سكوت، السير وولتر ( Scott, Sir Walter )
السير وولتر سكوت |
كشف فن سكوت تأثير التنوير في القرن الثامن عشر الميلادي. وكان يرى أن كل إنسان في الأساس محترم، بغض النظر عن طبقته أو ديانته، أو اتجاهه السياسي، أو نسبه. وكان التسامح في كل أوجه الحياة الفكرة الرئيسية في أعماله التاريخية. كانت قصص ويفرلي تعبيرًا عن إيمانه بالحاجة إلى تطور اجتماعي لايرفض تقاليد الماضي. وسكوت أول روائي يصور شخصيات الفلاحين بطريقة متعاطفة وواقعية، ويعدل بين الناس تمامًا، سواء في مجال الأعمال، أو بين الضباط المحترفين، أو حتى الملوك.
أكسبهُ لطفه وكرمه وتواضعه شهرة بين زملائه الكُتّاب. رفض عرضًا بأن يكون شاعر البلاط الملكي عام 1813م، ودعم روبرت سوثي الذي نال هذا الشرف. استمتع سكوت كثيراً في منزله المعروف باسم أبوتسفورد.
يمكن أن نرى تأثير سكوت بوضوح في أعمال فيكتور هوجو وأونوريه دو بلزاك في فرنسا، وجيمس فينيمور كوبر في الولايات المتحدة، وليو تولستوي في روسيا. ولكن على الرغم من تأثيره، فإن شهرته انخفضت في الفترة الواقعة ما بين أواخر القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين. ثم بدأت شهرته في الارتفاع مرة أخرى، لكنها لم تصل أبدًا إلى ذروتها التي حققها أثناء حياته، عندما أعلن جوته أن ¸كل شيء عظيم في روايات ويفرلي: الموضوع، والتأثير، والشخصيات، والأداء·. اعتبر مؤرخو الأدب وفاة سكوت عام 1832م نهاية العصر الرومانسي في الأدب الإنجليزي.
حياته:
ولد سكوت في أدنبرة، وكان والده ـ المحامي الناجح ـ يقوم بتدريبه على مهنة المحاماة. أصبح سكوت محاميًا عام 1792م، ومارس مهنة المحاماة بنشاط لسنوات عديدة.ربما يكون المرض الذي أصابه في طفولته ـ شلل الأطفال ـ قد أصاب ساقه بالعرج، لكن كانت لديه قوة بدنية غير عادية، وكان يستمتع بالقيام برحلات إلى الريف الأسكتلندي. هذه الرحلات أعطتْه أول معلومات عن حياة القرويين، وألهمته تأليف أول كتاب مطبوع له: الغناء على أنغام القيثار عند الحدود الأسكتلندية (1802 - 1803م).اشتمل هذا الكتاب على إحدى المجموعات الرائعة المبكرة من الأغاني والقصائد الشعبية. وكانت نقطة انطلاق إلى أول قصيدة شعرية، قصة الغناء الأخير (1805م). تروي قصيدته هذه قصة العفريت الأسطوري، وتصف الكثير من الحياة على طول الحدود الإنجليزية الأسكتلندية في القرن السادس عشر الميلادي.
استمر سكوت في نجاحه في الشعر القصصي بقصيدة مارميون (عام 1808م) التي اشتملت على أشهر أغانيه الشعبية لوشيفار. في عام 1810م، كتب سكوت أشهر قصصه الشعرية سيدة البحيرة. هذه الحكاية الرومانسية التي تم تمثيلها فوق جبال تروساكس تناولت المناظر الجميلة للأراضي الجبلية وتاريخها.
روايات ويفرلي:
بعد نشر أولى روايات ويفرلي عام 1814م كرّس سكوت نفسه لكتابة الرواية. وكان ارتقاء سكوت إلى الروايات التاريخية طبيعيًا، إذ إنه لم يستطع التعبير بشكل تام عن موهبته في سرد أحداث الرواية وابتكار الشخصيات وموهبته في إجادة اللهجة الأسكتلندية في الشعر.تصف رواية ويفرلي التمرد الأسكتلندي على إنجلترا عام 1745م. وقد نُشرت دون أن تحمل اسمه، ولاقت نجاحًا. وفي الفترة الواقعة ما بين 1814م و1832م، نشر سكوت 27 رواية أخرى، وأربع مسرحيات، وأعمالاً أخرى كثيرة غير روائية. وكل رواياته كان يُشار إليها على أنها جزء من سلسلة ويفرلي، لأنه كان يُعرِّف نفسه على الغلاف بأنه مؤلف ويفرلي. وفي عام 1827م عرف سكوت بشكل رسمي، ولو أنه كان معروفًا قبل ذلك بعدّة سنوات.
كتب سكوت كثيرًا عن الصراعات بين الحضارات المختلفة. فروايته إيفانهو (1819م) تناولت الصراع بين النورمنديين والسكسونيين، ورواية الطلسم (1825م) وصفت الصراع بين النصارى والمسلمين. وتعد رواياته التي تناولت التاريخ الأسكتلندي أفضل رواياته، فقد تناولت الاشتباكات بين الحضارة الإنجليزية التجارية الجديدة والحضارة الأسكتلندية القديمة. كشف سكوت عن وجه الاختلاف بين النشاط العلمي للفلاحين الأسكتلنديين واللغة الرسمية المتكلفة لشخصياته من الطبقة العليا التي تتحدث الإنجليزية. يُعد كثير من النقاد رواية قلب ميدلوثيان (1818م) أفضل أعمال سكوت، ونقاد آخرون يفضلون رواية الموت القديم (1816م) التي تصور النزاع المذهبي في أسكتلندا أواخر القرن السابع عشر الميلادي. من بين الروايات الأخرى لسكوت في سلسلة ويفرلي: روب روي (1817م) ؛ أسطورة مونتروس (1819م) ؛ كوينتين دوروارد (1823م).