سبنجلر، أوزوالد ( Spengler, Oswald )
سبنجلر، أوزوالد (1880-1936م). فيلسوف ومؤرخ ألماني اشتهر بكتابه انحدار الغرب (1918، 1922م) الذي يعد إضافة هامة لفلسفة التاريخ.
أقام سبنجلر فلسفته على عدد من الأسس، أبرزها تلك القائلة بأن المجتمعات، وثقافاتها تمر بمراحل ولادة ونمو واكتمال يعقبها انحدار واضمحلال. وقد أتاحت له تلك الأطروحة، كما أتاحت من قبله للفيلسوف والمؤرخ العربي عبدالرحمن بن خلدون، أن يتوصل إلى أن المؤرخ لا يقرأ الماضي فحسب وإنما يقرأ المستقبل أيضًا. ★ تَصَفح: ابن خلدون. وعلى هذا الأساس توصل سبنجلر إلى أن الثقافة الغربية قد تجاوزت مرحلة الإبداع، ودخلت مرحلة التأمل، أو "الحضارة" كما يسميها، التي تؤذن بالانحدار والاضمحلال.
كما أن من الأسس التي قامت عليها فلسفة سبنجلر أن لكل ثقافة روحها الخاصة بها، التي لا تنتقل إلى غيرها، ولا تنتقل إليها من غيرها. وقد خالف بنظريته هذه نظرية المؤرخ الإنجليزي المعروف أرنولد توينبي القائلة بأن الثقافات يتوالد بعضها من بعض. ★ تَصَفح: توينبي. وليدلل على نظريته تلك قام سبنجلر بتحليل أوجه مختلفة من الحضارة الغربية لإبراز تداخلها، فالعمارة متصلة بالموسيقى، والأدب متصل بالأزياء، على نحو لا يتكرر في مكان آخر.
استقبل كتاب سبنجلر انحدار الغرب بترحيب شعبي أكثر مما لقيه على مستوى المختصين في التاريخ. فقد رفض المختصون منهجه غير التقليدي وما رأوا أنـّه أخطاء تاريخية لا تغتفر. كما أن أطروحة الكتاب المتشائمة حول الحضارة الغربية أزعجت كثيرًا من المفكرين فيما بعد، وهو الآن، شأن سبنجلر نفسه، لا يكاد يذكر. وقد انعكس ذلك مبكرًا في رفض الحزب النازي الألماني له، مما أدى به للعيش بعيدًا حتى وفاته. غير أن سبنجلر حظي باهتمام عدد كبير من المثقفين غير الغربيين، منهم المثقفون والمؤرخون العرب، وترجم كتابه انحدار الغرب إلى اللغة العربية.
ولد سبنجلر في بلانكنبرج بألمانيا، وعمل مدرسًا بعد حصوله على الدكتوراه عام 1904م. وفي عام 1911م انتقل إلى ميونخ حيث بدأ العمل على كتابه انحدار الغرب. وقد ألف غير هذا الكتاب عددًا من المؤلفات من أبرزها الإنسان والتقنيات (1931م).
توفي سبنجلر في ميونخ.