الرئيسيةبحث

النوم ( Sleep )



النَّوْم فترة من الراحة يفقد النائم خلالها إدراكه بما يحيط به. ويختلف النوم عن الغيبوبة، في إمكانية إنهائه بسهولة. وعلى سبيل المثال، يمكن إيقاظ شخص نائم أو حيوان نائم، بفعل ضوضاء عالية، أو ومضة ضوء ساطعة، ولا يتحقق ذلك مع الشخص المصاب بغيبوبة. ولابد أن يحصل كل البشر، وأنواع كثيرة من الحيوانات، على قدر معين من النوم يومياً على فترات منتظمة.

ماذا يحدث أثناء النوم

عندما ينام الإنسان، تتضاءل جميع أنشطته، وترتخي عضلاته. وتتباطأ ضربات القلب، وينخفض معدل التنفس. ويصبح الشخص ـ كلما تعمق في نومه ـ أقل إدراكًا، لكل ما يجري حوله.

والشخص النائم، يغير موضع جسمه بالكامل، حوالي اثنتي عشرة مرة على الأقل، خلال فترة نوم تستغرق ثماني ساعات. ويتحرك الرأس أو الأذرع أو السيقان، بعدد أكبر من المرات.

ويقوم العلماء بدراسة النوم باستخدام جهاز يسمى مخطاط كهربائية الدماغ. ★ تَصَفح: مخطاط كهربائية الدماغ. ويطلق الدماغ موجات كهربائية سواء أكان الشخص مستيقظاً أم نائماً. ويقوم جهاز مخطاط كهربائية الدماغ، بقياس وتسجيل هذه الموجات. ويطلق دماغ الشخص المستيقظ المسترخي، حوالي عشر موجات قصيرة في الثانية.

ومع انغماس الشخص في نوم عميق، يطلق الدماغ موجات أبطأ، إلا أنها أوسع. وتنطلق موجات بصورة أبطأ وأوسع، أثناء الساعتين أو الساعات الثلاث الأول من فترة النوم. وفي أثناء النوم ذي الموجة البطيئة، يتباطأ النشاط العقلي إلا أنه لايتوقف. والأشخاص الذين يتم إيقاظهم من النوم ذي الموجة البطيئة، عادة ما يتذكرون أفكاراً غير واضحة، راودتهم أثناء نومهم.

وتحدث الموجات السريعة القصيرة، الشبيهة بتلك التي تحدث للشخص في أثناء يقظته، على فترات أثناء النوم. وفي أثناء هذه الفترات التي تتسم بنشاط موجي سريع للدماغ، تتحرك أعين النائم بسرعة كما لو أنه يقوم بمراقبة أحداث حلم أمامه. والنائم الذي يتم إيقاظه أثناء هذه الفترة، قد يعيد الحلم إلى الذاكرة، ويتذكر تفاصيل هذا الحلم. ويطلق على النوم في أثناء هذه الفترة اسم النوم الحالم أو النوم ذي حركة العين السريعة. وتتضمن فترة النوم البالغة ثماني ساعات، مابين ثلاث وخمس فترات من النوم الحالم. وتستغرق فترات النوم الحالم، مابين خمس إلى 30 دقيقة لكل منها، وتحدث في المدة بين 90 إلى مائة دقيقة. وتستغرق فترات الحلم اللاحقة مددًا أطول، من فترات الحلم السابقة لها.

أنماط النوم البشري

ينام معظم البالغين ما بين سبع وثماني ساعات ونصف الساعة كل ليلة. وينام بعض الناس ـ خاصة الذين يعملون ليلاً، ـ فى أثناء النهار، وقد يحتاج بعض البالغين إلى عدد أقل من الساعات قد يصل إلى ست ساعات من النوم ليلاً وربما قد تقل عن هذا، في حين أن البعض الآخر، قد يحتاج لتسع ساعات من النوم وربما تزيد على هذا. ويميل معظم الناس إلى الحاجة لقدر أقل من النوم كلما تقدم بهم العمر. فالشخص الذي كان ينام لمدة ثماني ساعات عندما كان في الثلاثين من عمره قد يحتاج فقط إلى سبع ساعات عندما يبلغ الستين من العمر.

وتتطور أنماط النوم الشخصي تدريجياً. فالأطفال حديثو الولادة (الرضع)، ينامون فترات قصيرة متقطعة، أثناء النهار والليل. وتتضمن فترات نومهم نوماً حالماً. وببلوغ الأطفال سن الشهرين أو الثلاثة، يكونون قد تعلموا النوم أثناء الليل رغم أنهم قد يغفون فترات متقطعة أثناء النهار. وبحلول السادسة من العمر يتخلى معظم الأطفال عن غفوات النهار. وتتراوح ساعات النوم ما بين عشر إلى 14 ساعة يومياً للأطفال الذين يبلغون الرابعة من العمر، بينما تتراوح ما بين تسع و 12 ساعة يومياً لمن يبلغون العاشرة.

النوم بين الحيوانات

يقوم العلماء بدراسة الحيوانات النائمة، بنفس الطرق التي يدرسون بها البشر. فقد وجدوا بين الفقاريات (الحيوانات ذات العمود الفقري) أن الزواحف والطيور والثدييات، هي فقط التي تنام نوماً حقيقياً، مع حدوث تغيرات في الأنماط الموجية للدماغ. ولاتتمتع معظم أنواع الزواحف، بفترات نوم حالمة، في حين أن معظم أنواع الطيور، تتمتع فقط بفترات قصيرة جداً. وتتمتع كل الثدييات بفترات من النوم الحالم، وكذلك بفترات من النوم ذي الموجة البطيئة.

وتتمتع الأنواع المختلفة من الزواحف والطيور والثدييات، بأنماط مختلفة من النوم، فينام بعضها فترات قصيرة جداً يومياً ولكن بعضها الآخر ينام فترة واحدة طويلة. وتنام الحيوانات الليلية (التي تنشط ليلاً) أثناء النهار. وبإمكان بعض الثدييات مثل الماشية، أن تنام وهي واقفة.

وتتمتع المجموعتان الأخريان من الفقاريات ـ وهي الأسماك والبرمائيات ـ بفترات يمكن أن يطلق عليها فترات النوم. ففي أثناء تلك الفترات، تصبح أقل إدراكاً لما يجري حولها، عما تدركه في الأوقات الأخرى. ولكن العلماء لم يجدوا أي دليل على وجود تغيرات في موجة الدماغ توحي بالنوم، بين مثل هذه الحيوانات.

وتتمتع الحشرات والعناكب واللافقاريات (حيوانات بدون أعمدة فقارية) الأخرى بفترات يومية من النشاط المنخفض. ولكن لاتبدي اللافقاريات، أي انخفاض مفاجئ في استجابتها لما يحيط بها. ولم يُكْتشف حدوث أية تغيّرات دماغية أثناء فترات راحتها.

ما الذي يحدث بدون النوم

يفقد الأشخاص المحرومون من النوم طاقتهم، ويصبحون سريعي الانفعال. وبعد مضي يومين بدون نوم، يجد المرء أن التركيز فترة طويلة يصبح أمراً صعباً. وقد يستطيع المرء بالعزم والتصميم المطلق، أن يؤدي أعمالاً بشكل جيد، فترات قصيرة، إلا أنه يصبحُ من السهل تشتيتُ ذهنه، فيرتكب الكثير من الأخطاء، خاصة في المهام الروتينية، بل ويفوت عليه الانتباه أحيانًا. ويمر كل شخص محروم من النوم، بفترات من النُعاس الوقتي، لثوان قليلة، أو لمدة أطول. وقد يغط الشخص في نوم تام، إلا إذا تم الحفاظ على نشاطه بصفة مستمرة.

أما الأشخاص الذين يستمرون بلا نوم، فترة تزيد على ثلاثة أيام، فإنهم يجدون صعوبة كبيرة في التفكير، والرؤية، والسماع بوضوح. ويعاني بعضهم من فترات هلوسة يشاهدون أثناءها أشياء لا وجود لها في الواقع. ويخلطون أيضاً بين أحلام اليقظة والحياة الحقيقية، كما يفقدون القدرة على تتبع أفكارهم أثناء الحديث مع شخص ما.

وهناك بعض البشر تمكنوا من الحياة دون نوم لمدة أحد عشر يوماً متواصلة، إلا أن هؤلاء الذين ظلوا يقظين فترة طويلة يفقدون الصلة بالواقع. فعلى سبيل المثال، قد يعتقدون بأن الطبيب ليس سوى حانوتي جاء ليدفنهم، أو أن الطعام الذي يتناولونه قد سُمّم لهم.

الحاجة للنوم

النوم يعيد الطاقة للجسم، وخصوصاً للدماغ والجهاز العصبي، ويحتاج الناس للنوم ذي الموجة البطيئة، وللنوم الحالم. والنوم الزائد من أحد النوعين لايعوض أحدهما عن نقص الآخر. وقد يساعد النوم ذو الموجة البطيئة، بوجه خاص، على بناء البروتين واستعادة تحكم الدماغ والجهاز العصبي في العضلات والغدد وأجهزة الجسم الأخرى. وقد يكون للنوم الحالم أهميته بشكل خاص في الحفاظ على أوجه النشاط العقلي مثل التعلم والتعقل والتكيّف العاطفي.

ومازال العلماء يبحثون عن إجابات لأسئلة كثيرة، عن الحاجة إلى النوم. فهم لايعرفون على سبيل المثال لماذا لايستطيع البشر الراحة، لمجرد الراحة، كما تفعل الحشرات. كما أنهم لم يكتشفوا على وجه الدقة كيف يمكن للنوم أن يعيد الحيوية إلى الجسم.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية