الرئيسيةبحث

تشايكوفيسكي، بيتر إليتش ( Tchaikovsky, Peter Ilich )


☰ جدول المحتويات


بيتر تشايكوفيسكي
تشايكوفيسكي، بيتر إليتش (1840 ـ 1893م). أول الموسيقيين الروس الذين اشتُهروا عالميًا. كان متمكنًا من تنسيق الفرقة الموسيقية العازفة (الأوركسترا) بمقدرة فذة من مزْج أصوات الآلات الموسيقية المختلفة لخلق الأثر الموسيقي المتنامي. وكانت له أيضًا موهبة خاصة في كتابة المقطوعات الغنائية.

لقد وُصف تشايكوفيسكي بأنه مؤلف الموسيقى التي يغلب عليها الحزن. تُعدُّ بعض موسيقاه حزينة وعلى وجه الخصوص تلك الحركة الأخيرة من معزوفته (سيمفونيته) السادسة. لكنه أيضًا كتب موسيقى ملهمة كما في مارش سلاف ومبادرات (1812م) والموسيقى الحافلة بالمشاعر كما في قصيدته السيمفونية روميو وجولييت، وكتب أيضًا موسيقى الباليه الزاخرة بالحيوية كما في نتكراكرسويت إلى جانب سيمفونياته القوية.

حياته:

ولد تشايكوفيسكي في فوتكنسك في روسيا. دخل مدرسة القانون في سانت بطرسبرج عام 1850م. درس الموسيقى في معهد الموسيقى بسانت بطرسبرج من عام 1862م إلى 1866م على يد أنتون روبنشتاين، وهو عازف بيانو ومؤلف موسيقي. كان تشايكوفيسكي أول الموسيقيين الذين تلقوا تدريبًا منظمًا في أساسيات الموسيقى.

كان تشايكوفيسكي يقوم بتدريس الموسيقى في معهد موسكو للموسيقى من عام 1866م حتى عام 1877م. كانت بدايته الجدية في التأليف الموسيقي في حوالي عام 1866م. تطورت أحاسيسه وانفعالاته في هذه الأثناء خلال فترات طويلة من الإحباط النفسي. ومن المثير للعجب أنه قد ألّف بعضًا من أكثر مقطوعاته الموسيقية بهجة خلال هذه الفترات. تزوج تشايكوفيسكي ولكنه انفصل عن زوجته بعد أسابيع قليلة من زواجهما. وكادت تجربة الانفصال هذه تؤدي به إلى الانهيار العصبي.

اشترت أرملة ثرية اسمها نادزهدا فون مك الحقوق الأدبية المتعلقة ببعض أعمال تشايكوفيسكي عام 1876م. لقد أُعجبَت بموسيقاه ووافقت على تقديم الدعم والمساندة له حتى يتوفر له الجو المناسب والمريح للتأليف الموسيقي، وكانت مُصرَّة على ألا يتم لقاء بينهما غير أنهما تبادلا الرسائل لسنوات. وقد وفر له ذلك دخلاً مضمونًا مما جعله يتخلى عن معهد موسكو، مُركِّزًا جهده على التأليف الموسيقي. قام بأسفار كثيرة وشارك في افتتاح قاعة كارنيجي في مدينة نيويورك.

أعماله:

تقف سيمفونية تشايكوفيسكي السادسة كمعْلم بارز في تطوره الفني. أما سيمفونياته الثلاث الأولى فهي نادرًا ما َُتؤدى في الوقت الحاضر. وتعد سيمفونيته الرابعة أولى روائعه على النمط السيمفوني، كما أن سيمفونيته الخامسة (1888م) هي الأجمل من حيث التركيب المنظم. وقد حادت سيمفونيته السادسة (1893م) وعنوانها الحزن عن النمط السيمفوني التقليدي بتعبيرها عن المشاعر المأساوية العميقة وذلك في الحركة الأخيرة.

تضم أعمال تشايكوفيسكي الموسيقية الأخرى الكابريشيو الإيطالي (1880م) نتكراكر سوايت بالإضافة إلى أربع مقطوعات أخرى. تعد مؤلفات تشايكوفيسكي الأخرى كونشرتو للبيانو والأوركسترا رقم 1 (1874 ـ 1875) من الأعمال الفذة في هذا المجال. كتب تشايكوفيسكي مؤلفًا مهمًّا للفيولنسيل (1876م)، كما ألف قطعًا موسيقية صوتية وأعمالاً للعزف المنفرد على البيانو. وقد أصبحت الرقصات التعبيرية الثلاث (الباليهات) التي ألفها تشايكوفيسكي من الأعمال الفذة، وهي: بحيرة البجع (1875 ـ 1876م) والجمال النائم (1888 ـ 1889م) وكسارة البندق (1892م). كتب تشايكوفيسكي 11 مؤلفًا للأوبرا، ولكن التي اشتُهرت من خارج روسيا هي فقط أوبرا يوجين أونيجن (1877 ـ 1878م) وكوين أوف سبيدز (1890م) وكلتاهما استمدت كلماتها من أعمال الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين. كُتبت كوين أوف سبيد بمقاييس أكبر من يوجين أنوجين وهي موسيقى سيكلوجية عنيفة تطغى عليها فكرة القدر الذي يحكم البشر.

اشتُهر تشايكوفيسكي من بين الكتّاب الموسيقيين الروس بأنه غربي، أي أنه كان أول الموسيقيين الروس الذين قاموا بتأليف موسيقى مصقولة على النمط الغربي، وأول من اكتسب شهرة واسعة خارج روسيا. يميل بعض النقاد إلى الاعتقاد بأن نغمة الحزن في موسيقى تشايكوفيسكي هي تقريبًا الأثر الوحيد الدال على أصلها الروسي، في الوقت الذي يزعم فيه تشايكوفيسكي دائمًا بأنه روسي تمامًا في مشاعره، وأن أعماله تشتمل على مقتطفات من الأغنيات الروسية الشعبية. يذكر تشايكوفيسكي أن أكثر الموسيقيين الذين تأثر بهم هما الموسيقار الغربي موزارت، والموسيقار الروسي ميخائيل جلينكا. إن الكثير من أعمال تشايكوفيسكي تمثل مزيجًا بين روح هذين الموسيقيين اللذين يختلفان عن بعضهما اختلافًا كبيرًا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية