سوهارتو ( Suharto )
الرئيس الإندونيسي سوهارتو |
ولد سوهارتو في يوجياكارتا بجاوة وفي عام 1939م، أصبح جُنديًا مُحترفًا بعد التحاقه بجيش جزر الهند الهولندية، وتدرج حتى وصل إلى رتبة رقيب، وخلال فترة الاحتلال الياباني لإندونيسيا من 1942 إلى 1945م انضم سوهارتو إلى جيش الدفاع الوطني. وتزوج من سيتي هارتينه. التحق سوهارتو بالقوات المسلحة الإندونيسية عند إعلان استقلال إندونيسيا في عام 1945م. وقاد وحدة من القوات المسلحة الإندونيسية في الهجوم على الهولنديين في يوجياكارتا في مارس 1949م، واحتلوا الجزيرة لمدة ست ساعات قبل أن ينسحبوا منها، وأظهر هذا الهجوم للأمم المتحدة قدرة الإندونيسيين على العمل العسكري الفعال.
رقِّي سوهارتو بعد جلاء القوات الهولندية عام 1949م عن إندونيسيا إلى رُتبة لواء ثم أصبح قائدًا لقيادة جيش الاحتياطي الاستراتيجي.
في 30 من سبتمبر عام 1965م، قامت مجموعة من الضباط الموالين للشيوعيين بمحاولة انقلاب فاشلة للإطاحة بالحكومة، ولقد بدأت المحاولة عندما قام عدد من ضباط الجيش باغتيال ستة من كبار جنرالات الجيش، وردًا على ذلك شجع الجيش على التوتر السياسي الذي تطور فيما بعد إلى عُنف شامل موجه ضد الشيوعيين، وأنصارهم، وتركز بصفة خاصة في جاوه، وبالي، وراح ضحية تلك الاضطرابات حوالي نصف مليون قتيل، واستُدعي سوهارتو بوصفه رئيس القيادة العليا للجيش الاحتياطي الاستراتيجي لسحق التمرد الشيوعي وإعادة الأمن والنظام في جاكرتا، تولى بعد ذلك منصب القائد المؤقت للجيش الإندونيسي، في 11 من مارس عام 1966م، وتحت ضغط من الجيش أعطى الرئيس الإندونيسي سوكارنو تفويضًا رسميًا إلى سوهارتو لاستعادة الأمن العام، لمساعدة الحكومة على القيام بدورها، وكان من أوائل الإجراءات التي اتخذها سوهارتو حظر نشاط الحزب الشيوعي الإندونيسي، والمنظمات التابعة له، وتم اعتقال كثير من الشيوعيين والمشتبه فيهم، وأودعوا السجون لسنوات طويلة، وفي معظم تلك الحالات كان السجن يتم بدون محاكمة.
في عام 1966م قام سوهارتو أيضًا بالتفاوض لإنهاء الصراع مع ماليزيا حسب رغبة الرئيس سوكارنو، وتخلت إندونيسيا عن علاقاتها الوثيقة بالصين، والاتحاد السوفييتي (السابق)، واتجهت نحو الدول الغربية أملاً في المساعدات الخارجية. وفي عام 1968م تم انتخاب سوهارتو رئيسًا لإندونيسيا لمدة خمس سنوات، ثم أعِيد انتخابه رئيسًا لفترات أخرى كل منها خمس سنوات في أعوام 1973م، 1978م، 1983م، 1988م، 1993م، وهكذا استمر سوهارتو مُثبتًا أقدامه في السلطة خلال السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين الميلادي حيث أعيد انتخابه لمرة سادسة في مارس 1998م. وحققت إندونيسيا بفضل المساعدات الخارجية والاستثمار الوافد تطورًا اقتصاديًا كبيرًا في عهده. عصفت الأزمة الاقتصادية الطارئة بسوهارتو وأجبرته على تقديم استقالته في مايو 1998م. خلفه، نائبه، بشار الدين يوسف حبيبي على رأس حكومة انتقالية إلى حين إجراء انتخابات عامة جديدة. وفي عام 2000م، وجهت لسوهارتو تهماً بالفساد، وقد أدى مرضه إلى تأجيل محاكمته عدة مرات.