باسم شريحة زخرفية تشجيريَّة لأن الدوائر كانت محفورة في شريحة صخرية في الجزء العلوي من قوس النافذة الرئيسي. وقد حلَّ مكان الشريحة الصخرية المحفورة زخرفة تشجيريَّة هندسية تتكون من مخطط كامل من الفواصل الصخرية الرفيعة تسمى زخرفة تشجيريَّة (هندسية). وتأخذ جميع المسافات بين الفواصل ـ في هذه الزخرفة الهندسية ـ شكلاً هندسيًا بسيطًا. ثم تطورت الزخرفة التشجيريَّة بعد ذلك لتُصبح زخرفة تشجيريّة مُنسابة ومتموجة، وسُمِّيت بذلك لانسيابها وتموجها الشبيه بتمايل ألسنة النار. وفي أواخر القرن الرابع عشر والقرن الخامس عشر الميلاديين، وخاصة في إنجلترا أصبحت الزخرفة التشجيريَّة العمودية هي الطراز المعماري الشائع. وفي هذه الزخرفة، تكون الفواصل عمودية ممتدة من أسفل النافذة إلى أعلاها، حيث تضيق المسافة بين الأعمدة عند قمة النافذة.