النجود، قماش ( Tapestry )
☰ جدول المحتويات
أقمشة نجود فرنسية مطرزة حيكت في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، إلى اليمين. ويتكون مثل هذا التصميم من أزهار وأوراق كثيرة العدد وتظهر تفاصيل من التصميم (يسار). يُسمى هذا النوع من قماش النجود أحادي القرن عند النافورة وهو جزء من مجموعة مشهورة تعرف بصيد أحادي القرن. |
نبذة تاريخية:
تُعدّ صناعة النجود أحد أقدم أساليب فن النسيج، ولربما يكون قد بدأ منذ عصور ما قبل التاريخ، لكن أقدم قطع قماش وجدت، وكذلك الروايات التي كتبت عنه يرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد. وهي من مناطق متعددة في العالم القديم، بما في ذلك مصر وبابل والصين وبيرو.وازدهر قماش النجود في أوروبا في العصور الوسطى خاصة منذ القرن الرابع عشر الميلادي وحتى القرن السادس عشر. وكانت المشاغل المختصة تنتج مجموعات منه للقلاع والكنائس. وكان عمل معظم النساجين معتمدًا على رسم تمهيدي متكامل يقوم برسمه فنان آخر. ولأن معظمه كان يُنسج من الصوف، فإن نسيج النجود كان يُساعد في عزل الغرف حراريًا مثلما كان يزينها. وكان الملوك والنبلاء يأخذون النجود معهم عند سفرهم لإيجاد أجواء جذابة ومألوفة، وكانوا يعلقونها أحيانًا داخل خيامهم في ساحة المعركة.
أصبحت باريس أول مركز رئيسي لصنع قماش النجود في أوروبا، وسفر الغضب، واحدة من أقدم مجموعات قماش النجود الموجودة، تم إنتاجها هناك خلال السبعينيات أو الثمانينيات من القرن الرابع عشر الميلادي. وخلال القرن الخامس عشر الميلادي، أصبحت أرّاس في فرنسا، وبُرُوكْسل وتُورْني في بلجيكا مراكز مشهورة لصنع قماش النجود.
وتصور معظم أقمشة النجود في القرون الوسطى مشاهد من التاريخ، والأساطير القديمة، والكتاب المقدس أو الحياة اليومية. والعديد منها له تصميم ملفلوري كخلفية. و(ملفلور كلمة فرنسية تعني الألف زهرة). ويتكون التصميم من الأزهار والزوراق بتفصيل واقعي موزّع على الخلفية مما يجعل الصورة تبدو مسطحة مثل الحائط الذي تزينه. وتعرف مجموعة مشهورة من هذه النجود الألفية الأزهار باسم السيدة وآحادي القرن.
وفي بداية القرن السادس عشر الميلادي، صمم الرسام الإيطالي رفائيل، رسومات تمهيدية لمجموعة من النجود سميت أعمال الرُّسُل، وكانت تشبه اللوحات، وبها أشكال تظهر في مساحة ثلاثية الأبعاد. وتركت تراكيبها الواقعية أثرًا كبيرًا على تصميم قماش النجود فيما بعد.
واستمرت صناعة النجود في الازدهار في أوروبا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين. وكان مصنع جوبلن في باريس واحدًا من أشهر المراكز. وقد ضم فنانون مشهورون مثل، بيتر بول رُوبنز وفرانْسُوا بُوشر وفرانسسكو جويا ؛ رسومات تمهيدية لمصانع عديدة.
وتراجعت صناعة قماش النجود خلال القرن التاسع عشر الميلادي، عندما أصبح ورق الحائط يُستخدم في المساكن على نطاق واسع. وقد ساعدت الثورة الصناعية أيضًا في اختفاء مثل هذه الحرف. وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، أنشأ الإنجليزي وليم موريس حركة الفنون والحرف، من أجل إحياء الحرف اليدوية التي حلّت الآلة مكانها. كذلك أعاد اكتشاف وسائل النسيج اليدوي والصبغ في العصور المظلمة. وقد أثرت أفكار موريس تأثيرًا كبيرًا على فناني القرن العشرين.
وفي بداية القرن العشرين، أدخلت الفنانة الفرنسية جان لورسات استخدام تصاميم الفنانين المحدثين في أوبُسُّنْ بفرنسا، وهي مركز مهم لصناعة قماش النجود منذ القرون الوسطى. وقد حدث إحياء جديد للحرف بعد نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945م.
ومنذ الخمسينيات من القرن العشرين، قام الفنانون بتجارب على المواد والنسيج لصنع أشكال جديدة ومتعددة لقماش النجود المستخدم لتزيين الجدران.