مقياس المدى ( Rangefinder )
مقياس المدى جهاز لقياس المسافات، يستخدم في الأغراض العسكرية لتحديد بُعد الهدف، كما يستخدم في مسح الأراضي وفي التصوير، ويسمى أيضًا محدد المدى.
ويتكون الجزء الأساسي من مقياس المدى العسكري من أنبوب طويل، في وسطه فتحات للرؤية، وفي نهاية كل طرف من طرفي الأنبوب عدد من العدسات والموشورات (المنشورات) موضوعة بنسق معين. ويستطيع المُشَغِّل للجهاز أن يرى الهدف من كلا الطرفين في وقت واحد، وذلك بضبط الموشورات. ويسمى الاختلاف في اتجاه خطي الرؤية، زاوية اختلاف المنظور وتكون كبيرة في المسافات الصغيرة بين الهدف والمشغل وصغيرة إذا كانت المسافة بعيدة. ويمكن قراءة مقدار زوايا اختلاف المنظور مباشرة من فوق قرص مدرج بالأمتار، يسجل عليه مقدار تلك الزوايا.
وهناك نوعان رئيسيان من أجهزة قياس المدى: أحدهما جهاز التلاقي أو معين مدى المطابقة وهو جهاز ينظر المشغل فيه إلى الهدف من فتحة واحدة من فتحتي الرؤية، فيرى صورتين محددتين للهدف. ويستطيع المشغل أن يدمج الصورتين في صورة واحدة بإدارة زرّ في الجهاز. وحين يحدث هذا الدمج يستطيع المشغل قراءة المسافة بينه وبين الهدف، مسجلة على القرص المدرّج المثبت في الجهاز.
أما الجهاز الآخر فهو المجسام ويستطيع مشغِّلُه أن يرى الهدف من خلال فتحتين، فيتحقق من فتحات الرؤية بعينيه كلتيهما، فيرى صورة واحدة للهدف وكأنها تسبح في الفضاء قرب الهدف، فيحرك المشغل زرًا إلى أن يظهر الهدف والعلامة في نفس المسافة، وحينئذ يقرأ المسافة بينه وبين الهدف فوق القرص المدرج.
ظلت مقاييس المدى، تستخدم منذ نهاية الحرب العالمية الأولى في المدفعية البحرية، كجزء من نظام التوجيه الأوتوماتي (الآلي) للمدفع في اتجاه الهدف. كما ظلت الجيوش تستخدم نظام التوجيه الأوتوماتي في الحرب العالمية الثانية في توجيه النيران المضادة للطائرات. وقد حل نظام الرادار الذي يقيس المسافات بدقة فائقة محل نظام أجهزة قياس المدى في الحرب العالمية الثانية أيضًا. ومنذ أوائل السبعينيات من هذا القرن، جهزت الجيوش دباباتها وأسلحتها الثقيلة بأجهزة قياس المدى الليزرية، وهي أجهزة تحدد الوقت الذي تحتاج إليه الدبابة في سيرها نحو الهدف ورجوعها منه، عن طريق الومضات الضوئية التي تصدرها. وتعمل أجهزة قياس المدى بأشعة الليزر ليلاً ونهاراً ويمكنها قياس المسافة بينها وبين الهدف على بعد 20كم.
★ تَصَفح أيضًا: الرادار.