الرئيسيةبحث

ساو تومي و برنسيب ( Sao Tome and Principe )



ساو تومي وبرنسيب. تعكس المباني في هذه الصورة شكل الفن المعماري البرتغالي في ساو تومي وبرنسيب حيث أسطح المنازل من القرميد، والجدران سميكة لتتناسب مع حرارة المناخ الاستوائي.
ساو تومي و برنسيب بلد إفريقي يتألف من جزيرتين رئيسيتين إضافة إلى العديد من الجزر الصغيرة. والجزيرتان الرئيسيتان هما جزيرة ساو تومي وجزيرة برنسيب، ويأتي اسم هذا البلد من اسم هاتين الجزيرتين. وتقع جزر هذا البلد في خليج غينيا، على مسافة 290كم إلى الغرب من ليبرفيل، في الجابون داخل أراضي القارة الإفريقية.

تبلغ المساحة الكلية لساو تومي وبرنسيب 964كم². ومساحة جزيرة ساو تومي أكبر بكثير من مساحة جزيرة برنسيب. وتشكل مساحة ساو تومي حوالي 85% من مساحة البلاد ويسكن بها حوالي 95% من مجمل السكان. قدر عدد سكان ساو تومي وبرنسيب بحوالي 146,000 نسمة عام 2000م، يعيش 54% منهم في المناطق الريفية بينما يعيش 46% منهم في المدن. وهناك حوالي 151 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد. ويسكن نحو ثلاثة أخماس سُكَّان ساو تومي في المناطق الريفية ويعملون في الزراعة. وتُعدّ مدينة ساو تومي الواقعة على جزيرة ساو تومي، عاصمة البلاد وأكبر مدنها. كما تُعدّ هذه المدينة مركزًا تجاريًا ومركز شحن لمنتجات البلاد الزراعية، ويبلغ عدد سكانها 35 ألف نسمة. وقد حصلت ساو تومي وبرنسيب على استقلالها عام 1975م، حيث كان يحكمها البرتغاليون منذ أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، وإلى أن نالت استقلالها. وأصبحت منذ أوائل القرن السادس عشر الميلادي مركزًا مزدهرًا لتجارة الرقيق.

نظام الحكم:

تعتبر ساو تومي وبرنسيب بلدًا جمهوريًا، ينتخب الشعب رئيس الجمهورية لفترة خمس سنوات، ولايجوز للرئيس أن يتولى منصبه لأكثر من فترتين. ويعين رئيس الجمهورية رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة لمساعدته في حكم البلاد. وينتخب الشعب نوابهم في الجمعية الوطنية (البرلمان) كل أربع سنوات. ويبلغ عدد النواب 55 نائباً يعملون على تشريع قوانين البلاد.

السكان:

حوالي 70% من سكان ساو تومي وبرنسيب خليط من الأفارقة السود والأوروبيين. ويُطْلق عليهم أحيانًا اسم الكريوليين، وهم السكان الأصليون لهذه الجزر. وتشكل الفئات الأخرى القادمة من الرأس الأخضر ومن أواسط القارة الأفريقية أكبر المجموعات العرقية في البلاد. ويشكل الأوروبيون نسبة صغيرة من السكان.

يمتلك بعض الكريوليين المزارع الصغيرة، ويدير كثير منهم الأعمال التجارية الصغيرة، كما يعملون في أطقم صيد الأسماك. ويمتلك الأوروبيون بعض المزارع في حين يدير بعضهم الآخر أعمالاً تتطلب مهارات فنية وإدارية. ويعمل الأفارقة القادمون من منطقة الرأس الأخضر ومن مناطق أخرى في قلب القارة الإفريقية في أعمال يحصلون منها على أجور بسيطة.

تُعد البرتغالية اللغة الأكثر استعمالاً في ساو تومي وبرنسيب، ويتحدث كثير من الكريوليين لهجة برتغالية كانت مستخدمة قبل مئات السنين. وقد اعتنق الأوروبيون والكريوليون هناك الديانة النصرانية، وعلى وجه التحديد الرومانية الكاثوليكية. أما الأفارقة من جزر الرأس الأخضر والمناطق الوسطى فيتحدثون بلغة المناطق التي قدموا منها، كما يدينون بدياناتها.

ويفرض القانون على الأطفال في جزيرتي ساو تومي وبرنسيب أن يواصلوا تعليمهم حتى المرحلة الإعدادية. إلا أن العديد منهم لا يفعلون ذلك، وقليلون منهم يُكملون الدراسة في المدارس الثانوية.

خريطة ساو تومي وبرنسيب

السَّطح والمناخ:

تُعدُّجزيرتا ساو تومي وبرنسيب جزءًا من سلسلة براكين خامدة. يرتفع الجزء الغربي من جزيرة ساو تومي بشكل ملحوظ عن سطح البحر، كما تنمو الغابات بالقرب من شاطئها. وترتفع في المناطق الداخلية من البلاد مجموعات من الصخور البازلتية إلى علو شاهق، وتطل على الجزء الأوسط من الجزيرة. ومن ثم تنحدر الأرض تدريجيًا من وسط البلاد باتجاه الشاطئ الشرقي حيث شكَّل الرماد البركاني رواسب عميقة من التربة الخصبة. وتتمتع جزيرة برنسيب أيضًا بوضع جغرافي مماثل.

تقع جزيرتا ساو تومي وبرنسيب إلى الشمال قليلاً من خط الاستواء. وتتعرض البلاد لمناخ حار ورطب يدوم من سبتمبر وحتى مايو. ويكون الطقس بين شهري يونيو وأغسطس حارًا وجافًا. وتختلف معدلات درجة الحرارة السنوية من 25°م في المناطق المنخفضة لتصل إلى حوالي 18°م في المناطق المرتفعة. ويبلغ معدل سقوط الأمطار السنوي حوالي 41سم.

الاقتصاد:

يرتكز الاقتصاد في ساو تومي وبرنسيب على الزراعة، إلا أن صيد الأسماك يشكل أيضًا جانبًا مهمًا. ولا تعتمد البلاد على التصنيع وأعمال المناجم إلا قليلاً. بينما تعتمد بدرجة كبيرة على استيراد المعدات الصناعية والأطعمة. وتُعدُّ أنجولا وألمانيا والبرتغال وأسبانيا الدول الموردة الأساسية لهذه المواد.

تسيطر الشركات الزراعية على نحو 90% من أراضي البلاد الصالحة للزراعة، وتدير هذه الشركات مزارع تجارية كبيرة. ويتقاسم أصحاب المزارع الصغيرة وعددهم حوالي 11,000 مزارع العشرة بالمائة الباقية من هذه الأراضي. ويُعتبر الموز والكاكاو وجوز الهند والبن من المنتجات الرئيسية ؛ إضافة إلى المواشي ولب جوز الهند المجفف. ومن أهم صادرات المنتجات الزراعية ثمار الكاكاو.

يبلغ طول الطرق المعبدة في كل من ساو تومي وبرنسيب حوالي 290كم، وتربط هذه الطرق كافة مدن ساو تومي تقريبًا. ويقع مطار البلاد بالقرب من مدينة ساو تومي.

نبذة تاريخية:

اكتشف البرتغاليون عام 1470م، جزيرتي ساو تومي وبرنسيب، وذلك خلال فترة الاكتشافات البرتغالية، حيث كانت تلك الجزر خالية من السكان.

وفي حوالي عام 1485م، بدأ البرتغاليون في إرسال السُّجناء المنفيِّين المحكوم عليهم، والمبعدين والمستوطنين إلى تلك الجزر. وقد حاول هؤلاء إنتاج السكر الذي كانت أوروبا في حاجة ماسة إليه، ونظرًا لأن زراعة قصب السكر تتطلب جهدًا عضليًا كبيرًا ولم تكن القوة البشرية العاملة اللازمة لإنتاج محاصيل كبيرة منه متوافرة، لذا جلب البرتغاليون الرجال من إفريقيا للعمل في زراعة قصب السكر باعتبارهم عبيداً. وسرعان ما اشتهرت وعُرفت هذه الجزر في كافة أنحاء العالم على أنها من أولى مناطق إنتاج السُّكَّر في العالم.

في أواسط القرن السادس عشر الميلادي ثار كثير من المستعبدين ضد أصحاب مزارع السكَّر، الأمر الذي أدى إلى هجر العديد من أصحاب المزارع حقولهم وتردَّى إنتاج السكر هناك. وكانت أغلب الدول، في تلك الفترة، قد انخرطت في تجارة الرقيق في القارة الإفريقية، وأصبحت ساو تومي مركزًا رئيسيًا لتلك التجارة، وكان المستعبدون القادمون من وسط القارة الإفريقية يُرسلَون إلى ساو تومي، ومن ثم يُنقلون بالسفن إلى أمريكا وإلى أماكن أخرى.

حكم الفرنسيون والهولنديون ساو تومي خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، إلا أن البرتغاليين استعادوا سيطرتهم على تلك الجزيرة. وبدأ البرتغاليون في بداية القرن التاسع عشر بزراعة البن والكاكاو في هاتين الجزيرتين، واستعانوا بالعبيد الأفارقة لزراعة هذه المحاصيل.

أوقفت البرتغال وكذلك العديد من الدول الأخرى في نفس هذه الفترة تجارة الرقيق، إلا أن البرتغاليين استمروا في جلب الأفارقة من وسط القارة السوداء إلى ساو تومي وكذلك إلى برنسيب. ولكن هذه المرة تم ذلك بموجب عقود عمل. وكانوا يُعاملون هؤلاء الأفارقة بوحشية وقسوة، مما أدى إلى ثورة هؤلاء العمال من حين إلى آخر، وغالبًا ما كانت تبوء ثوراتهم بالفشل. واستمرت هذه الثورات خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين الميلاديين.

قتلت القوات البرتغالية عام 1953م، خلال إحدى الاحتجاجات التي قام بها العمال الإفريقيون، المئات منهم وأُطلق على هذه الحادثة اسم مجزرة باتيبا.

في منتصف القرن العشرين الميلادي، بدأ سكان ساوتومي وبرنسيب في المطالبة بإنهاء الحكم البرتغالي لبلادهم. وحصلت الجزر على استقلالها في 12 يوليو عام 1975م. وحافظ قادة تلك البلاد منذ ذلك الحين على روابط متينة مع البرتغال. وحصلت ساو تومي وبرنسيب على قروض من البرتغال لبناء مطار وإنشاء بعض الطرق.

★ تَصَفح أيضًا: ساو تومي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية