الرئيسيةبحث

الغزل ( Spinning )



الغَزْل عملية صناعة الخيوط ببرم الألياف الحيوانية أو النباتية. ويعتبر أحد أقدم الفنون. كان المغزل أداة الغَزْل لآلاف السنين، وكان يتكون من عصا ملساء، يتراوح طولها بين 23 و 38سم، وبها بروز في أحد طرفيها لمسك الخيط وحجر أو وعاء فخاري مشوي يسمى الدوارة يساعد على إدارة المغزل. كان الغزال يدير المغزل بعد وضعه فوق فخذه. واستخدم قدماء المصريين مثل هذا المغزل لعمل الخيط اللازم للقماش الفاخر.

وكان الغزالون القدامى في الهند وجنوب أمريكا يستخدمون المغزل عادة في وعاء أو فوق الأرض. وينسجون القطن من الدوارات الممشطة. وكانت ألياف الصدف أو الكتان تلف حول عصا تسمى فلكة المغزل.

الدولاب السكسوني تم إنشاؤه في ألمانيا في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر الميلاديين.

دواليب الغزل الأولى:

كانت تضم الدولاب الكبير والدولاب السكسوني. تطور الدولاب الكبير في الهند حوالي عام 500ق.م، وكان أول آلة غَزْل بها مغزل آلي له شريط دافع متصل بدولاب يدير المغزل. استخدم الدولاب الكبير في أوروبا في العصور الوسطى. وكانت فلكة المغزل في الدولاب السكسوني، الذي طور في ألمانيا في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر الميلادي، تدار بالقدم، وتسحب المادة من الفلكة باليد. وكانت نعومة الخيط المنتج بدواليب الغزل هذه تعتمد على السرعة التي يتم بها سحب الخيط المبروم. واستخدمت ربات البيوت الدولاب الكبير والدولاب السكسوني لقرون طويلة.

مغزل جيني:

اخترعه مخترع بريطاني اسمه جيمس هارجريفز في حوالي عام 1764م. كانت هذه الآلة تغزل أكثر من خيط في آن واحد، ولكنها أنتجت خيطًا ملبدًا خشنًا. ★ تَصَفح: مغزل جيني.

الإطار المائي:

كان آلة لغزل القطن صممها وسجل براءة اختراعها النساج البريطاني ريتشارد أركرايت في عام 1769م. سهلت هذه الآلة غزل خيط القطن في لفاف السداة، إلى أطوال الخيط في قطعة من القماش. كان إطار أركرايت يسحب القطن من آلة التمشيط في خيوط ناعمة ملفوفة بإحكام مناسبة للقماش.

المول:

مغزل آلي أدخله صمويل كرمبتون في عام 1779م، وكان يجمع بين مبادئ الغزل بطريقة الدواليب والإطار المائي. وكان يستعمل على نطاق واسع لإنتاج الموصلي، ولهذا سمي دولاب الموصلي. وبعض المولات لها حوالي 1,300 مغزل. وينتج المول الغزل الناعم الدقيق.

وقد ساعدت آلات الغزل الجديدة على إحداث تغير في التاريخ يعرف باسم الثورة الصناعية عندما بدأت الآلات تحل محل الأيدي العاملة.

وأوجد الإنتاج المتزايد لصناعات الغزل طلبًا متزايدًا على القطن. وأدت هذه الحاجة إلى تطوير محلج قطن أسرع وأكثر إنتاجًا على يد المخترع الأمريكي إلي ويتني. وطور النساجون أنوالاً أحسن وأقوى تدار آليًا لاستيعاب الغزل الفائض. ثم تلت ذلك آلات لشغل الصوف وصناعة الدانتيل والتطريز وقص النماذج وأخيرًا لحياكة القماش إلى ملابس جاهزة بأعداد كبيرة.

وغزل القطن في مصنع عصري نموذج لكل أنواع الغزل، إذ يرسل القطن الخام بعد تنظيفه وترتيبه في أطراف متراكمة بأحجام منسقة، إلى آلات التمشيط. وبهذه الآلات أسطوانات دوارة عملاقة مغطاة بأسنان من السلك. وهنا يتم تمشيط الألياف المتداخلة وتنظيمها في صفوف مستقيمة متساوية. ثم تلف الألياف بعضها فوق بعض لتكوِّن شلات تبدو وكأنها حبال مفككة من غزل القطن الناعم. وتمر الشلة بعمليات السحب والمزج واللف، وبهذا تصبح أنعم وأكثر قوة وتناسقًا. وتنجز آلات الغزل هذه العمليات وتعطي الخيط التماسك والقوة المطلوبة.

اخترعت آلات جديدة لغزل الألياف الطبيعية القديمة، مثل الكتان والقنب، كما أن آلات جديدة تصنع لأنواع أخرى من الألياف، مثل الكابوك. وربما يتم تطوير آلات في المستقبل تصنع القماش مباشرة بدون غزله أولاً إلى خيط. ولكن حتى يأتي ذلك الوقت فإن المخترعين سوف يواصلون جهودهم لتحسين آلات الغزل.

★ تَصَفح أيضًا: هارجريفز، جيمس ؛ القطن ؛ كرمبتون، صمويل ؛ الخيط ؛ الثورة الصناعية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية