الرئيسيةبحث

توجو ( Togo )



خريطة توجو
توجو قطرٌ صغيرٌ في غربيّ إفريقيا. وهي بلاد ضيقة تمتد طوليًا حوالي 587 كم إلى الداخل من خليج غينيا (وهو لسان من المحيط الأطلسي للبر) ويبلغ عرضها 64 كم فقط، عند ساحل المحيط و145 كم في أقصى اتساع لها.

يعمل معظم سكان توجو بالزراعة ولكن إنتاجهم الزراعي ضعيف، إذ يزرع العديد من الناس ما يكفي فقط لقوت أسرهم. وعاصمة توجو لومي، وهي أكبر مدنها. ويبلغ عدد سكانها 366,476 نسمة. والاسم الرسمي لتوجو جمهورية توجو، واللغة الرسمية الفرنسية. وتعني كلمة توجو، خلف البحر، في لغة الإوي، وهي أكثر اللغات استخدامًا في البلاد.

نظام الحكم:

في 1967م أطاح ضباط من الجيش بقيادة المقدم جناسينجبي إياديما بالحكومة المدنية في توجو، وعطلوا العمل بالدستور، وحلوا الجمعية الوطنية ( البرلمان). وأصبح إياديما رئيسًا للدولة، وشكل حكومة تضمه شخصيًا وبعض ضباط الجيش وبعض المدنيين. وأنشأ عام 1969م تجمع الشعب التوجولي، وهو الحزب السياسي القانوني الوحيد. وفي مؤتمر سياسي وطني عقد عام 1991م تم تعيين رئيسًا للوزراء وحكومة انتقالية. وفي عام 1993م، تم إجراء أول انتخابات تعددية وأعيد انتخاب إياديما رئيسًا للبلاد. وقد حددت فترة ولاية الرئيس بخمس سنوات.

يعين رئيس البلاد رئيس الوزراء وأعضاء الوزارة للمساعدة في تصريف الشؤون اليومية للحكومة. وتتكون الجمعية الوطنية (البرلمان) من 81 عضواً ينتخبهم الشعب لمدة خمس سنوات.

تنقسم توجو إلى خمسة أقاليم وإلى 21 مديرية يرأس كلاً منها مدير.

لومي عاصمة توجو تقع عند أقصى الطرف الجنوبي للبلاد. يرتدي معظم الجنوبيين ـ كالذين في هذه السوق ـ جلبابًا طويلاً فضفاضًا ذا ألوان زاهية.

السكان:

تعكس أنماط الحياة في توجو مجموعات مختلفة من السكان استوطنت في البلاد، ويتشابه هؤلاء الناس في هيئاتهم البشرية، وفي أعمالهم، ودينهم. ومعظمهم تقريبًا من الإفريقيين السود. يعيش 69% منهم في المناطق الريفية، ويعملون في مزارع تمتلكها الأسر. ويعتنق حوالي 60% من السكان ديانات إفريقية تقليدية و40% مسلمون ونصارى. تختلف أنماط المعيشة والزي واللغة من منطقة لأخرى في توجو، خاصة بين الشمال والجنوب.

جاء أسلاف سكان جنوبي توجو من بنين وغانا. ولذلك تشبه التقاليد والعادات في جنوبي توجو التقاليد السائدة في هذين البلدين. يرتدي معظم الجنوبيين جلبابًا طويلاً فضفاضًا ويسكن العديد منهم في مجمعات سكنية (مجموعة من الأكواخ داخل أسوار). ويتحدثون لغة الإوي.

يظهر التأثير الأوروبي في الجنوب أكثر منه في الشمال، حيث يبدو ذلك في الزي، والعمل والدين. يرتدي معظم الجنوبيين النمط الأوروبي، ويعمل بعضهم في دواوين الحكومة، ويدير بعضهم الآخر أعمالاً تجارية صغيرة. يعيش معظم نصارى توجو في الجنوب وهم في الغالب من الكاثوليك.

استوطنت شعوب من إقليم السافانا غربي إفريقيا شمالي توجو، وتشبه أنشطتهم أنشطة سكان بوركينافاسو والنيجر. يسكن الشماليون في قرى تشيَّد منازلها من الطوب اللبن، وسقوفها مخروطية الشكل مغطاة بالقش. يلبس معظمهم أثوابًا خارجية تسمى السّمق بيضاء اللون. يتحدث السكان العديد من اللغات. يعيش معظم مسلمي توجو في شمالي البلاد.

يتلقى حوالي 70% من الأطفال في توجو تعليمًا ابتدائيًا ويلتحق حوالي 20 % منهم بالمدارس الثانوية. توجد جامعة واحدة هي جامعة بنين في لومي. يدرس العديد من الطلاب في الخارج خاصة في الجامعات الفرنسية.

السطح:

تقسم جبال توجو البلاد إلى إقليمين رئيسيين. وهذه الجبال تمتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي وتغطي معظم غربي توجو. وتعد قمة باومان بيك التي يبلغ ارتفاعها 986م أعلى ارتفاع في توجو.

تنخفض الأرض من جهة شرقي وجنوبي جبال توجو، عبر هضبة منحدرة، إلى سهل ساحلي رملي منخفض. تغطي الأشجار العالية وكتل الأشجار الصلبة الهضبة وتنصرف مياهها عن طريق نهر مونو، أما السهل الساحلي المكتظ بالسكان فتتخلله المستنقعات والبرك المائية وغابات المطاط وزيت النخيل.

ينحدر السطح شمالي جبال توجو إلى حدود بوركينافاسو في أراضِ متعرجة، وتنصرف مياهها عن طريق نهر أوتي. يعيش قليل من السكان في هذه المنطقة التي يكسوها العشب، وتنتشر فيها الأشجار الشوكية.

مناخ توجو حار رطب. ويبلغ متوسط درجة الحرارة 27°م ويصل متوسط كمية الأمطار سنويًا إلى 100 سم في الشمال، و180سم في الجنوب. يمتد موسم الأمطار من مارس إلى يوليو ومن سبتمبر إلى نوفمبر في الجنوب، ومن أبريل إلى أكتوبر في الشمال.

إحدى العاملات في مزارع توجو تحمل على رأسها سلة من الغذاء. تشمل المحاصيل الغذائية: المنيهوت (الكاسافا)، والذرة الشامية، والدخن.

الاقتصاد:

توجو قطر زراعي، لكن ندرة الأراضي الصالحة لإنتاج المحاصيل جعلت دخل المزارعين قليلاً.

وتُعّد المحاصيل الغذائية أهم المنتجات الزراعية وتشمل المنيهوت (الكاسافا)، الذرة الشامية، الدخن، الذرة، اليام. أهم المحاصيل التي تزرع للتصدير: البن، والكاكاو، كما تصدر توجو أيضًا الفول السوداني، القطن، لب جوز الهند المجفف، حبوب القمح، لب وزيت النخيل. غالبًا ما تمتلك مجموعة من الأسر تلك المزارع التي تزرع فيها المحاصيل الغذائية. معظم المحاصيل التي تباع من إنتاج المزارع الصغيرة التي يمتلكها الأفراد، يعمل أهالي توجو في هذه المزارع بنظام استغلال المُزارع الأرض لصالح مالكها مقابل منح صاحب الأرض جزءًا من قيمة المحصول.كما يُعدُّ صيد الأسماك حرفة في منطقة الساحل. وتتمتع توجو كذلك بأكبر احتياطي لخام الفوسفات في العالم ويعد أكبر صادراتها قيمة.

يوجد في توجو قليل من الصناعات تشمل مصنعًا للإسمنت، ومصفاة للنفط، ومصنعًا كبيرًا للنسيج.

ويبلغ طول خطوط السكك الحديدية في توجو حوالي 525كم وطول الطرق حوالي 7,850كم. ومدينة لومي هي ميناؤها الجوي والبحري الرئيسي.

نبذة تاريخية:

يعتقد العلماء أنّ أسلاف شعوب الجبال الوسطى هم سكان توجو الأصليون. وفي القرن الرابع عشر الميلادي بدأت الشعوب التي تتحدث الإوي في النزوح إلى جنوبي توجو، وغانا حاليًا. ولقد استوطن المحاربون القادمون من الشمال، والفارون من الحروب في غانا، وداهومي (بنين حاليًا) في توجو ما بين القرنين السادس عشر، والتاسع عشر الميلاديين.

في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، وصل التجار البرتغاليون إلى الساحل، وفي خلال الفترة ما بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر الميلاديين كان تجار الرقيق الأوروبيون يقومون بهجمات على منطقة الساحل للحصول على الرقيق، وصارت توجو حينئذ تعرف باسم ساحل العبيد.

جاء التجار الألمان، والمنصرون إلى توجو، عند منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. وفي عام 1884م أنشأت ألمانيا محمية صغيرة عند الساحل. وبحلول عام 1899م ضمت توجو الألمانية ما يعرف حاليًا بتوجو وجزءًا مما يعرف حاليًا بغانا.

احتلت القوات البريطانية والفرنسية توجو الألمانية عام 1914م بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى. في عام 1919م، بسطت بريطانيا سيطرتها على الثلث الغربي لتوجو الألمانية، بينما سيطرت فرنسا على ثلثي الإقليم الواقعْين إلى الشرق. وفي عام 1922م أكدت عصبة الأمم انتداب بريطانيا على توجو البريطانية، وانتداب فرنسا على توجو الفرنسية. في عام 1946م حوّلت الأمم المتحدة الانتداب إلى الوصاية. في عام 1956 م اقترع شعب إقليم توجو البريطاني إلى جانب الانضمام إلى ساحل الذهب، وعندما أصبحت ساحل الذهب دولة غانا المستقلة في 1957م ضمت إليها إقليم توجو البريطاني.

بعد الحرب العالمية الثانية 1939- 1945م نشأت في إقليم توجو الفرنسي، حركة من أجل الاستقلال. طالب سيلفانوس أوليمبيو زعيم لجنة حزب الوحدة التوجولي بالاستقلال التام عن فرنسا. أما حزب التقدم التوجولي بقيادة نيكولاس جرنتزكي فقد طالب بالبقاء في الاتحاد الفرنسي.

وفي عام 1956م قامت فرنسا بإنشاء جمهورية توجو الفرنسية في إطار الاتحاد الفرنسي، ومنحتها حكمًا ذاتيًا داخليًا. وعينت جرنتزكي رئيسًا للوزراء. أقر سكان توجو قيام الجمهورية عن طريق انتخابات عامة، ولكن الأمم المتحدة رفضت الأسلوب الذي تم به إنهاء وضع الوصاية. وفي انتخابات عامة جرت تحت إشراف الأمم المتحدة سيطرحزب الوحدة التوجولي على الهيئة التشريعية. وأصبح أوليمبيو رئيسًا للوزراء وأقرت الأمم المتحدة هذه الخطوة. وفي 27 أبريل 1960م أصبح إقليم توجو الفرنسي جمهورية توجو، وصار أوليمبيو رئيسًا لها.

كان التنافس بين الشماليين والجنوبيين مسألة مهمة على الدوام في السياسات التوجولية. في عام 1963م، اغتالت مجموعة من ضباط الجيش الشماليين أوليمبيو الجنوبي، وعينوا جرنتزكي رئيساً.كان جرنتزكي من الجنوب، ولكنه كان معارضًا لأوليمبيو وللجنة حزب الوحدة التوجولي. حاول أعضاء حزب الوحدة التوجولي في عام 1966م الإطاحة بجرنتزكي ولكنهم لم ينجحوا.

في يناير 1967م أطاح ضباط من الجيش بقيادة جناسينجبي إياديما بحكومة جرنتزكي، وعطلوا العمل بالدستور، وأنشأوا حكومة برئاسة إياديما. أيد الشعب رئاسته في انتخابات عامة في عام 1972م ثم أعيد انتخابه في 1979م ومرة أخرى في 1986م. وبعد احتجاجات وموجة اضطرابات عمت البلاد مطالبة بإصلاحات سياسية عقد مؤتمر سياسي وطني عام 1991م. أبقى المؤتمر على إياديما رئيسًا وعين رئيسًا للوزراء وحكومة انتقالية. وفي عام 1993م، تم إجراء أول انتخابات تعددية وأعيد انتخاب إياديما رئيسًا للبلاد. وفي عام 1998م، فاز إياديما في الانتخابات وبدأ فترة رئاسية جديدة.

★ تَصَفح أيضا: لومي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية