الرئيسيةبحث

الجاودار ( Rye )



سنبلة الجاودار ذات الأهداب الطويلة الصلبة.إلى اليمين حبوب الجاودار التي تنمو في أزواج. ويعتبر الجاودار من المحاصيل الرئيسية في كثير من البلدان
الجــــاودار نوعٌ من الحبوب مشابه للقمح والشعير، له سنابل حب ذات حسك صلب (زوائد إبرية في رأس السنبلة). والسنابل في أكثر أنواعه شيوعًا لونها أخضر ضارب إلى الزرقة قبل نضجها، ثم يتحوَّل عندما تنضج إلى رمادي ضارب للصفرة. وتنمو الحبوب أزواجًا، وتُفْصَل الحبوب عن الغلاف عند دراسها مثل القمح. ولكن زهرة الجاودار تختلف عن أزهار الشوفان والشعير. فهي قابلة للتلقيح الخلطي، إذ تُنْثر حبوب اللقاح في الهواء فتحملها الرياح وتُوزِّعها. ونظرًا لانتقال حبوب اللقاح من نبات لآخر، يتعذر الحفاظ على بقاء أنواع الجاودار نقية. ويستخدم هذا النبات في صناعة الخبز وأنواع معينة من المشروبات.

ولقد عرف الإنسان زراعة الجاودار كنوع من الحبوب منذ عصور الرومان، وربما نشأ من الأنواع البرية في أوروبا الشرقية وآسيا. وينمو الجاودار البري في تلك الأقاليم وفي شمالي إفريقيا.

الأقطار الرئيسية المنتجة للجاودار

إنتاجــه:

الجاودار من المحاصيل المهمة في المناطق الباردة في شمالي أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، وتقل زراعته نسبيًا في نصف الكرة الجنوبي، باستثناء الأرجنتين. وتعتبر بولندا أكبر منتج للجاودار، إذ يقدر إنتاجها بنحو 217,349,000 بوشل سنويًا.

ومن البلدان المنتجة المهمة الأخرى روسيا وألمانيا وروسيا البيضاء وأوكرانيا والصين. ويبلغ متوسط الإنتاج العالمي حوالي 900 مليون بوشل من الجاودار سنويًا.

استعمالاتــه:

يُستخدم في معظم البلدان بصورة رئيسية طعامًا للإنسان، وقيمته الغذائية تعادل تقريبًا قيمة القمح، ولكن الكثير من المزارعين يقدِّمون مقادير كبيرة منه غذاء للحيوانات، ويُستخدم دريسه وجريش طحنه (جسيمات متوسطة الحجم تنتج عن عملية طحن دقيق النخالة) ونخالته (القشور التي تغطي الحبوب) علفًا للحيوانات في كثير من الأحيان. وتُعدُّ نباتات الجاودار الصغيرة مراعي طيبة في الربيع والخريف، ولكن الأبقار التي ترعى الجاودار تُدرُّ أحيانًا ألبانًا ذات نكهة قوية غريبة.

ويزرع الفلاحون الجاودار لتحسين التربة أو لحمايتها، إذ يمكنهم مثلا أن يزرعوا الجاودار بالتبادل مع محاصيل أخرى لحماية التربة، وفي تلك الحالة يُطلَق عليه اسم محصولٌ واق. أما إذا حُرث وخُلط بالتربة قبل أن ينضج فيقال إنه سماد أخضر إذ يعيد للتربة النيتروجين.

ويُصنع الخبز الأسمر عسر الهضم في أوروبا من الجاودار، ولا يحتوي هذا النبات على قدر كبير من الغرويات كالقمح، فيصبح الخبز المصنوع منها ثقيلا ومتماسكا وأكثر دكنة من خبز القمح. وفي بعض البلدان، يضيف الخبازون دقيق القمح للجاودار حتى لاتشتد سمرة الخبز. وخلال القرون القليلة الماضية، أصبح خبز القمح أكثر شيوعًا من خبز الجاودار.

وقش الجاودار طويل وناعم وينثني بسهولة، ويُستخدم في طرود الشحن، وفي صناعة القُبَّعات والورق والحصير وحشو المراتب. كما يُستخدم في بعض البلدان الأوروبية في صناعة سقوف القش لأنه يقاوم التحلُّل أكثر من معظم أنواع القش الأخرى. ويستخدمه عمال البناء أحيانًا لحماية التربة، فهم يزرعونه في التربة العادية على امتداد أساسات الطرق الجديدة، وينمو النبات في طبقات التربة السفلى غير الخصبة، فيحول دون تآكلها.

زراعتـــه:

ينمو الجاودار بصورة طيبة في أنواع فقيرة من التربة لاتجود فيها زراعة معظم الحبوب. ومن ثم فهو محصول مهم خاصة في المناطق التي تمتزج فيها التربة بالرمال أو الخث. ويعد الجاودار أكثر أنواع الحبوب الصغيرة مقاومة للبرودة. ويزرع معظم الفلاحين الجاودار الشتوي الذي يزرع وينبت في الخريف، وعندما يهل الربيع ينمو النبات ويثمر محصوله.

والجاودار، مثل غيره من سائر الحبوب، نبات حولي، ويجب زراعة بذور جديدة كل عام. ويستخدم الكثير من الفلاحين مثاقب الحبوب لزراعته، حيث تغرس هذه الآلات الحبوب في صفوف يبعد كل منها عن الآخر مسافة تتراوح بين 15 و 18سم. وتتراوح كمية البذور اللازمة لغرس هكتار من الأرض مابين 93 و 124 كجم. ويغلّ الجاودار في الولايات المتحدة في المتوسط 1,875 كجم للهكتار، أما في بعض البلدان الأوروبية، فقد يغلّ المحصول ضعفي أو ثلاثة أضعاف هذا المقدار.

الإرجـــوت:

طفيل فطري سام كثيراً مايهاجم حبوب الجاودار حيث يحل محل الحبة العادية جسم أسود قرني أكبر منها ببضع مرات. ويصيب هذا الفطر بالتسمم الحيوانات والبشر عند تناوله أو أكل طعام مصنوع منه، ويُطلق على حالة التسمم هذه الإرجوتية أو التسمم الإرجوتي.

ولكن هذا الفطر يستخدم لصناعة دواء مهم، إذ يَستخدم الأطباء جرعات صغيرة من العقاقير المصنوعة منه لتخفيف آلام الصداع النصفي ولإيقاف النزيف، وكذلك للمساعدة في حالات الولادة.

★ تَصَفح أيضًا: الإرجوت، طفيل.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية