الرئيسيةبحث

الشاي ( Tea )



الشـاي شراب يُحَضّر بِصبّ ماء يغلي على أوراق شاي مجففة، وهو يُعَدُّ من أكثر المشروبات المنعشة أهمية في الكثير من الدول. وفي عام 1990م أُنتج حوالي 2,6 بليون كجم من الشاي المجفف. وللهند دورُُ رئيسيُُّ في الإنتاج العالمي للشاي. وحاليًا، تنتج الهند حوالي 727 مليون كجم كل عام، وتأتي الصين في المرتبة الثانية بين أكبر المنتجين بحوالي 600 مليون كجم سنويًا. أما الدول الأخرى المنتجة للشاي فتضم إندونيسيا، واليابان، وكينيا، وجورجيا وإيران، وسريلانكا، وتركيا.

وتستهلك الدول المنتجة للشاي ما يزيد على نصف محصول الشاي في العالم، وتستورد بريطانيا أكبر قدر من الشاي ـ حوالي 180 مليون كجم سنويًّا.

من الورقة إلى الفنجان

قاطفو الشَّايقرب كاندي، في سريلانكا، يقطفون الأوراق من نباتات الشاي الناضجة (إلى اليمين). تنتج نباتات الشاي أغصانًا تسمى قطوفًا تتكون من عدة أوراق وبراعم (إلى أعلى). وتُحوَّل الأوراق بعد قطفها إلى شاي في مصنع قريب.

نبات الشاي:

تنمو أشجار الشاي في المناخات المداريّة وشبه المداريّة. وهو دائم الخضرة، ينمو بسرعة على المستويات المنخفضة حيث الهواء دافئ. وتأتي أفضل أنواع الشاي من ارتفاعات تتراوح بين 900 و2,100م ويكون نمو النباتات أكثر بطئًا في الهواء البارد مما يزيد من نكهتها.

لنباتات الشاي أزهار صغيرة، بيضاء ذات رائحة زكية. وتنتج كل زهرة ثلاث بذور تماثل في شكلها ثمار البندق. وفي مزارع الشَّاي حيث يزرع الشاي على نطاق تجاري يقوم العمال بزراعة البذور في مهد بالمشتل. وهناك طريقة أخرى تشمل غرس عُقَل نباتات الشاي ذات المواصفات المرغوبة، مثل غزارة الإنتاج أو النكهة المميّزة، في المهد أولاً. وبعد حوالي عام، عندما يصل طول النباتات إلى حوالي 20سم، تنقل لتزرع في الحقل. ويزرع حوالي 7,500 نبتة شاي في الهكتار.

تنمو نباتات الشاي البرية إلى ارتفاع يبلغ حوالي 9م، ولكن نبات الشاي التجاري يُقَلَّم كي يحافظ على ارتفاعه ما بين 90 و120سم. وينضج النبات في ثلاث إلى خمس سنوات وينتج قطوفًا (أوراق الشاي) يتكون كل منها من عدة أوراق وبراعم. وعلى الارتفاعات المنخفضة قد تنتج نباتات الشاي مرة واحدة في الأسبوع، بينما على الارتفاعات الأعلى يحتاج النبات إلى فترة تصل إلى أسبوعين حتى تنمو أوراق جديدة. هذا ولا تنمو القطوف في الجو البارد.

يلتقط العمال، ويسمون قاطفي الشاي، القطوف (الأوراق) من الشجيرات باليد. ويمكن للقاطف أن يحصد حوالي 18كجم من أوراق الشاي في اليوم، وهذا يكفي لتصنيع حوالي 4,5كجم من الشاي.

القاطفات الآلية شائعة في الدول ذات الأراضي المنبسطة. وهي آلات تشبه الجرارات يمكنها أن تحصد من أوراق الشاي قدر ما يقطفه 100 قاطف باليد. ومع ذلك فإن الشاي ذا النوعية العالية يُنْتَج عادة من أوراق قُطفت باليد.

الدول الرائدة في إنتاج الشاي

تصنيع الشاي:

توجد ثلاثة أنواع رئيسيـة من الشــاي: 1ـ أسود، 2ـ أخضر، 3ـ مزيج من الأخضر والأسود. وهي تختلف في الطريقة المستخدمة لتصنيع الأوراق. ويجري التصنيع في مصنع مقام على مزرعة الشاي أو قريبٍ منها. وجميع الدول المنتجة للشاي تُصنِّع الشاي الأسود، بينما يأتي معظم الشاي الأخضر ومزيج الأخضر والأسود من الصين واليابان وتايوان.

الشاي الأسود. لعمل الشاي الأسود يقوم العمال أولاً بنشر الأوراق على الأرفف التي تسمى حوامل التَذْبيل، ثم يُمرَّر تيار من الهواء فوق الأوراق لإزالة الرطوبة الزائدة منها وتركها ملساء ومرنة. وبعد ذلك تُسحق الأوراق بين أسطوانات آلية لاستخراج عصائرها ذات النَّكهة. حينئذ، وفي غرفة التخمر، تتغير أوراق الشاي كيميائيًا تحت رطوبة وحرارة مضبوطة إلى أن تصبح نُحَاسية اللون. وفي النهاية تجفف الأوراق في أفران وتصبح سوداء بُنيّة.

الشاي الأخضر يصنَّع بتعريض الأوراق للبخار في جرار كبيرة، إذ إنَّ التبخير يمنع الأوراق من تغيّر لونها، ثم تسحق في آلة وتجفف في أفران.

مزيج الأخضر والأسود. ويُصْنَع بتخمير الأوراق جزئياً، وهذا يعطي أوراق الشاي لونًا أسمر مائلاً للخضرة.

درجات الشاي:

تختلف درجات الشاي فقط تبعاً لحجم الأوراق، ولكن ليس لحجم ورقة الشاي أي علاقة بجودته.

ولكي تُصَنَّف أوراق الشاي المصنعة إلى درجات فإنها تمرر خلال شبكات ذات ثقوب مختلفة السعة ؛ فالأوراق الكُبْرى التي تُخْتَار للتعبئة على شكل شاي سائب تصنف طبقاً لحجمها إلى بيكو برتقالي، وبيكو، وساوتشونج بيكو. أما الأوراق الصُّغرى وغير السَّليمة التي تُستعمل بوجه عام في أكياس الشاي، فإنها تصنف إلى بيكو برتقالي مُنْزَل الرتبة، وفانِنْجات بِيكو برتقالي مُنْزَل الرتبة، وفاننجات.

ولتصنيع الشاي الفوري (سريع الذوبان) تُغْلى أوراق الشاي المُصَنَّع بكميات كبيرة ثم يُتَخلص من الماء بعملية تجفيف. وعندما تتم عملية التجفيف يتبقى المسحوق فقط. ويمتزج الشاي المسحوق بسهولة مع الرطوبة، ولذلك فإنه يجب أن يُعبأ تحت ظروف رطوبة وحرارة مُحْكمة. ويُحَضِّر الناس الشاي السَّريع الذوبان في المنزل بمجرد إضافة الماء إلى المسحوق.

إن الشاي الذي يزرع في دول مختلفة، أو حتى في أجزاء مختلفة من الدولة نفسها، يتباين في المذاق، والنكهة، والجودة. وللحصول على أفضل أنواع الشاي توظِّف كل شركة شاي ذَوّاقِين للشاي يختارون فقط أنواع شاي مُخَصَّصة للشراء من قِبَل الشركة. وبعد توليف هذه الأنواع بمعرفة الشركة يصبح لها نكهة تتميز بها الشركة. حينئذ تبيع الشركة توليفتها من الشاي تحت اسم العلامة التجارية الخاصة بها.

تحضير الشاي:

يُحَضَّر الشاي بصب ماء يغلي فوق ملء ملعقة من الشاي، أو كيس شاي واحد، لكل قدح. وللحصول على أفضل نكهة، يجب أن يشْطف إناء الشاي مسبقاً بماء ساخن كي يدْفأْ، كما يلزم ترك الشاي يَنْقَع لمدة من ثلاث إلى خمس دقائق قبل تقديمه. وعلى الناس الذين يفضلون شايًا خفيفًا إضافة ماء ساخن.

ويُحَضَّر الشاي المثلَّج ـ وهو شراب شائع في الصيف ـ بأن يُجَهَّز أولاً شاي مُركَّز ساخن، ويلزم لذلك ملء ثلاث ملاعق صغيرة أو ثلاثة أكياس منه لكل كوبين. وبعد تركه ينقع لمدة خمس دقائق يُبَرّد الشاي إلى درجة حرارة الغرفة ويقدَّم على مكعبات الثلج مع عصير الليمون أو السكر حسب الرغبة.

وقد تطوَّر تحضير الشاي وشربه في الصين واليابان إلى حفل للشاي، وهي طقوس كانت في أصلها دينية، إلا أنها تمادت أخيرًا إلى أبعاد غير عادية عند النبلاء الأغنياء الذين أضافوا نواحي ترويحية وتقديم هدايا ثمينة. هذا وقد كانت أدوات عمل الشاي والأكواب ذات تصميم أنيق عادة.

نبذة تاريخية:

تشير الأسطورة إلى أن استعمال الشاي قد اكتُشِف بمعرفة شِينّوُنْج إمبـراطور الصـين حوالي 2737 ق.م. وقد ظهرت أول إشارة معروفة عن الشاي في المراجع الصينية حوالي عام 350م. انتشرت عادة شرب الشاي في اليابان حوالي 600م، وكانت أول شحنة من الشاي إلى أوروبا في عام 1610م، استوردها تجار هولنديُّون من الصين واليابان.

وفي 1657م، بيع الشاي لأول مرة في المقاهي بإنجلترا، ثم استمر إلى أن أصبح الشراب الوطني في بريطانيا. وفي 1767م فرضت بريطانيا ضريبة على الشاي الذي لم يستعمله المهاجرون الأمريكيون وكانت مقاومتهم لهذه الضريبة سببًا في ما سمي بوسطن تي بارتي عام 1773م الذي أسهم في حركة الاستقلال الأمريكي. ★ تَصَفح: بوسطن تي بارتي. في عام 1904م اخترع توماس سوليفان أكياس الشاي، وكان تاجرًا للبن والشاي في مدينة نيويورك.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية