الراين، نهر ( Rhine River )
نهر الراينفي ألمانيا يتلوى مارًا بمنحدر صخري شاهق يدعى لوريلي، (وسط الصورة). وحسب الأسطورة كان إغواء حورية البحر التي تدعى أيضًا لوريلي، يؤدي إلى هلاك البحارة عند المنحدر الصخري. |
مجرى نهر الراين:
هناك مجريان ينبُعان من جبالٍ جليدية ويتجهان نحو الشرق في مرتفعات شرقي سويسرا، وبالقرب من الحدود الإيطالية، وهما الراين الأوسط والراين الخلفي. ويجري نهر الراين من اتحادهما في مجرى واحد بمحاذاة الحدود الغربية للختنشتاين والنمسا نحو بحيرة كونستانس، بارتفاع عن سطح البحر يبلغ 398م. وهنا يتخلص النهر من الطين والرمل والحصى، الذي حمله معه من الجبال، و يخرج من البحيرة باتجاه الغرب بانحدارٍ ارتفاعه 21م عند شافهاوزن. ومن هناك يجري النهر بين ألمانيا وسويسرا باتجاه مدينة بال، وهي المنفذ الرئيسي على نهر الراين، وهنا يبلغ عرض النهر 205م، وينعطف نحو الشمال.وإلى الشمال من بال، يجري النهر بين الغابة السوداء شرقًا وجبال الفوج غربًا. ويسير في وسط سهلٍ يبلغ عرضه 32 كم، وهنا يشكل الحدود بين فرنسا وألمانيا. يزداد عرض النهر ابتداءً من بال وبنجن، ويترك السهل ليستمر في جريانه في وادٍ ضيق عبر جبال الراين الأُردوازية. وهنا تقع الصخرة المسمّاة لوريلي، حيث قامت حورية البحر الأسطورية، والتي لها الاسم نفسه، بإغواء رجال القوارب من خلال أغنياتها. كما ورَدَت أساطير أخرى من الموقع نفسه عن البطلين رولاند وسيجفريد وغيرهم من الشخصيات الأسطورية والتاريخية. ★ تَصَفح: لوريلي. ويتسع النهر عند بون، حيث يعبر النهر السهل الشمالي في ألمانيا باتجاه هولندا، ثم يقود دلتاه الواسعة إلى بحر الشمال.
وعلى طول مساره يصبُّ فيه أنهار نيكَر ماين ولان ورور وليب، من جهة الشرق، ومن الغرب ناه وموسيلي. وهناك قنوات تربط الراين بأنهار: الدانوب، والرون، ومارن، وإيمز، وويزر، وألبه، وأودر، وهي بذلك تجعل من نهر الراين مجرى ملاحيًا داخليًا عظيمًا ؛ حيث تنقل المراكب الهولندية والألمانية الفحم ومشتقات النفط، وخامات المعادن والحبوب. وتربط قناة لودفِك نهر الراين بالدانوب. وإلى الشمال من بازل، تقع أهم المرافئ الواقعة على الراين وهى ستراسبورج، ومانهايم، وكولون ودوسبورج و روتردام. وتُعَدُّ دوسبورج البوابة الرئيسية لوادي رور الصناعي.
الراين في التاريخ:
بدأت أهمية نهر الراين في التاريخ الأوروبي، منذ أن أقام يوليوس قيصر جسرًا من الخشب على هذا النهر.وعلى مدى أربعمائة عام، كان هذا النهر يشكل الحدود بين الرومان والقبائل الجرمانية. وعلى الجانب الغربي من النهر، نشأت وتطورت المدن الرومانية، مثل كولون وبون وكوبلينز ماينتس وجميعها في ألمانيا، وكذلك ستراسبورج في فرنسا وبازل في سويسرا. وكان النهر يخضع لسيطرة الألمان خلال العصور الوسطى من بازل وحتى هولندا. وعندما وصلت فرنسا على منفذ على النهر عام 1648م، قبل حرب الثلاثين عامًا، بدأت الحرب واستمرت حتى بداية القرن العشرين. وحقَّق لويس الرابع عشر انتصارات في وادي الراين، واستردَّ نابليون الحدود الرومانية القديمة لفرنسا. وحتى بعد هزيمة نابليون بقيت الألزاس، المحاذية للراين من جهة سويسرا، بأيدي الفرنسيين، ولكن ألمانيا أعادت معظم أجزاء المدينة عام 1871م.ثم نَشَبَت حرب أخرى على المنطقة نفسها في أثناء الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918م)، وأعادت معاهدة فرساي منطقتي الألزاس واللورين لفرنسا، مما أدّى إلى مد السيطرة الفرنسية ثانية على نهر الراين، وقد وقَّعت ألمانيا على اتفاقية، تقضي بعدم تحصين منطقة الراين. ولكن الدكتاتور الألماني أدولف هتلر نقض تلك الاتفاقية عام 1936م، وبدأ بحشد المنطقة عسكريًا، وأمر ببناء الحائط الغربي أو ما يسمى بخط سجفريد على امتداد نهر الراين على الحدود الفرنسية، وذلك لأغراض دفاعية. وحدثت معارك شرسة في المناطق المحاذية لنهر الراين في الفترة الأخيرة من معارك أوروبا في أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945م). ثم عاد النهر بعد الحرب ليُصبح من أهم الممرات المائية العالمية.