الرور، إقليم ( Ruhr )
الـرور، إقليم. إقليم الرور أحد أقاليم ألمانيا، اشتهر بالصناعة واستخراج الفحم الحجري، وتقع في الجزء الغربي منها، حيث تجري بضعة فروع لنهر الراين ؛ ومنها نهر الرور الذي اكتسب منه اسمه. والمنطقة التي يعرفها معظم الناس بهذا الاسم مستطيلة الشكل، ترتكز أركانها تقريبًا عند هام ولودنشيد ومنشن جلادباخ وفيزيل. وتبلغ مساحتها 7,330 ميلاً مربعًا، ويطلق عليها السكان أحيانًا منطقة الرور الكبرى، التي تضم منطقتي كولون وبون الواقعتين إلى الجنوب.
السكان ونواحي النشاط:
يعتبر إقليم الرور من أشد المناطق ازدحامًا بالسكان في أوروبا، إذ يبلغ عددهم نحو 8,500,100 نسمة، دون حساب منطقتي كولون وبون. ومن المدن الصناعية الكبيرة: دورتموند ودويسبورج ودسلدورف وإسن وفوبرتال، أما المنطقة الممتدة على نهر الرور من دويسبورج إلى دور تموند، فتشكل مدينة واحدة متّصلة .ويوجد في إقليم الرور أحد أكبر المراكز الصناعية في العالم، وهو يضم مناجم عظيمة للفحم، وشبكة كبرى للنقل، تتألف من السكك الحديدية والطرق النهرية والقنوات المائية المتطورة. وتنتج مصانع الإقليم المواد الكيميائية والحديد والصلب والمنسوجات.
نبذة تاريخية:
اكتسب الرور أهميته في الصناعة الألمانية في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، حيث أصبح من مناطق استخراج الفحم المهمة، بفضل حقول الفحم الشاسعة ومرافق النقل الراقية به. وفي عام 1871م سيطرت ألمانيا على جميع أنحاء الألزاس تقريبا وعلى جزء من اللورين بعد الحرب الفرنسية البروسية، مما أتاح للصناعات الألمانية الحصول على خام الحديد من اللورين دون رسوم جمركية، ومن ثم بدأ رجال الصناعة في الرور في جلب الخام من اللورين، وتحول الإقليم إلى مركز صناعي.ثم استعادت فرنسا سيطرتها على اللورين من ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى. ولفترة من الوقت، لاح في الأفق احتمال عودة الرور إلى الاقتصار على التعدين دون الصناعة. ولكن الحكومة الألمانية دفعت مبالغ مالية ضخمة إلى المشتغلين بصناعة الحديد، لتعويضهم عن فقدان اللورين، وبفضل هذا المال أنشأ رجال الصناعة أفران الصهر لمعالجة الحديد الخام المستورد من السويد.
وفي عام 1922م كانت ألمانيا قد تأخرت في دفع التعويضات المقررة لفرنسا وبلجيكا عن الأضرار التي ألحقتها بها خلال الحرب العالمية الأولى، فاحتلت قوات فرنسا وبلجيكا الرور في يناير 1923م لإرغام ألمانيا على دفع التعويضات. ولكن الحكومة الألمانية شجَّعت العمال في منطقة الرور على اتباع سياسة المقاومة السلبية وعلى تخفيض إنتاجهم إلى أدنى حدٍّ ممكن خلال الاحتلال.
واتخذ الفرنسيون خطوات صارمة لزيادة الإنتاج، ولكن تدابيرهم فشلت، وسرعان ما أثَّر انخفاض الإنتاج في الرور على الحياة الاقتصادية في فرنسا وألمانيا مما أدى إلى حدوث كارثة، إذ أشرف الاقتصاد الوطني في البلدين على الإفلاس وأخيرًا أنهت ألمانيا في 27 سبتمبر 1923م المقاومة السلبية في الرور، وفي ذات الوقت، رأت فرنسا عدم جدوى احتلال الرور، فغادرت القوات الفرنسية والبلجيكية الإقليم في أول أغسطس 1925م بموجب شروط خطة دوز.
وفي عام 1933م تسلم هتلر قيادة ألمانيا، واستخدم مصانع الرور لتزويد ألمانيا بآلة حربها. وشنَّت قاذفات قنابل الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) غارات مدمرة على الإقليم، واستولت عليه القوات الأمريكية في نهاية الأمر، ثم احتلته القوات البريطانية. وبعد الحرب، قسمت ألمانيا إلى دولتين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، وأصبح إقليم الرور جزءاً من ألمانيا الغربية. وفي عام 1990م، توحدت الدولتان مرة أخرى.