سانتياجو ( Santiago )
 |
سانتياجو العاصمة وأكبر مدن تشيلي، وهي مركز تشيلي الثقافي والاقتصادي كما أنها مركز للمواصلات. |
وكان أول ما جذب المستوطنين إلى هذه المنطقة خلال القرن السادس عشر الميلادي التفاؤل بالأراضي الزراعية الخصبة وإرسابات المعادن. وسانتياجو اليوم مدينة جميلة تتميز بالمعمار الحديث، والطرق المشجرة الواسعة، والمتنزهات الجبلية.
المدينة:
تبلغ مساحة المدينة حوالي 302كم². وتقع سانتياجو في الوادي الخصيب المركزي، وقلب تشيلي الزراعي. وتحيط بها الجبال والتلال. وترتفع جبال الإنديز، أعلى سلسة جبلية في أمريكا الجنوبية قبالة سانتياجو من جهة الشرق، وتظل هذه المرتفعات مكسوة بالجليد طوال العام مما يزيد في جمال المدينة. تكوّن السلسلة الساحلية للمحيط الهادئ حدود سانتياجو الغربية. ويمثل الميدان الذي يُسمَّى بلازا دي آرماس قلب سانتياجو. ويضم هذا الميدان كاتدرائية سانتياجو ومبنى البلدية وكثيرًا من المتاجر، وكذلك مبنى الكونجرس، ومباني الحكومة الفيدرالية ليست بعيدة منه. وتصطف النُّصب التذكارية والمباني الحكومية على طريق فسيح مشجر يُسمى أفينيدا بيرناردو أوهيجنز. وتضم المكتبة القومية (بيبليوتيكا ناسيونال) وأكبر مكتبة بأمريكا الجنوبية، ما لا يقل عن 1,200,000 مجلد. ومما يلفت النظر أيضًا المركز المدني، ومتحف التاريخ الطبيعي. ومسرح البلدية، ومبنى فرقتي سانتياجو الموسيقيتين. وتوجد في سانتياجو جامعة تشيلي الكاثوليكية، وجامعة التقنية، وجامعة تشيلي. وقد زينت متنزهاتها بالحدائق وعمت التماثيل رؤوس التلال بها.السكان:
ينحدر أكثر أهل سانتياجو من أصل أسباني، لكن بعضهم ينحدر من أصل فرنسي، أو ألماني، أو إيطالي، وكثير منهم ينتمي إلى المستيزو (خليط من أصل أبيض وهندي). وينتمي حوالي 95% من سكان المدينة إلى الديانة الكاثوليكية.يعيش أهل سانتياجو ويلبسون كغيرهم من سكان المدن في البلاد الغربية. ويعيش الأثرياء والطبقة المتوسطة منهم في منازل فسيحة في المناطق الريفية. وتحتوي وجباتهم غالبا على المأكولات البحرية من الأسماك والتونة وعادة ما يتناولون الخمر في طعامهم.
يمثل فقراء الناس حوالي ربع سكان سانتياجو. ويعيش أكثرهم في مدن من الأكواخ تسمى كالمباس، وتعتمد وجباتهم على البقول، والخبز، والخضراوات. ويعاني معظمهم من أمراض مختلفة. إذ أنهم يفتقرون إلى الغذاء والسكن المناسبين.
الاقتصاد:
تُعتبر سانتياجو المركز الرئيسي لتبادل الأسهم والمصارف الكبرى، وهيئة السكك الحديدية. وبعض مصانع الفحم الحجري، والنحاس و الحديد لها مراكز رئيسية بالمدينة. يعمل كثير من الناس في مصالح تابعة للحكومة الفيدرالية، أو لحكومة المدينة. ويعمل الآخرون بمصانع الأدوات المنزلية، والمنسوجات، والمنتجات الأخرى. وسانتياجو هي مركز شبكة السكك الحديدية التي تغطي حوالي ثلثي القطر.وتوفر الحافلات، وخطوط الترام، وقاطرات الأنفاق، المواصلات العامة المحلية.نبذة تاريخية:
كان هنود الأرواك يعيشون فيما يُعرف اليوم بسانتياجو عندما قدم الأوروبيون في أوائل القرن السادس عشر الميلادي. أسس سانتياجو جندي أسباني يُدعى بيدرو دي فالديفيا سنة 1541م، وكانت هذه أول مستوطنة أسبانية دائمة فيما يُعرف اليوم بتشيلي. في أواخر القرن السادس عشر الميلادي، اتخذ الحكم الأسباني في منطقة تشيلي وبعض أجزاء أخرى في الأرجنتين سانتياجو مقرًا له، وفي عام 1818م، نالت تشيلي استقلالها وأصبحت سانتياجو عاصمة لها.في عام 1879م، حازت تشيلي أراضي غنية بالنحاس والنترات عندما هزمت بوليفيا وبيرو في حرب المحيط الهادئ. وتطورت سانتياجو بسرعة نتيجة لهذه الثروة الجديدة من المعادن.
وفي أوائل القرن العشرين الميلادي، كان عدد سكان المدينة حوالي مليون نسمة، وكانت مركزًا ثقافيًا لأمريكا اللاتينية.
توسع اقتصاد سانتياجو خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918م) نظرًا لكثرة الطلب على النترات التي كانت تُستعمل في صناعة المتفجرات. وبعد الحرب العالمية الثانية عام 1945م، أصبحت سانتياجو مركزا لامتداد تشيلي الصناعي. وازداد نمو سكان المدينة بضعف السرعة التي زاد بها عند بقية سكان تشيلي. وأدى افتتاح مترو الأنفاق في سانتياجو عام 1980م إلى زيادة رقعة المدينة إذ تم تشييد المزيد من المباني السكنية والتجارية.