الرئيسيةبحث

الصليب الأحمر ( Red Cross )



الصليب الأحمر يعمل لتخفيف معاناة الناس. أثناء نشوب حريق، متطوع من الصليب الأحمر (أقصى اليمين) يساعد طفلاً للنجاة. من خلال برنامج الصليب الأحمر للكوارث (إلى اليمين) يساعد المتطوعون في تقديم الطعام والملابس والمأوى ويقدمون المساعدة الطبية لضحايا الكوارث.
الصّليب الأحمر منظمة دولية تعمل لتخفيف معاناة البشر. أقامت أكثر من 165دولة جمعيات للصليب الأحمر. ولكل جمعية وطنية برنامجها الخاص. ولكن جميع العاملين في الصليب الأحمر في مختلف أنحاء العالم لهم أهداف موحدة ؛ فهم يحاولون رفع المعاناة في أوقات الحرب والسلام، ويخدمون جميع الناس، بغض النظر عن العنصر أو القومية أو الدين.

اسم الصليب الأحمر مأخوذ من عَلم المنظمة وهو صليب أحمر على خلفية بيضاء. وهذا العلم هو تشريف لسويسرا، حيث تم تأسيس المنظمة بها في عام 1863م. والعلم السويسري عبارة عن صليب أبيض على خلفية حمراء. تستعمل الجمعيات في معظم البلاد الإسلامية هلالاً أحمر على خلفية بيضاء، وتسمي نفسها الهلال الأحمر. وأما في فلسطين المحتلة فالشعار نجمة داود الحمراء على خلفية بيضاء.


الصليب الأحمر العالمي

تنتمي كل جمعيات الصليب الأحمر إلى حركة الصليب الأحمر العالمية، التي تتكون من أكثر من 165 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء العالم. وتقوم كل جمعية بممارسة نشاطات إنسانية حسب حاجات القطر الذي توجد فيه. وكل الجمعيات تعمل تحت المبادئ الأساسية للصليب الأحمر، وبعضها ينفذ برامج طبية وصحية مكثفة. معظم الجمعيات تقريبًا بها أقسام للصغار ونشاطات شبابية.

تتعاون جمعيات الصليب الأحمر الوطنية من خلال اتحادها وهو هيئة جمعيات الصليب الأحمر، وتوجد رئاسته في جنيف بسويسرا. وتشجع الهيئة أعضاءها للعمل معًا، وتمثلهم في المناقشات العالمية، وتساعدهم في إعداد برامجهم. وتعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الموجودة أيضًا في جنيف، وسيطًا محايدًا بين الدول الأعضاء لحماية ضحايا الحروب. وتعمل على التحسين المستمر لاتفاقيات جنيف، وهي المعاهدة التي تنص على المعاملة الإنسانية للأسرى خلال الحرب. كما أنها تمنح الاعتراف بجمعيات الصليب الأحمر الجديدة. وقد اقتسمت كل من الهيئة واللجنة الدولية جائزة نوبل للسلام عام 1963م.

ُيعد المؤتمر الدولي للصليب الأحمر أعلى هيئة استشارية للصليب الأحمر الدولي. ويحضره مندوبون عن مجموعات الصليب الأحمر وممثلون للحكومات، التي وقعت على اتفاقيات جنيف. ويُعقد المؤتمر كل أربع سنوات لمناقشة اتفاقيات جنيف والمشاكل الإنسانية الدولية، التي تتضمن التعاون بين الصليب الأحمر والحكومات.

نبذة تاريخية

البدايات:

يعد السويسري جان هنري دونان مؤسس الصليب الأحمر الدولي. وكان يجوب إيطاليا في عام 1859م أثناء الحرب بين النمسا وسردينيا. وقد شاهد دونان ميدان الحرب في سولفرينو يومًا بعد أن قُتل أو جرح فيه نحو 40,000 شخص في المعركة. وقد كّون مجموعة من المتطوعين لمساعدة الجرحى الذين أرعبته مشاهدتهم، وهم يتألمون.

وفي عام 1862م أصدر دونان كتيبًا اسمه ذكريات سولفرينو. وقد انتهى الكتيب بالتماس كالآتي: ¸أليس في الإمكان تأسيس وتنظيم جمعيات دائمة من المتطوعين في جميع البلاد المتحضرة، يقدمون المساعدة في وقت الحرب للجرحى، بغض النظر عن جنسياتهم·. وقد وجد الالتماس تجاوبًا. وفي 26 أكتوبر عام 1863م، اجتمع مندوبون من 16دولة والعديد من المنظمات الخيرية في جنيف لمناقشة فكرة دونان. وقد أرسى هذا المؤتمر العمل الأساسي لحركة الصليب الأحمر، واختار شعار المنظمة.

اجتمع مندوبو 12 دولة أوروبية في جنيف في أغسطس عام 1864م، بدعوة من المجلس الفيدرالي السويسري. ومن هذا الاجتماع خرجت معاهدة جنيف الأولى أو اتفاقية الصليب الأحمر. واتفقت 12 دولة على معاملة الجنود الجرحى بوضعهم محايدين غير مشتركين في الحرب، كما اتفقت على احترام حياد عمال الصليب الأحمر الذين يرعون هؤلاء الجرحى.

منذ توقيع اتفاقية جنيف الأولى عملت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تحسين القوانين الإنسانية الأخلاقية. وتم اعتماد أربع معاهدات إضافية في عام 1949م. وتتضمن هذه المعاهدات حماية رجال الخدمة المرضى والجرحى في البر والبحر، وحماية ضحايا السفن الغارقة، والعمل على رعاية أسرى الحرب وحماية المدنيين في وقت الحرب. ويعمل الصليب الأحمر على حماية جميع ضحايا الحرب في كل أنحاء العالم. في عام 1988م كانت 165 دولة قد وقعت على اتفاقيات جنيف.

الشعار:

تم اختيار شعار الصليب الأحمر في عام 1864م تكريمًا لسويسرا. وفي عام 1876م، في وقت الحرب الروسية التركية، قامت الجمعية العثمانية (التركية) لإنقاذ الجرحى، باستبدال الصليب بهلال أحمر، وهو الشعار الذي استُخدم في معظم البلاد الإسلامية. إن شعار الصليب أو الهلال الأحمر يُستخدم لحماية الجرحى، وأولئك الذين يقدمون الرعاية لهم. واستخدامه لحماية الجيوش أو مخازن الأسلحة يُعد خرقًا للقانون الدولي. ولايجب استعماله إطلاقًا لأغراض التجارة أو الدعاية.

جمعيات الصليب الأحمر

تعد جمعيات الصليب الأحمر في أستراليا ونيوزيلندا، أعضاء في هيئة جمعيات الصليب الأحمر. وتشمل أغراضها ونشاطاتها، التي يتم تنسيقها مع الصليب الأحمر الدولي، نشاطات تطوعية اجتماعية. وتقوم بتقديم الإغاثة في حالات الطوارئ والكوارث، وخدمات نقل الدم، والاستفسار والبحث عن الأشخاص المفقودين.

تم تكوين الصليب الأحمر الأسترالي بوصفه فرعًا للصليب الأحمر البريطاني في عام 1914م. وأصبحت جمعية مستقلة ومعترفًا بها، من قِبَل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عام 1927م، ويبلغ عدد أعضائه أكثر من 89,000 عضو من البالغين و 190,000 عضو من الشباب.

وفي نيوزيلندا تم تأسيس الجمعية في عام 1917م كفرع للصليب الأحمر البريطاني. وفي عام 1931م أصبحت جمعية مستقلة، ومعترفًا بها من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفي 1932م تم قبولها عضوًا في الهيئة. وتضم نحو 89,000 عضو من البالغين وأكثر من 25,000 عضو من الشباب.

في بريطانيا يقوم المتطوعون من الصليب الأحمر بخدمات عديدة للمرضى والضعفاء وكبار السن المقعدين. فمثلاً، يساعدون الأطفال والمعوّقين في أيام العطلات، ويرافقون المقعدين من كبار السن في بعض رحلاتهم المهمة. كما أنهم يديرون أندية ومراكز نهارية لصالح كبار السن. ويقوم الأعضاء بتقديم خدمات الإسعافات الأولية في المناسبات العامة الكبيرة. وتدرِّب جمعية الصليب الأحمر البريطاني أعضاء الجمهور على مهارات الإسعافات الأولية والتمريض.

في كندا أسس جورج ريرسون وهو طبيب في الجيش، حركة الصليب الأحمر. وقد علّق علمًا به صليب أحمر على خلفية بيضاء، عندما كان يعمل في الخدمات الطبية في الجيش الكندي أثناء تمرد الشمال الغربي عام 1885م. وفي عام 1896م أسس ريرسون فرعًا كنديًا للصليب الأحمر البريطاني. وتطوَّر هذا الفرع ليصبح جمعية الصليب الأحمر الكندي. وقد تم إنشاؤها بقرار من البرلمان الكندي في عام 1909م. وتم الاعتراف بها من قِبَل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عام 1927م.

وفي الولايات المتحدة لم يصادق الكونجرس على اتفاقية جنيف لمدة 18 سنة خوفًا من التورط في المشاكل الخارجية. وتم خلال هذه الفترة، تنظيم الاتحاد الأمريكي لإسعاف التعساء في ميادين الحرب. وقد اعتمد الاتحاد الصليب الأحمر شعارًا له مما أدى إلى إلغائه في عام 1871م، بسبب أن الولايات المتحدة لم تكن قد صادقت على اتفاقية جنيف. وقد عملت كلارا بارتون للمصادقة على الاتفاقية، وساعدت في تأسيس الاتحاد الأمريكي للصليب الأحمر في عام 1881م. وقام الرئيس الأمريكي شستر. أ. آرثر أخيرًا بتوقيع الاتفاقية في 1 مايو 1882م، وقام مجلس الشيوخ بقبولها بعد ذلك بأيام قليلة.

أعمال جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر

يتم تمويل الجمعيات بمساهمات طوعية وبمنح حكومية. ومعظم أعمالها يقوم بها متطوعون، تحت توجيه أطباء مدرِّبين من الأعضاء. ومنذ إنشاء الجمعيات، تحسنت الخدمات الطبية العسكرية ولم يعد عمل المتطوعين مهمًا في ميادين الحرب. ومن جهة أخرى، فقد زاد عدد ضحايا الحرب من المدنيين، ورغم ذلك فقد استمر المدنيّون في عمل الصليب الأحمر. وتعمل الجمعيات الوطنية أيضًا في التدريب على الإسعافات الأولية ورعاية كبار السن والمعوقين والرعاية الصحية العامة وخدمات الإنقاذ. وفي بعض البلاد تشرف هذه الجمعيات على برامج نقل الدم.

اللاجئون:

تقوم الجمعيات الوطنية بتقديم المساعدات على المستوى الدولي لمساعدة اللاجئين. كما تقدِّم خدمات طبية مجانية، تشمل تنظيم عمليات توزيع الطعام وتوفير المأوى والملابس.

الإنقاذ من الكوارث:

بعد حدوث زلزال أو فيضان أو إعصار، تقوم الجمعيات الوطنية بإرسال إمدادات ومساعدات للمناطق المتأثرة. كما تساعد في تنظيم عمليات إغاثة من المجاعة.

هيئة التقصِّي المركزية:

في أوقات الحرب، يتحرك الناس بسرعة من مناطق المعركة، وربما يتم أسرهم أو يُقتلون. والمهمة الرئيسية لهيئة التقصي المركزية، هي تسجيل المعلومات عن الحالات للمساعدة في جمع شمل العائلات بعد الكوارث الكبيرة. ويوجد بملفات رئاسة الهيئة في جنيف أسماء أكثر من 60 مليون من المفقودين.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية