سوازيلاند ( Swaziland )
خريطة ســوازيـــلاند |
تتمتع سوازيلاند بخامات معدنية غنية وغابات كبيرة وأراضٍ زراعية ورعوية جيدة، غير أن معظم المناجم والمصانع والمزارع الكبيرة يمتلكها أوروبيون أصلهم من جنوب إفريقيا. معظم السوازي أو الإفريقيين السود الذين يعيشون في سوازيلاند هم من الفلاحين.
كانت سوازيلاند محمية بريطانية، ونالت استقلالها في 1968م وعُرفت باسم مملكة سوازيلاند، عاصمتها الإدارية إمبابان وهي أكبر مدنها، وأما قرية لوبامبا فهي العاصمة التقليدية أو الملكية.
نظام الحكم:
سوازيلاند مملكة يحكمها النجونياما وهو زعيم وراثي، ويحكم البلاد بصفته ملكًا لها، وبمعاونة مجلس وزراء وهيئة تشريعية وطنية. تقوم الندلوفوكازي، وهي الملكة الأم أو والدة الملك، بمسؤولية الطقوس الوطنية. وإذا لم تكن والدة الملك على قيد الحياة فإن إحدى زوجاته قد تقوم مقامها.السكان:
90 بالمائة من السكان في سوازيلاند هم تقريبًا من السود الإفريقيين. والسوازي شعب طيب دمث الأخلاق فخور بذاته. ويعتمد معظمهم على الزراعة وتربية المواشي. يعيش بعضهم في المدن ويعملون في المصانع والمتاجر وفي الدواوين.يتحدث معظم السوازي السسواتي وهي إحدى لغات البانتو.يعلي السوازي من قيمة أبقارهم ويحترمون الذين يملكون قطعانًا كبيرة من البقر. وفقًا لتقاليدهم فإن السوازي لا يذبحون البقر من أجل الغذاء، ولكن قد يبيعون بعضًا منها للحصول على المال، وقد يقدَّم بعضها قربانًا في الطقوس الدينية. عند زواج الرجل السوازي تدفع أسرته أبقارًا لأسرة زوجته مهًرا حتى تصبح زوجة شرعية، وقد يكون للرجل منهم أكثر من زوجة واحدة. تشمل الأسرة النموذجية الرجل وزوجاته وأطفاله غير المتزوجين وأبناءه المتزوجين وأسرهم. تعيش الأسرة في مسكن منفرد يضمهم جميعًا. ظلت مساكن الأسر لمئات السنين تتكون من أكواخ مستديرة مبنية حول حظيرة البقر.
يسكن العديد من السوازي الأثرياء اليوم في منازل مشيدة على النمط الغربي. في أماكن الأسرة التي فيها أكثر من زوجة فإن كل زوجة يكون لها جناح خاص، ولها أيضًا حديقة تزرع فيها الفاصوليا والذرة الشامية والدباء ومحاصيل أخرى. ويقوم الرجال والشباب من السوازي برعي الأبقار.
يتكون الزي التقليدي السوازي من جلود الحيوانات، والجلود المدبوغة، وقطع ملابس ملونة ناصعة. يرتدي السوازي أيضًا حلية مزينة بالخرز، ويلبس معظمهم اليوم الزيّ الغربي.
ينتمي الرجل من السوازي إلى جماعة في مثل سنه يقوم بتنظيمها النجونياما. ولكل من المجموعات المتقاربة في السن جوانب خاصة بها في الطقوس السوازية. يستطيع نصف كبار السن من السوازي تقريبًا الكتابة أو القراءة، بينما يتلقى حوالي 110 آلاف طفل تعليمًا ابتدائيًا. يتبع أكثر من نصف السوازي الديانة النصرانية، ويمارس معظم بقيتهم ديانات إفريقية تقليدية.
يعيش في سوازيلاند أيضًا حوالي ثمانية آلاف من الأوروبيين والأوروبيين الإفريقيين وهم شعب مولد. يمتلك الأوروبيون مزارع ومناجم وغابات، ويعمل معظم الأوروبيين الإفريقيين عمالاً ومزارعين وحرفيين أو تجارًا.
إمبابان العاصمة الإدارية لسوازيلاند وتقع في المرتفعات الغربية. يعيش معظم سكان سوازيلاند في المناطق الريفية. |
السطح:
ترتفع الجبال على طول الحدود الغربية لسوازيلاند إلى حوالي 1,370م فوق سطح البحر وتغطي غابات الصنوبر الواسعة جانبًا كبيرًا من الأراضي. ويبلغ متوسط درجة الحرارة 16°م وتتراوح كمية المطر ما بين 114سم و191سم سنويًا. وإلى الشرق من الجبال توجد مرتفعات متعرجة داخلية تغطيها الأعشاب. يعيش في هذه المنطقة معظم السكان في البلاد. يبلغ متوسط درجة الحرارة 19°م. وتتراوح كمية الأمطار السنوية ما بين 76سم و114سم. أما في أقصى الشرق فيستوي السطح أكثر فأكثر على هيئة سهل منخفض تغطيه الحشائش والشجيرات الخفيفة ويبلغ متوسط درجة الحرارة 22°م وتصل كمية المطر السنوي إلى 50سم فقط. وعلى طول الحدود الشرقية ترتفع جبال لمبوبو الشاهقة الضيقة.تُعد سوازيلاند من أفضل المناطق مياهًا في الجنوب الإفريقي، إذ تجري عبر البلاد في اتجاه الشرق أربعة أنهار رئيسية وهي إنجوافوما، وأمبلوزي، وكوماتي، وأوسوتو الكبير. وتوفر هذه الأنهار المياه المطلوبة لري المحاصيل وتشغيل محطات توليد القدرة الكهرومائية.
الاقتصاد:
أتاحت الثروات الزراعية والمعدنية الغنية لسوازيلاند تطوير اقتصاد متنوع. كما اكتسبت صناعة السياحة اهتمامًا متزايدًا. ومعظم السائحين من جنوب إفريقيا وتجتذبهم معالم البلاد السياحية مثل الملاهي. ويمتلك الأوروبيون نصف الأراضي في سوازيلاند تقريبًا حيث يزرعون القطن، والعنب، والأرز، وقصب السكر والتبغ،كما يربون الأبقار للحومها ولجلودها. ويقوم أيضًا معظم السوازي برعي الأبقار، وتأمين الأغذية لأسرهم ولكن منذ ستينيات القرن العشرين بدأت أعداد متزايدة من السوازي بزراعة محاصيل نقدية.منذ أربعينيات القرن العشرين قامت شركات أوروبية بزراعة الأراضي الجبلية في سوازيلاند بالصنوبر والأوكالبتوس (وهو شجر يستعمل ورقه وزهره للأغراض الطبية) وتتمتع المنطقة اليوم بأكبر الغابات المشجرة صناعيًا في إفريقيا.
يمتلك الأوروبيون مصانع لصناعة الورق من الخشب ومنتجات الغابات الأخرى.
توجد في سوازيلاند ثروات معدنية غنية في الجبال، حيث يأتي نصف دخل البلاد من صناعة التعدين، التي يمتلكها الأوروبيون. ويُعتبر الإسبستوس وخام الحديد من الصادرات الرئيسية. وهناك خامات من الفحم الحجري، والذهب، والقصدير والباريت وهو خام يستخدم في صنع الباريوم، والكاولين، وهو طين يستخدم في صناعة الخزف. يعمل حوالي 6 آلاف من السوازي في مناجم الذهب في جنوب إفريقيا.
منذ أواخر ستينيات القرن العشرين نما في سوازيلاند عدد من الصناعات الصغيرة التي تنتج الأسمدة والإسمنت والمنتجات الغذائية وغيرها من السلع.
تتمتع سوازيلاند بحوالي 1,600كم من الطرق المعبدة بالقار أو الحصباء، وتمتد ممرات المشاة المتعرجة بين معظم مساكن الأسر. يربط خط سكك حديدية بين إمبابان ومابوتو عاصمة موزمبيق، ويصل خط سكك حديدية بين سوازيلاند وجنوب إفريقيا. تربط خدمات الطيران إمبابان بجنوب إفر يقيا، وموزمبيق، وزمبابوي وتنزانيا.
نبذة تاريخية:
وفقًا لأساطير السوازي فإن أسلافهم قد عاشوا في وقت ما، بالقرب من مابوتو الحالية. وفي نهاية القرن الثامن عشر، قاد نجواني الثاني زعيم السوازي فرقة من الناس عبر الجبال إلى جنوب شرقي سوازيلاند الحالية، وهناك وجد السوازي شعوبًا إفريقية أخرى. قام نجواني الثاني ومن حكم بعده بتوحيد العديد من هذه الشعوب مع السوازيين.جاء التجار البريطانيون والبوير، وهم مزارعون هولنديون من جنوبي إفر يقيا، لأول مرة، إلى سوازيلاند في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر. وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر اكتشف المستوطنون الذهب وهرع مئات المنقبين إلى المنطقة، وطلبوا من زعيم السوازي ومستشاريه توقيع وثائق لمنحهم حقوق البحث عن المعادن واستخدام الأراضي للزراعة والرعي. لم يكن السوازي يعرفون القراءة والكتابة، ولم يدركوا أنهم كانوا يتخلون عن السيطرة على الأرض.
في 1894م اتفق البريطانيون والبوير على أن تحكم جمهورية بوير جنوب إفريقيا، سوازيلاند، وفي 1902م خسر البوير إحدى المعارك ضد البريطانيين، واستولت بريطانيا على سوازيلاند. في 1967م تولت سوازيلاند مقاليد السلطة في المسائل الداخلية ونالت الاستقلال الكامل في 6 سبتمبر 1968م. أصبحت سوازيلاند عضوًا بالأمم المتحدة في 24 سبتمبر 1968م.
في 1968م أقرَّت بريطانيا دستورًا لسوازيلاند، تم بموجبه إقامة ملكية دستورية في البلاد برئاسة الملك سبهوزا الثاني. عارض هذه الخطوة كثير من السوازي الذين شعروا بأن في ذلك تغاضيًا عن تقاليدهم ومصالحهم. في 1973م أبطل الملك سبهوزا الدستور، وعطل عمل الهيئة التشريعية في البلاد وبدأ يحكم البلاد بمعاونة مجلس وزراء. عين الملك سبهوزا لجنة لكتابة دستور جديد يكون أكثر مراعاة لتقاليد السوازي. في 1979م تم تكوين هيئة تشريعية جديدة. توفي الملك سبهوزا في 1982م. في 1983م أعلن أحد أبنائه وهو الأمير مخوستيف البالغ من العمر 15 عامًا وريثًا للعرش، ونصّب في 1986م ملكًا واتخذ اسم الملك مسواتي الثالث.
وفي عام 1993م أقيمت أول انتخابات عامة بالبلاد منذ عام 1972م، واختار الشعب نواب المجلس الوطني. عين الملك مسواتي الأمير جيمسون بيكمبي دلاميني رئيسًا للوزراء.