السلوة ( Silo )
السلوَة مبنى أسطواني خشبي أو إسمنتي عال محكم الإغلاق لتخزين النباتات الخضراء المفرومة، التي تُستخدم علفًا للدواب. وتُسَهّل السلوة للمزارعين، عملية إمداد الدواب بعلف رطب، كثير العصارة طوال العام. وكانت الأبقار، قبل اختراع السلوات تُعطي حليباً قليلا خلال فصل الشتاء، لأنها لا تجد عشباً أخضر للأكل. ويستخدم المزارعون الآلات لتقطيع النباتات، وتُعرف المادة المفريَّة، أو المُقطَّعة العلف المطمور أو المكمور (العلف المحفوظ في السلوة). وتقوم الآلات بدفع العلف المحفوظ، إلى أعلى السّلوة. ويستخدم العديد من المزارعين، الذرة الشامية والذرة الغنية بالعصارة، علفًا محفوظًا في السّلوة. وإذا ما تمت تعبئة العلف المحفوظ في السّلوة، بصورة سليمة، فإن كل الهواء سينفث إلى الخارج. ولا يتلف العلف داخل السّلوة، لأن العفن الذي يسبب تلف العلف، لا يعيش بدون وجود الهواء. كما أن التغييرات الكيميائية التي تحدث في العلف المحفوظ ـ وتُعرف بالتخَمُّر ـ تساعد أيضًا على منع التعفن. وكذلك تُساعد الأحماض المنُتجة بالتخَمر، على منع نمو الفطريات. وربما يقوم المزارعون بإضافة حمض الهيدروكلوريك، وثاني أكسيد الكبريت، وثاني كبريتات الصوديوم، أو أحماض أخرى للعلف لتحفظه من التلف إذا كان العلف لا يحمل نشًا أو سكرًا بدرجة كافيه لعملية التخمر. ويمكن استخدام المولاس (دبَسْ السكَّر)، أو الحبوب الأرضية، لعمل النباتات البقولية (النباتات ذات الثمار القرنية) في العلف المحفوظ في السلوة، لأنها تحمل نشًا أو سكرًا كافيًا يساعد في بدء عملية التخمر.
كانت السلوات الأولى في شكل حفرة تغَطّى بالألواح. وبعد ذلك، بدأ المزارعون في بناء السلوات الخشبية المربعة الشكل فوق سطح الأرض. ولكن زوايا السلوة جعلت تعبئة رزم العلف وتحزيمها بإحكام أمرًا مستحيلاً، حيث ينفذ الهواء إلى داخلها، ويتلف كثيرًا من العلف. وفي عام 1882م، قام العالم الزراعي الأمريكي فرانكلين كنج، ببناء سلوة أسطوانية تقاوم ضغط العلف المعبأ بإحكام بصورة أفضل. واليوم تُبْنى السلوات الأسطوانية المرتفعة في كل أنحاء العالم. وهي تُبنى من الحجر والطوب، والقرميد الفخاري الطفلي والألواح المعدنية والخرسانية، أو الطابوق الخشبي. وتستخدم السلوات ذات الفولاذ المبطن بالزجاج، والمغلقة بإحكام، لمنع دخول الهواء بصورة واسعة في المناطق التي يستخدِم فيها المزارعون هذه السلوات طوال السنة.
وتشتمل الأنواع الأخرى من السلوات، على السلوات ذات الخندق، أو الغرف المحصَّنة، أو السلوات صندوقية الشكل. ويتم عمل السلوة الخندقية، بحفر خندق كبير، يُمْلأُ بالعلف، ومن ثمَّ يُغطَّى بلوح بلاستيكي ثقيل. وتُبْنى السلوة على شكلِ الغرفة فوق الأرض. وغالبًا ما يكون لها جوانب خشبيّة أو خرسانيّة، ورُبَّما يُترك طرفاها أو أحدهما مفتوحًا. وتُبْنَى السلوة، الصندوقيَّة أيضًا، فوق الأرض بأعمدة وجوانب خشبية. وتستطيع المواشي، أن تتناول العلف بنفسها من هذه الأنواع من السلوات.
ويُمكِن صنع السلوة البلاستيكية المؤقتة، بتجميع أو تحَزْيم العلف المُراد حفظه، على لوح بلاستيكي، يُوضع علَى الأرض، ثم تُغطى الحزمة أو الرِّزْمَة بلوح بلاستيكي ثان، وبعد أن تقوم مِضخَّة تفريغ الهواء، بإزالة الهواء كله، يكون اللوحان قد أُغلقا تمامًا لمنع تسرب الهواء أو الماء.