متوسط التساقط السنوي (مطر، جليد ذائب، غيره) 56سم.
تشاينا تاون تسكنها أكبر الجاليات الصينية خارج آسيا. |
حديقة البوابة الذهبية تشمل حديقة الشاي اليابانية الممتعة. |
مرفأ صائدي الأسماك اشتهر بمراكب الصيد ومطاعمه التي تقدم أنواع الأطعمة البحرية. |
يعتبر كثير من الناس مناخ سان فرانسيسكو مثاليًا، فنادرًا ما ترتفع درجة الحرارة إلى 27°م، أو تنخفض إلى درجة واحدة تحت الصفر. ويغطي الضباب الجزء الغربي من المدينة، والذي يتكون عندما تجري الرياح الدافئة أحياناً فوق سطح مياه المحيط الهادئ الباردة. وتسود أجواء المدينة من آن لآخر كِسَفٌ من الدخان والضباب تعرف باسم الضباب الدخاني.
ويقع نوب هل شمال شرقي مركز إدارة المدينة. أما منطقة تشايناتاون التجارية، فتقع شرقي نوب هل. ويسكن في هذه المنطقة المزدحمة نحو 30,000 نسمة من أصل صيني وهم أكبر جالية صينية تعيش خارج آسيا وتنتشر في جزء من جرانت أفينيو، في تشايناتاون حوانيت مزخرفة ومطاعم فاخرة ومبانٍ من الطراز الصيني مقلوب السقف. يحد ميناء سان فرانسيسكو الخليج وهو أكبر مرفأ طبيعي في العالم، ويغطي الخليج مساحة قدرها 1,170كم². يوجد بمحاذاة الشاطئ شارع عريض اسمه إمباركاديرو.
يقع راشان هل في الجزء الشمالي من وسط سان فرانسيسكو، حيث يشمل ما يسمى أكثر شوارع العالم تعرجًا. وهذا الشارع هو جزء من شارع لومبارد وينعطف ثمانية انعطافات حادة في جزء محدود منه.
وفي مربع الطرف الشمالي من إمباركاديرو يقع رصيف صائدي السمك المرسى الضخم الذي كان في يوم من الأيام مأوى لأسطول صيد الأسماك بألوانها الزاهية. أما اليوم، فيشتهر الرصيف بمطاعمه الكثيرة التي تقدم أطعمة بحرية.
يربط سان فرانسيسكو بأجزاء الخليج الأخرى جسران عجيبان أحدهما جسر سان فرانسيسكو ـ أوكلاند يمتد عبر الخليج وطوله 13كم. أما جسر البوابة الذهبية فيصل المدينة بضواحيها الشمالية ويمتد الجزء الرئيسي منه مسافة 1,280كم وهذه أطول مسافة بين دعامتين في العالم.
ينتمي سكان سان فرانسيسكو البيض إلى أصول كثيرة لكن المجموعات الكبيرة من أصل إنجليزي وألماني وأيرلندي وإيطالي وروسي، ومن البيض أيضاً أمريكيون مكسيكيون.
يكوِّن السود في سان فرانسيسكو أكبر مجموعة عرقية، إذ يبلغ عددهم نحو 97 ألف نسمة وقد بدأت أعدادهم تتزايد إبان الحرب العالمية الثانية (1939م - 1945م) عندما نزح آلاف منهم من الجنوب بحثاً عن العمل في أحواض السفن.
يعيش في سان فرانسيسكو 82 ألف من أصل صيني وهم المجموعة العرقية الثانية من حيث العدد، وقد جاء الأوائل منهم للعمل في المناجم أيام التهافت على الذهب عام 1849م.
تواجه سان فرانسيسكو كغيرها من مدن الولايات المتحدة مشكلات، مثل الفقر، والإجرام والأحياء القذرة المزدحمة. فقراء المدينة آسيويون وسود وبيض مُسّنون وأناس يتحدثون اللغة الأسبانية، أغلبهم أميّون لم يتعلموا ولا يحسنون أي عمل. وتساعد مثل هذه الحالات على انتشار الجرائم في المدينة.
لا يجد بعض سكان سان فرانسيسكو المنازل المناسبة مع أن برامج التجديد المدني وفّرت مساكن حديثة قليلة التكاليف ـ شققًا ومنازل ـ لكثير من فقراء سان فرانسيسكو، لكن بعضهم ما زال يعيش في منازل دون المستوى.
مركبات الترام تضفي سحرًا على سان فرانسيسكو. مركبة مزدحمة تمر عبر شارع هايد، وهي تحمل الركاب إلى أعلى راشان هيل، أعلاه. |
كان ميناء سان فرانسيسكو أكثر موانئ شاطئ المحيط الهادئ ازدحامًا وحركة في القرن التاسع عشر. لكن مطلع القرن العشرين شهد ظهور وتطور موانئ جديدة على الخليج. ويبلغ حجم البضائع التي تصدر، أو تستورد عن طريق ميناء سان فرانسيسكو نحو 2,5 مليون طن متري. وهذه الكمية، بلا شك هي أقل من أية كمية من البضائع التي تمر عبر أي من الموانئ القريبة.
تستوعب تجارة الجملة وتجارة التجزئة خمس عدد عمال سان فرانسيسكو. ويعمل كثير من هؤلاء العمال في شركات السياحة. ويزيد عدد السائحين الذين يأتون إلى سان فرانسيسكو عن مليونين في العام.
يوجد في سان فرانسيسكو نحو 1,700 مصنع، والصناعة الرئيسية هي صناعة الأطعمة، ومن الصناعات المهمة الأخرى صناعة الملابس والصناعات المعدنية. وتُعد المدينة من أكبر مراكز النشر في الولايات المتحدة.
وتعتبر سان فرانسيسكو كذلك مركزًا إداريًا لشركات صناعية مختلفة ويوجد بها، أو بالقرب منها مقارّ رئاسات أكثر من مائة شركة.
تسير مركبات الترام المعلقة في سان فرانسيسكو على قضبان حديدية وتُجر بسلك متحرك تحت الشارع. إن هذا النظام يُعد من الآثار التاريخية، يتكون من ثلاثة خطوط وطوله 16كم.
وصل الأوروبيون إلى سان فرانسيسكو بالسفر براً في عام 1769م. وفي عام 1848م، اكتُشف الذهب قرب ما يسمى الآن ساكرامنتو، ونتج عن هذا الاكتشاف التهافت على الذهب في عام 1849م، وتزاحمت مئات السفن تُقِلُّ آلافاً من الباحثين عن الذهب في مرفأ سان فرانسيسكو. وتدافع طلاب الثراء من جميع أنحاء العالم نحو مناجم الذهب مخترقين سان فرانسيسكو.
بعد إضراب عمال الذهب في كاليفورنيا ظهرت مدن أخرى في الغرب نشطت وازدهرت في مجال التعدين، وصارت سان فرانسيسكو مركزاً مالياً يقوم بإمداد تلك المدن.
حلت بسان فرانسيسكو أسوأ كارثة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث أصابها زلزال رهيب في الساعة الخامسة والدقيقة الثالثة عشرة من صباح الثامن عشر من أبريل عام 1906م. مات في هذه الكارثة ثلاثة آلاف شخص، وفقد 250 ألف شخص منازلهم، حيث دُمّر أغلب المدينة وتهدم من المباني ما يزيد على 28 ألفًا. وبلغ مجموع الخسائر في الممتلكات أكثر من 500 مليون دولار أمريكي.
أعاد أهل المدينة بناء مدينتهم بسرعة. وفي عام 1915م أقامت المدينة معرض بنما الباسفيكي العالمي احتفالاً بافتتاح قناة بنما عام 1914م. وبافتتاح هذه القناة صارت السفن تبحر من نيويورك إلى سان فرانسيسكو دون أن تدور حول أمريكا الجنوبية. لكن أعمال الموانئ في كل من لوس أنجلوس وأوكلاند اتسعت في مطلع القرن التاسع عشر ولذلك فقدت سان فرانسيسكو مكانتها كمركز رئيسي للتجارة والصناعة والشحن في كاليفورنيا واستمر عدد السكان في الازدياد بشكل منتظم إلى أن بلغ 634,394 في عام 1930م. وافتُتح جسر سان فرانسيسكو - أوكلاند عبر الخليج عام 1936م. وفي عام 1937م، افتتح جسر البوابة الذهبية.
أدى تزايد مشكلات الخراب الشامل بالمدينة في خمسينيات القرن العشرين إلى ظهور مشروعات كبيرة في ستينيات القرن العشرين وتم بناء منازل حديثة وشقق فاخرة محل المساكن الضيقة القذرة في هنتربوينت ووسترن أديشين. كونت مباني المكاتب العالية التي قامت في وسط سان فرانسيسكو خطاً أفقيًا خلابًا مطلاً على الخليج وكان أكثر تلك المشروعات طموحاً المجمع السكني والتجاري المسمى جولدن جيتواي.
استمرت حركة إنشاء المباني وازدهرت أثناء سبعينيات القرن العشرين، وافتتُح ترانس أمريكا بيراميد عام 1972م، في السنة نفسها بدأ العمل بنظام الانتقال السريع في منطقة الخليج، وافتُتح عام 1974م خط أنفاق عبر الخليج. واقتضت أنظمة التشييد في المدينة أن تصمَّم المباني الحديثة بطريقة تمكنها من مقاومة الزلازل.
ثار نقاش طويل ومثير قبيل ثمانينيات القرن العشرين وكان موضوع النقاش جدوى إنشاء المباني في سرعة وكثرة. رأى بعضهم أن ناطحات السحاب تفسد سحر المدينة وتسلبها جمالها، ورأى آخرون أن التشييد ضروري لأنه يزيد فرص العمل ويقوي الاقتصاد. وفي عام 1985م وُضِع قانون محلي اسمه خطة وسط المدينة حدد القانون حجم تشييدات المستقبل وأبقى على المباني القائمة ودعا لإيجاد مساحات فضاء واسعة لتخفيف الازدحام.
وفي السابع عشر من أكتوبر عام 1989م حدث زلزال قوي ولكنه لم يكن أقوى من زلزال عام 1906م. أصاب هذا الزلزال سان فرانسيسكو وما حولها وحطم بعض أجزائها خصوصاً المناطق القديمة تحطيماً هائلاً، وسَلِم البعض الآخر، لاسيما المناطق الجديدة المصمَّمة لمقاومة الهزات الأرضية، من التحطيم الفظيع. ومات عشرة أشخاص بسبب هذا الزلزال بينما مات أكثر من هذا العدد في أوكلاند عندما انهار الجزء العلوي من طريق وسقط فوق الجزء الأسفل.
★ تَصَفح أيضًا: ألكاتراز ؛ جسر البوابة الذهبية ؛ مركبة الترام.