سلفستر الثاني ( Sylvester II )
سلفستر الثاني (940 - 1003م). البابا الذي تم انتخابه في عام 999م، حيث اُعتبر أول بابا فرنسي في تاريخ الكنيسة. وقد ولد في منطقة أوفيرن في جنوبي فرنسا، وكان يحمل اسم جيربرت، واشتهر بذكاء غير عادي في حياته، حيث كان من أبرز الفلاسفة وعلماء الرياضيات في عصره.
ولقد كان لسلفستر حياة عملية مميزة قبل أن يتبوأ منصب البابا، فسافر كثيرًا في أوروبا من أجل جذب المؤيدين وزيادة المناصرين له ليكون من الباباوات ومنهم أباطرة ألمانيا. لقد تقلد سلفستر الثاني عدة مناصب دينية قبل أن يُصبح البابا، حيث كان رئيسًا للرهبان بدير بابيو بإيطاليا، ومديرًا لمدرسة الكاتدرائية الفرنسية في ريمس، ثم رئيسًا للأساقفة أيضًا في ريمس وبطريك رافين بإيطاليا.
اهتم سلفستر الثاني بتطوير المخطوطات والتعريف بالمؤلفين القدامى، وشغف سلفستر بالعلوم العربية الإِسلامية التي ازدهرت في عصره. فقد رحل إلى أسبانيا وهو في السابعة والعشرين من عمره، ودرس في المعاهد العربية في قرطبة وقطلونيا في الفترة من 967 حتى 969م. وكان أمر التحاق أبناء علية القوم في المعاهد العربية الإِسلامية أمرًا مألوفًا في تلك الفترة. وممن تلقوا العلوم في هذه المعاهد الملك ألفونسو السادس وفريدريك الثاني الذي أصبح إمبراطورًا لروما سنة 1215م. ودرس جيربرت (سلفستر فيما بعد) شيئًا من الفلك وشغف بالرياضيات، ويعود إليه الفضل في نقل الأرقام العربية إلى أوروبا. كما تنسب إليه بعض المصادر أيضًا إدخال الأسطرلاب إلى أوروبا في نفس الحقبة. ويستفاد من إحدى رسائله أنه طلب إلى صديقه لوبيتوسي البرشلوني أن يبعث إليه في قرطبة أسطرلابًا وكتابًا في علم التنجيم. وكان إدخال الأرقام العربية في ذلك الوقت من بين أهم الإنجازات والمقدمات الرئيسية في القرون الوسطى الأوروبية.