شوستاكوفيتش، ديمتري ( Shostakovich, Dimitri )

شوستاكوفيتش، ديمتري (1906 - 1975م) من أهم المؤلفين الموسيقيين الروس في القرن العشرين. وتتألف أهم أعماله الموسيقية من 15 سيمفونية (معزوفة كبرى) و 15 قطعة رباعية وترية. كما ألف أيضًا كونشيرتات (فصول موسيقية)، وأغنيات، وتسجيلات سينمائية، وموسيقى باليه (رقص تعبيري) وأوبرا (مسرحية غنائية غربية)، ومن أشهر مؤلفاته الموسيقية البولكا في باليه العصر الذهبي (1930م).

استوحى شوستاكوفيتش أسلوبه الموسيقي من القومية الروسية التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر، كما ظهرت في مؤلفات بيتر إليتش تشايكوفيسكي ومجموعة المؤلفين الروس التي عرفت بمجموعة الخمسة. أضفى شوستاكوفيتش لوناً خاصًا على موسيقاه بفضل تأثره بالموسيقى الغربية، وتظهر معزوفاته الكبرى إلى حد كبير مدى تأثره بالأسلوب الرومانسي السيمفوني الذي تبناه المؤلف الموسيقي النمساوي جوستاف ماهلر في آخر حياته. إلا أن شوستاكوفيتش أضفى عليه المزيد من الإبداعات بفضل بديهته المميزة، ومزحه، وحيويته الإيقاعية وإتقانه لقيادة الجوقة الموسيقية ومن غزارة أفكاره التعبيرية.

ولد شوستاكوفيتش في مدينة سانت بطرسبرج، والتحق بالمعهد الموسيقي في مدينة بترو غراد عام 1919م. ألف شوستاكوفيتش معزوفته الأولى عام 1925م بمناسبة تخرجه وقد لاقت ترحيباً عالميًا.

وفي أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين بدأ شوستاكوفيتش كتابة الموسيقى بأسلوب اعتبرته السلطات الحاكمة في نهاية الأمر غير مقبول وغير لائق بمؤلف موسيقي سوفييتي. وفي بداية عام 1936م نددت السلطات الحاكمة بمسرحيته الغنائية الليدي ماكبث المتسنسكية (1932م) ووصفتها بأنها فوضى وليست موسيقى. وفي عام 1956م وعام 1963م نقح شوستاكوفيتش هذه الأوبرا وسماها كاترينا إسماعليوف، واعتبرت إحدى أروع أعماله الموسيقية. وفي عام 1937م ألف شوستاكوفيتش معزوفته الخامسة التي ردت له اعتباره لدى الحكومة.

وفي عام 1941م ألف شوستاكوفيتش معزوفته السابعة وأهداها لمدينة سانت بطرسبرج والتي كانت محاصرة من قِبَل الألمان خلال الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1948م أخضعت السلطات مجددًا أعمال شوستاكوفيتش الموسيقية للمراقبة، جنبًا إلى جنب مع الأعمال الموسيقية للمؤلفين الموسيقيين السوفييت الكبار. وبعد وفاة الدكتاتور السوفييتي جوزيف ستالين عام 1953م شعر شوستاكوفيتش بالمزيد من الحرية ليؤلف الموسيقى التي تروق له، وتعكس أعماله الأخيرة ذائعة الصيت التاريخ الروسي في القرن العشرين.