الرئيسيةبحث

التغير الاجتماعي ( Social change )


التغيُّر الاجتماعي تحول رئيسي في البنية الاجتماعية. على أن التغيّرات قصيرة الأجل مثل التغيّر في معدل العمالة لا ينتج عنها تغيّر اجتماعي. وانتخاب حكومة جديدة لا يعد تغيّرًا اجتماعيًا. ولكن استبدال حكومة مُنْتَخَبَة بأخرى دكتاتُورية تُحْدِث تغيّرًا اجتماعيًا. ويَعْتَرِف معظم علماء الاجتماع بأربعة أنواع أساسية للتغيّر الاجتماعي.

أحد أنواع التغيّر الاجتماعي يتضمن تغيّرًا في عدد الوظائف والأدوار الاجتماعية ونوعيتها. وعندما يقال إن مجتمعًا صناعيًا ما، أكثر تعقيدًا من مجتمع ريفي ؛ فالمقصود هو أن المجتمع الصناعي يحوي وظائف متخصصة وجديدة، كبرمجة الحاسوب. ومواكبة أبحاث السرطان، وقيادة المَرْكَبَات الفضائية.

والنوع الثاني من التغيّر يحدث في الالتزامات أو المهام التي تتعلق بالوظائف. ومثال ذلك، أن الآباء لم يعودوا مسؤولين عن تعليم أبنائهم بأنفسهم، إنما يتركون هذه المهمة للمدرسين والمدارس.

يؤدِّي هذان النوعان من التغيّر إلى نوع ثالث وهو الطرق الحديثة لتنظيم النشاطات الاجتماعية. فتأسيس رياض الأطفال في الدول الغربية، قد حدث جزئيًا، لأن أطفال الأمهات العاملات كانوا في حاجة للرعاية. وقد حدثت ألوان التغيّر التربوي الأخرى استجابة للتطلُّعات التعليمية المتصاعدة والاحتياجات الوظيفية. ومثال ذلك، فقد تم إنشاء الكليات لغرض التعليم العالي وليس لغرض التعليم الجامعي.

ونوع رابع من التغيّر الاجتماعي، يتضمن إعادة توزيع الإمكانات والعائد منها ؛ كالسلطة والتعليم والدخل. وفي عام 1950م مثلاً، نجد أن نصف سكان الولايات المتحدة الذين يقل دخلهم عن المستوى القياسي كانوا من غير البيض. أما اليوم فإن ثلث فقراء المواطنين هم من غير البيض.

في بعض الأحيان يحدث التغيّر في المجتمع تدريجيًا. وفي أحيان أخرى تتغيّر المجتمعات بشكل مفاجئ، كما يحدث في زمن الثورات. وقد يحدث التغيّر نتيجة للتخطيط، أو قد يحدث دون تعمد. وكل مجتمع يتغيَّر، ولكن المجتمعات لا تتغيَّر بالمعدَّل نفسه، أو في الاتجاه نفسه. وغالبًا ما يصاحب التغيّر الثوري موجة من العنف.

تفيد معظم حركات التغيّر بعض الناس أكثر من البعض الآخر، وقد تُعَاقِب بعض الناس. ولهذا السبب، فإن حدوث قليل من المقاومة ضد التغيّر شيء يتعذر اجتنابه. والعديد من أشكال التغيّر الاجتماعي تحمل بعض النتائج المفيدة كما تحمل نتائج أخرى غير مرغوب فيها.

وإذا نتج عن التغيّر تَحسُّن في الأحوال، فإن طموحات الناس تزيد، فيصبحون غير راضين بمكتسباتهم ويطالبون بالمزيد. وفي بعض الأحيان يطالبون بإجراء تغيّر في القانون. ولكن عندما يعتقد الناس أن من المُتعذِّر تصحيح مظالِمَهِم في ظل النظام، فإنهم ينادون بإجراء تغيّر متطرف ـ وينادون بالثورة.

ولقرون من الزمان، بحث الناس عن تعليلات بسيطة للتغيّر، وكان ذلك دائمًا بالتأكيد على عوامل منفردة. وقد تصور كارل ماركس، المفكِّر الاجتماعي الألماني، أن الاقتصاد هو المصدر الرئيسي للتغيّر الاجتماعي. واليوم يرى العلماء أن تلك التعليلات لا تفي لتفسير الأحداث المعقدة للتغيّر الاجتماعي. ويعتقد العديد من علماء الاجتماع أن المجتمعات أنظمة، ويدَّعون أن أي تغيّر في جزء من المجتمع يقود إلى تغيّر في أجزاء أخرى دون تفضيل على سبيل المثال، فإن السيارة ـ وهي نتاج لتغيّر تقني ـ خلقت أنواعًا من التغيّر بشأن مكان إقامة الناس وعملهم، وفي مجال نشاطاتهم في أوقات الفراغ.

★ تَصَفح أيضًا: التخلف الثقافي ؛ الثقافة ؛ الدور الاجتماعي ؛ الاجتماع، علم.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية