طقوس المرور ( Rite of passage )
طُقوس المُرور احتفالٌُ تَعْقدُه تقريبًا كلُّ المجتمعات التي تراقب دخول الشخص إلى مرحلة جديدة من حياته. وتشمل طقوس المرور مناسبات مثل الولادة، والتخرج، والزَّواج. وتعد طقوس تثبيت العماد النصرانية وطقوس البات ميتزفاه، والبارميتزفاه اليهودية طقوسًا خاصة بالوصول إلى النضج الروحي عند النصارى واليهود.
وتساعد أغلب الطقوس في تعريف الناس بوظائفهم الجديدة في الحياة وتقبلهم لها، كما تساعد الآخرين على تعلم كيفية معاملتهم بشكل جديد. وبصفة عامة، فإنَّ أكثر الطقوس تعقيدًا هي تلك التي ترتبط بدور جديد يحتاج إلى تغيير شديد في السلوك.
وتنقسم أغلب طقوس المرور إلى ثلاث مراحل : الفصل والانتقال والضم. أولاً: ينفصل الشخص المشارك في طقوس المرور مؤقتًا عن بقية المجتمع وعن نظام حياته السابق. وفي أثناء المرحلة الانتقالية أو البينية من طقوس المرور، يتعلم المشارك السلوك الملائم للمهمة الجديدة. وبعد ذلك ينضم المشارك رسميًا إلى المهمة الجديدة أو يُعْتَرف له بها.
وغالبًا ما يمر الناس خلال هذه المراحل في مجموعات، ويقوم أعضاء هذه المجموعات بمساندة بعضهم لبعض. وفي بعض المجتمعات الإفريقية، يُفْصَلُ الأولاد الذين يتحولون قريبًا إلى بالغين لعدة أيام أو شهور، حيث يتعلمون الأساطير القبليّة والمهارات الفنيّة.
وفي بعض طقوس المرور، يرتدي المشاركون أزياء خاصة تؤكد على انفصالهم المؤقت عن المجتمع وترمز إلى التغيير الذي يمرون به. وضمن هذه الأزياء ملابس الزِّفاف وعباءات التخرج. وفي بعض المجتمعات الإفريقية يتبادل المشاركون لغة سريَّة خاصة بهم.
وقد ابتكر اصطلاح طقوس المرور عالم علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) الفرنسيّ أرنولد فان جنب ليصف به ما اعتبره غرضًا مشتركًا بين الطقوس مثل التعميد والزفاف والجنائز في كثير من المجتمعات.
وقد وصف فان جنب أوجه الشبه هذه في كتاب، بعنوان طقوس المرور (1909م).