الرياح الشمسية ( Solar wind )
الرياح الشمسية انسياب مستمر للغازات من الشمس وتنشأ أساسًا من تمدد الغازات في إكليل الشمس (هالة الشمس) ـ أيّ الغلاف الجوي الخارجي للشمس. وتتسبب حرارة الإكليل التي تصل إلى متوسط قدره 2,200,000°م في تسخين الغازات وتمدّدها. وتصطدم ذرات الغاز أثناء تسخينها. وتفقد الذرات أثناء الاصطدام شحناتها الكهربائية السالبة، وتُصبِح جُسَيمَات مشحونة بالكهرباء. وتُشكِّل هذه الجسيمات المسماة بالأيونات، الجزء الأكبر من الرياح الشمسية.
وسرعة الرياح الشمسية 500كم في الثانية تقريبًا، وكثافتها خمسة أيونات لكل سنتيمتر مكعب. وهي المسؤولة عن مجموعة من الظواهر في النظام الشمسي. وعلى سبيل المثال، فإن المجال المغنطيسي (الغلاف المغنطيسي) وهو منطقة قُوَى مغنطيسية قوية تحيط بالأرض، قد حدث له نوع من الضغط، ويتخذ شكل قطرة الدمعة بسبب هبوب الرياح الشمسية إلى ما وراء الكرة الأرضية. ويمنع المجال المغنطيسي جُسيْمات الرياح الشمسية من الوصول إلى سطح الأرض. وعند هبوب الرياح الشمسية تجاه أيّ من المذنبات، يُنتِج ذيلاً من الأيونات، وهو نوع من أنواع الذيول العديدة للمذنبات. وتكون الذيول الأيونية طويلة ومستقيمة وتحتوي على مواد متأينة جرفتها الرياح الشمسية خارج المذنب.
وفي عام 1959م، أثبتت سفينة الفضاء السوفييتية لونا-2، وجود الرياح الشمسية، وقامت بإجراء قياس لخواصها لأول مرة. وقام رواد الفضاء الأمريكيون في رحلات أبولو 11 وأبولو 12 بوضع حواجز معدنية ضخمة تُسَمَّى الرقائق المعدنية على سطح القمر لتجميع جُسَيْمَات الرياح الشمسية. وبما إنه ليس للقمر مجال مغنطيسي فإن الجسيمات تصل إلى سطحه. وقد أعاد رواد الفضاء هذه الحواجز المعدنية إلى الأرض لتحليلها. وقامت البعثة الفضائية المسؤولة عن اكتشاف وتتبع جسيمات المجال المغنطيسي النشط في عام 1984م بإنتاج مُذَنَّب صناعي كجزء من العديد من التجارب التي أُعِدَّت لدراسة الرياح الشمسية والمجال المغنطيسي. وقد تمت الرحلة تحت إشراف بريطانيا والولايات المتّحدة وألمانيا.
أثبتت دراسة النجوم ـ عدا الشمس ـ أن الغازات تنساب منها أيضًا. ونتيجة لذلك، يعتقد الفلكيون أن العديد من النجوم تَهُبُّ منها الرياح المسماة بالرياح النَجمِية، والتي تُماثِل الرياح الشمسية.
★ تَصَفح أيضًا: الأرض ؛ العاصفة المغنطيسية.