الرئيسيةبحث

الطبقة الاجتماعية ( Social class )



الطبقة الاجتماعية مجموعة من الناس في مجتمع ما لها نفس المكانة الاجتماعية. وتوجد الطبقات الاجتماعية لأن الناس عادة يُصنّفون بعضهم بعضًا في مجموعات محددة تقريبًا تعتمد على عوامل، كالثروة والسلطة والمقام والنسب والدين والوظيفة.

ودومًا يصنف الناس هذه المجموعات في أذهانهم، معتقدين أن بعضهم أحسن من بعض. ويسمي علماء الاجتماع هذه المجموعات الطبقات الاجتماعية، ويصفون عملية التصنيف الاجتماعي بالتدرج الاجتماعي.

ويبدو أن كل المجتمعات لديها نوع من نظام التدرج الاجتماعي ؛ أي لا يخلو أيّ مجتمع من الطبقات. وفي البلاد الغربية الديمُقراطية، يكون نظام الطبقات بشكل غير رسمي. ويختلف علماء الاجتماع حول كيفية تصنيف المجموعات الموجودة إلى طبقات، ويُقَسِّم بعض علماء الاجتماع الناس بشكل اعتباطي إلى ثلاث طبقات ـ عليا ومتوسطة ودنيا. ويضيف بعض علماء الاجتماع الآخرون طبقة رابعة وهي الطبقة العاملة، بين المجموعة المتوسطة والدنيا، بينما يستخدم الآخرون تعبير الطبقة العاملة بدلاً عن الطبقة الدنيا.

وفي معظم البلاد الغربية الديمقراطية، يستطيع الناس أن ينتقلوا من مجموعة إلى أخرى، وهناك سمات قليلة واضحة المعالم توضح إلى أي مجموعة ينتمي الشخص. ولكن في بعض المجتمعات يولد الناس في طبقة اجتماعية معينة، ويكون التغيير إلى طبقة أخرى صعبًا إن لم يكن مستحيلاً. وتسمى تلك الطبقة ذات الحواجز الصارمة الطبقة المنغلقة. وينتمي الشخص إلى الطبقة المنغلقة لوالديه. وتقيد القوانين والتقاليد بشكل صارم الاتصال الاجتماعي الذي يمكن حدوثه مع أفراد الطبقات الأخرى. والهند لديها نظام راسخ للطبقات أكثر من أي بلد آخر. ★ تَصَفح: الطبقة المنغلقة.

وقد أنجزت الشيوعية هدفها في بعض المجتمعات الأورروبية التي تشبعت بأفكارها وعملت بها، بتحقيق مجتمع خال من الطبقات وبلا تمييز يُبْنَى على المرتبة أو النسب. إلا أن ذلك لم يمنع من أن توجد في البلاد الشيوعية تمامًا، كما في البلاد غير الشيوعية بعض المجموعات من الناس مثل موظفي الحكومة، تمتلك سلطات وثروة ومقامًا أكثر من بقية الناس. ★ تَصَفح: الشيوعية.

كيف يصنف الناس:

لقد تم استخدام أساليب متنوعة لمقارنة وتصنيف الأفراد والمجموعات.

وقد يَسْتَخدم علماء الاجتماع مقاييس موضوعية لمعرفة دخل الفرد النقدي أو قد يقوم أعضاء المجموعة بتصنيف بعضهم البعض، أو بوضع أنفسهم على السلم الطبقي. وقد أظهرت الدراسات الميدانية أن الطريقة التي يُصَنِّف بها الناس أنفسهم، تعتمد على نوعية المجموعات المستخدمة في الدراسة. فإذا طُلِب منهم تصنيف أنفسهم إما في الطبقة العليا، أو الوسطى، أو الدنيا فإن معظمهم يضعون أنفسهم في الطبقة الوسطى. ولكن عند إضافة مجموعة الطبقة العاملة، فإن الغالبية منهم يُصَنِّفون أنفسهم تحت تلك الطبقة. وفي الغالب، فإن جميع الناس يَكْرَهون أن يُذكَرُوا بأنهم ينتمون إلى الطبقة الدنيا.

وتُعد الوظيفة من أحسن المؤشرات عن الطبقة التي ينتمي إليها الفرد، وذلك لأن الناس يميلون إلى الاتفاق حول الهَيْبة النسبية التي يضعونها للوظائف المشابهة. فهؤلاء الذين في الدرجة العليا من سلم الهيبة أو قريبًا منها، يكونون عادة من ذوي المرتبات العليا، والتعليم الأحسن، والنفوذ الأكبر، وعمومًا فإن الفئات التي تشغل وظائف قيادية وذات مسؤوليات مثل، رؤساء الوحدات الحكومية والصناعية، هؤلاء يصنفون على قمة المجموعات. كما أن الفئات التي تحتاج وظائفها إلى تدريب طويل وذكاء عال، مثل الأطباء والعلماء المهنيين الجامعيين المدربين، يأتون في المرتبة الثانية. أما الفئات التي تكون وظائفها ذات دخل منخفض، وتحتاج إلى تدريب أو تعليم منهجي بسيط ـ مثال العمال غير المهرة ـ فإنهم يصنفون في القاع.

والناس في كل من البلاد الرأسمالية والشيوعية وكذلك في كل من البلاد المتقدمة والبلاد النامية يُصَنِّفون هذه الوظائف بالطريقة نفسها تقريبًا.

الفروق الطبقية:

يؤثر الوضع الاجتماعي للفرد على سلوكه، وقيمه، وأسلوب حياته. فأفراد الطبقة العليا مثلاً يكونون مُدْرِكين لمكانتهم المتميزة، فيحاولون المحافظة عليها بتشجيع الزواج داخل طبقاتهم، وهم عادة يدعمون الأحزاب السياسية والمرشحين المحافظين في الانتخابات، لأنهم يرغبون في الإبقاء على نظام التفاوت الاجتماعي القائم. ومن ناحية اجتماعية تتميز الطبقة العليا بأسلوب حياة رغد ورفيع.

وينعم معظم أفراد الطبقة الوسطى بتعليم ومستوى معيشي أفضل من المعدل المتوسط. وتكون قيم الطبقة المتوسطة عادة هي القيم السائدة في المجتمع. وفي العديد من البلاد تقوم الطبقة الوسطى بتأكيد أهمية الاقتصاد وتحسين الوضع الذاتي والنجاح الاقتصادي والتقدم الوظيفي. ويعتقد أفراد هذه المجموعة بأهمية تَمَلُّك العَقَار والالتزام بمعايير المجتمع التي تتعلق بالأخلاقيات والسمعة وعادة ما يُرسلون أبناءهم للجامعات ويكونون بارزين في مجالات شؤون الدولة والوطن.

وعادة ما تكون مؤهلات الطبقة الدنيا في التعليم المنهجي والتدريب، أقل من مؤهلات أفراد الطبقتين الوسطى والعليا، والوظائف التي يشغلونها لا تتطلب مهارة أو شبه مهارة. ولأن العديد من أفراد الطبقة الدنيا يعيشون في حالة فقر أو قريبًا منها فإنهم يهتمون باحتياجاتهم المباشرة أكثر من اهتمامهم بالأهداف بعيدة المدى.

لماذا توجد طبقات اجتماعية:

يعتقد معظم علماء الاجتماع المعنيين بدراسة التدرج الطبقي ضرورة لوجود نظام للمكافآت في المجتمع تشجيعًا لبعض الأفراد لتولِّي الوظائف الرئيسية. ويحتاج العاملون في هذه الوظائف عادة إلى تعليم وتدريب أكثر، وكثيرًا ما يعملون تحت توتر كبير. ولكي يسعى الأفراد لهذه الوظائف الحاسمة ويعملوا فيها بكفاءة، فعلى المجتمع أن يتحقق من مكافأتهم بشكل مُرض. ولذلك يحاول علماء الاجتماع أن يبرهنوا على أن نظام التدرج الطبقي، وتفاوت المكافآت، ضرورة لتقسيم العمل، بحيث يتحمل بعض الأفراد مسؤوليات أكبر من الباقين.

على أن علماء الاجتماع المتأثرين بتعاليم كارل ماركس يرفضون هذا التعليل. وتعتقد هذه المجموعة التأكيد بأن تفاوت المكافآت إنما هو نتيجة لاختلافات في مراكز السلطة. فعلى سبيل المثال، نجد أن الأفراد الذين يسيطرون على الموارد ذات القيمة في نظر الناس، أو الذين يسيطرون على جهاز الشرطة أو أي قوة مثيلة، يتقاضون أكبر الدخول ويتبوأون أهم المراكز الاجتماعية. وترى هذه المجموعة أن عملية التدرج الطبقي ظاهرة موجودة في كل المؤسسات الاجتماعية التي لديها تسلسل إداري في إصدار الأوامر. ورغم محاولة علماء الاجتماع تقسيم المجتمع إلى طبقات إلا أن هذه النظرية قد تصلح للمجتمعات الغربية، التي تحكمها القوانين الوضعية التي تأثرت بالنظريات المختلفة مثل الشيوعية وغيرها. وعلى العكس تمامًا نجد أن تحديد مفهوم الطبقات في المجتمع الإسلامي يأخذ أشكالاً أخرى لأن الإسلام حدد مكانة الفرد بقيمة عمله وخدمة مجتمعه وأمته، وتحقيقه لما نص عليه الشرع من حقوق وواجبات. فالكل يعمل داخل منظومة المجتمع من أجل تحقيق البناء. والكل يسارع من أجل المشاركة.

★ تَصَفح أيضًا: الطبقة الوسطى ؛ الحتمية الاقتصادية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية