التسمانيون الأصليون ( Tasmanian Aborigines )
التسمانيون الأصليون هم سكان تسمانيا قبل مجيء الأوروبيين واستحواذهم عليها في القرن التاسع عشر الميلادي. ويبلغ عددهم الآن نحو 5,800 نسمة، يعيشون في مجموعات في منطقة هوبارت وأجزاء أخرى من تسمانيا. يتعلقون بتراثهم وثقافتهم التقليدية، وبارتباطهم بالأرض التي يعتبرونها جزءًا مهمًا من مقدمات حياتهم العاطفية والروحية.
تفاعلوا مع بيئتهم وعاشوا عيشة بسيطة تناسب تلك البيئة ؛ فملبسهم بسيط ومصنوع من جلود حيوانات الكنغرو، كما أنهم يغطون أجسامهم بالشحم والفحم والطين اتقاءً للبرد، وتزينوا بعلامات مميزة كالوشم، وأشكال مستديرة يرسمونها على أكتافهم وأذرعهم وصدورهم وبطونهم، وتميز هذه العلامات المجموعات والقبائل عن بعضها البعض. أما مساكنهم فهي أيضًا بسيطة، إما مصنوعة من لحاء الأشجار والحشائش وفروع الأشجار، أو من الحجارة والحشائش. وفي حين أن بعضهم يعمل بالزراعة، يعمل البعض الآخر بالصيد البحري حيث يستعملون الزوارق لذلك الغرض.
يتكون مجتمعهم من مجموعات عدة، حيث تتكون المجموعة الأولى من الزوج والزوجة والأطفال والأقرباء الآخرين، ويعيشون في كوخ واحد، وحول نار واحدة، بينما تتكون المجموعة الثانية من عدة عائلات، تتملك الأرض وتزرعها، ويتزعمها رجل مسن ذو معرفة ودراية بأمور الصيد والحرب. أما المجموعة الثالثة فهي القبيلة، ويتراوح عددها من 20-700 شخص. وتعيش كل قبيلة في أرضها، وتتحدث لهجة واحدة، ولها تقاليد واحدة. وتتجول بطون هذه القبائل في أراضي جيرانها سعيًا للغذاء.
أما فيما يخص معتقداتهم الدينية، فهم يعتقدون في الأرواح، وأن لها علاقة بالخلق والنار، والأنهار، والأشجار، والأموات ؛ ولهم عاداتهم الخاصة بالموتى، فهم يحرقون موتاهم، أو يدفنونهم في قبور سطحية، أو داخل الأشجار بعد وضعهم في تابوت من لحاء الأشجار.
أما تاريخهم فإنه ضارب في القدم، إذ أن الدلائل تشير إلى أنهم وجدوا في الأطراف الجنوبية الشرقية لأستراليا قبل نحو 23,000 سنة، وأنهم عاشوا في أراضيهم في تسمانيا معزولين تمامًا عما حولهم، عزلهم مضيق باس عن أستراليا وعن سكانها لفترة طويلة من الزمن، وقد بدأت معرفة أوروبا بهم في القرن السابع عشر الميلادي عن طريق بعض الرحالة والمكتشفين الهولنديين والفرنسيين، ولكن سرعان ما غزا الأوروبيون أراضيهم تلك واحتلوها، فبدأت أعدادهم في التناقص. وقد مات معظمهم عندما حاولوا تهجيرهم إلى أماكن أخرى عند نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.
اختلط بهم صائدو فرس البحر الأوروبيون، وتزوجوا منهم أملاً في مساعدتهم في صيد فرس البحر، فاختلطت حياتهم بالحياة الأوروبية، واختفت منها بعض ملامحها الأصيلة، وبالإضافة إلى ذلك فإن حكومة تسمانيا أهملتهم إهمالاً تامًا، الأمر الذي دعاهم اليوم للقيام بالمطالبة بالاعتراف بحقوقهم وبهويتهم.