وقد أقام الأجانب وبعض رجال الأعمال الصينيين مصارف وشركات في شنغهاي، وانتقل الكثيرون من الفلاحين الصينيين إلى المدينة بحثًا عن عمل. وسكن معظم العمال الصينيين في الأحياء الفقيرة في الجزء القديم من المدينة.
في أوائل القرن العشرين احتج التجار والطلاب والعمال على النفوذ الأجنبي، وأسس بعضهم الحزب الشيوعي الصيني في شنغهاي في عام 1921م. وفي عام 1927م قام الصينيون القوميون بقتل الكثير من الشيوعيين الصينيين وبِطَردْ الآخرين من المدينة.
في عام 1937م استولى اليابانيون على شنغهاي واحتلوا المدينة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945م. خلال الحرب تخلت بريطانيا والولايات المتحدة عن امتيازيهما في شنغهاي. أما فرنسا فقد تخلت عن امتيازها في عام 1946م.
أخضع الشيوعيون الصين لحكمهم في عام 1949م، ووسعوا شنغهاي وطوروا الصناعات الثقيلة. وفي عام 1966م دعا رئيس الحزب الشيوعي ماو تسي تونغ إلى الثورة الثقافية ليخلص الحزب من أعدائه. وكجزء من هذه الثورة قام الحرس الأحمر (مؤيدو مَاوْ ) بطرد حكومة شنغهاي من السلطة في الحال، وأصبحت المدينة تحت سيطرة لجنة يديرها الجيش وقد أُعيدت إلى الحكم المدني في عام 1979م.
شهدت شنغهاي في تسعينيات القرن العشرين تطوراً معمارياً كبيراً، فقد شيدت آلاف البنايات السكنية والتجارية، وأقيمت شبكة الأنفاق الكبيرة. طورت مدينة شنغهاي منطقة بدونج على ضفة نهر هيوانجبو الشرقية حيث أصبحت المركز الاقتصادي للمدينة والمركز المالي العالمي فيها. ومن أبرز معالم هذه المنطقة برج جين ماو الذي يتكون من 88 طابقاً، ويعد من أكبر ناطحات السحاب في العالم إذ يبلغ ارتفاعه 421 متراً.