محاكم السحر بمدينة سالم ( Salem witchcraft trials )
محاكم السحر بمدينة سالم محاكم أنشئت نتيجة لانتشار الشعوذة والسحر عبر التاريخ الأمريكي. عقدت هذه المحاكم في مدينة سالم، في مستعمرة خليج ماساشوسيتس، وأدين في هذه المحاكم 19 رجلاً وامرأة بمزاولة السحر، ونفذ فيهم حكم الإعدام شنقا. ورجم رجل آخر حتى الموت لأنه لم يجب أمام المحكمة بالنفي أو الإثبات عن مزاولة السحر. كما حكم على نحو 150 آخرين بالسجن.
كانت منطقة خليج ماساشوسيتس مستعمرة إنجليزية تخضع للقانون الإنجليزي الذي يقضي بالإعدام على من يزاولون السحر. وقبل حلول عام 1692م بدأ عدد من الفتيات في القرى يتصرفن بصورة غريبة، حيث كن يختفين تحت المناضد ويحدثن أصواتا غريبة، ويصرخن لما يلاقين من تعذيب. وسرعان ماقادت تهمة مزاولة السحر إلى اعتقال ثلاث نساء، ثم تلت ذلك اعتقالات كثيرة، شملت أعضاء مرموقين في المنطقة، أمثال وزير سابق وزوجة أغنى رجل في مدينة سالم.
يعتقد بعض المؤرخين أن الجدل حول وزير يدعى صمويل باريس هو الذي قاد إلى مطاردة السحرة، حيث كان السيد باريس يتلقى معظم تأييده من فقراء المزارعين بقرية سالم، إذ كان باريس وكنيسة القرية بالنسبة لهم رمزيْ الاستقرار والحفاظ على القيم الموروثة. كانوا يرون أن في غنى مدينة سالم وتزايد عدد تجارها، أكبر خطر يتهدد نظام حياتهم. فقام باريس وأعوانه بقيادة حملة مطاردة السحرة، فتم بذلك اعتقال كثير من القرويين المعارضين لباريس، والذين لهم صلة بمدينة سالم باعتبارهم سحرة ودجالين.
استمر الخوف من مزاولة السحر لما يقرب من عام بعدما استطاع القياديون من الوزراء أن يضعوا حدا له. وفي عام 1693م، تم إطلاق سراح المسجونين بتهمة ممارسة السحر، ثم قضى المجلس التشريعي للمستعمرة بصرف بعض الاستحقاقات لضحايا مطاردة السحرة.