توسكنيني، أرتورو ( Toscanini, Arturo )

أرتورو توسكنيني

توسْكَنيني، أرتورو (1867 - 1957م). موسيقي إيطالي كان أكثر قادة الفرق الموسيقية السيمفونية والأوبراليه تأثيرًا في عصره. وكانت المدرسة الرومانسية في بدء نشاطه الموسيقي تتحكم في العروض الموسيقية. وقد رأى الرومانسيون أن الموسيقى تمكنهم من التعبير عن عواطفهم وأفكارهم ومهاراتهم. ولكن توسكنيني رأى أن مهمة الذين يؤدون العروض الموسيقية تقتصر على خدمة المؤلف الموسيقي فقط دون التعبير عن عواطفهم. وأصر على أن الدراسة التحليلية للموسيقى يجب أن تُشكل الأساس الذي تقوم عليه العروض الموسيقية. وبهذه الطريقة يُمكن للمؤلف الموسيقي أن يُفهَم ويسيطر على العروض الموسيقية، وبدأ الناس يستوعبون الدراسة التحليلية للموسيقى التي نادى بها توسكنيني، وحظي منهجه بقبول منقطع النظير في القرن العشرين.

وقد ركز توسكنيني عندما كان قائدًا موسيقيًا شابًا على موسيقى المؤلفين الموسيقيين الإيطاليين المعاصرين له. كما أنه ركز على أعمال المؤلفين الموسيقيين المعروفين عالميًا من أمثال كلود دوبوسي وريتشارد فاجنر. وركز في أواخر حياته على الرجوع إلى التراث الموسيقي خاصة فيما يتعلق بموسيقى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادييْن. وعُرف توسكنيني بتفسيره لأعمال كل من لُودفيغ فان بيتهوفن وجوزيبي فيردي.

ولد توسكنيني في بارما بإيطاليا، والتحق بمدرسة الموسيقى الأهلية ودرس التشيللو والبيانو. وبدأ عمله كقائد موسيقي في التاسعة عشرة من عُمره وذلك عندما قاد عرضًا موسيقيًا لأوبرا عايدة بصحبة شركة الأوبرا الإيطالية المتجولة في ريودي جانيرو البرازيلية، وأصبح في سنة 1898م المدير الفني لقاعة لاسكالا التي عُرفت بأنها أشهر قاعة أوبرالية في ميلانو بإيطاليا في ذلك الوقت.

ثُم أصبح قائدًا لأوبرا المتروبوليتان في مدينة نيويورك سنة 1908م. وفي 1915م استقال من هذا المنصب، وعاد إلى ميلانو ليصبح المدير الفني لقاعة لاسكالا في الفترة الواقعة بين 1921-1929م. وقد دفعه كرهه لحكومة إيطاليا الفاشية إلى العودة إلى الولايات المتحدة، وتولى قيادة أوركسترا فلهارمونيك النيويوركية منذ 1929 إلى 1936م.

ومن عام 1937 إلى عام 1954م تولى قيادة شركة الأوركسترا السيمفونية التي أنشأتها له خصيصًا شركة الإذاعة الأهلية إن. بي. سي. وتقاعد توسكنيني عندما بلغ السابعة والثمانين من عمره.