الرئيسيةبحث

الأرنب ( Rabbit )



أرنبان يَشمُّ أحدهما الآخر في مودة. وللأرانب حواس قوية للشم والإبصار والسمع.
الأَرْنَبُ حيوانٌ مكسوّ بالفرو له أذنان طويلتان وذيلٌ قصيرٌ مُغطى بالزَّغب. والأرانب لاتمشي أو تجري مثلما تفعل سائرُ الحيوانات رباعية الأرجل، وإنما يتحرك الأرنب وثبًا على رجليه الخلفيتين الأكثر طولاً وقوة من رجليه الأماميتين.كما يستعمل الأرنب رجليه الأماميتين عندما يتحرك. وتقوم الأرانب بحفظ توازنها على الأرجل الأمامية تمامًا مثلما يفعل هواة القفز، ويستطيع الأرنب القفز بسرعة تصل إلى 30كم في الساعة إذا طارده عدو. تربي بعض الأسر الأرانب بوصفها حيوانات منزلية أليفة كما تقوم بعض المتاجر ببيعها أيضًا كحيوانات أليفة.

تعيشُ الأرانب في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، كما أدخلت إلى أجزاء أخرى من العالم. وتقوم الأرانب بعمل مساكنها في الحقول والمروج بحيث يُمْكنها إخفاءُ صغارها تحت الشجيرات الكثيفةِ الأغصان أو بين الأعشاب الطويلة. وعادة ماتلدُ أنثى الأرنب أربعة أو خمسة صغارٍ في المرّة الواحدة، وبعضها يلد مرّاتٍ عدة في السنة.

أين تعيش الأرانب؟: تشير المناطق الصفراء في الخريطة إلى مناطق العالم التي توجد فيها الأرانب.
منذ آلاف السنين قام الإنسان بصيد الأرانب للحصول على لحومها وجلودها، أما الآن فتربى معظم الأرانب لأغراض الطعام والفراء، بينما يقوم هواة الصيد بصيد الأرانب البرية. ويُقبل كثير من الناس على لحوم الأرانب الطازجة أو المجمدة. ويستعملون جلودها في صُنْع المعاطف الفرائية أو لزركشة الملابس والقبعات ويمكن قطع الجلود وصباغتها بحيث تبدو كفراء المنك والقندس وغير ذلك من أنواع الفراء الثمينة. وهناك أيضًا نوع من القماش اليابس يُسَمَّى باللباد، يُصنع بكبس فراء الأرانب مع أنواع أخرى من الفراء.

تشبه الأرانب إلى حد كبير الأرانب البرية مشقوقة الشفة العليا المسماة الخزز، وعادة ما يخلط الناس بين النوعين كأن يُسَمَّى الخزز البلجيكي بالأرنب وأن يُسَمَّى الأرنب القزم بالخزز، لكن الأرانب أصغرُ حجمًا من الخزز ولها آذان أقصر، ويمكن تمييز تلك الحيوانات بعضها عن بعض بوضوح أكثر وقت ولادتها حيث يكون الأرنبُ حديث الولادة أعمى وعاريًا من الفرو، ولايقدر على الحركة، بينما يكون الخزز قادرًا على الإبصار وتُغطيه طبقة من الفرو الناعم ويمكنه الوثب لسويعات قليلة عقب ولادته. وبالإضافة إلى ذلك يختلف حجم جمجمة الأرنب وشكلها إذا ماقورنا بالخزز.

الهيكل العظمي للأرنب
آثار أقدام الأرنب في المناطق الجليدية

جسم الأرنب:

للأرانب البرية فراء ناعمة وسميكة يميل لونها إلى البني أو الرمادي، أما الأرانب الأليفة فتمتاز فراؤها باللون الأسود أو البني أو الرمادي أو الأبيض أو بخليط من تلك الألوان. ويصل نمو الأرنب البري المكتمل النمو إلى نحو 20 - 35سم طولاً ويزن نحو 0,9 - 2,3 كيلو جرام، بينما تنمو الأرانب الأليفة بزيادة قدرها نحو 20سم في الطول، كما يزيد وزنها بنحو 2,3كجم. وحجم الإناث غالبًا أكبر من الذكور، وقليل منها يعيش لأكثر من عام تحت الظروف البرية نظرًا لعدم توافر الحماية الكافية من الأعداء، أما الأرانب الأليفة فيمكنها العيشُ لمدةٍ تصل إلى خمسِ سنوات.

تقع عينا الأرنب على جانبي الرأس، مما يمكنه من رؤية الأشياء الواقعة خلفه أو على الجانبين بوضوح أكثر من الواقعة أمامه. ويستطيع الأرنب تحريك أذنيه الطويلتين معًا في آن واحد أو كلاًّ منهما على حدة لسماع الأصوات مهما كانت ضعيفة أو قادمة من اتجاهات مختلفة. وتعتمد الأرانب أيضًا على حاسة الشم القوية التي تنذرها بدنو الخطر إذ تقوم بتحريك أنوفها في كل الأوقات تقريبًا.

صُنفت الأرانب فيما مضى حيوانات قارضة بسبب أسنانها الأمامية الشبيهة بالإزميل، كما هو الحال بالنسبة للفئران. وخلافًا للقوارض فإن للأرانب أزواجًا من الأسنان الصغيرة خلف أسنانها العلوية الأمامية. ويبلغ طول ذيل الأرنب نحو 5 سم، ويُغطّي الذيل فرو زغبي ناعم يجعله يبدو مستديرًا. وفي معظم أنواع الأرانب يكون الجزء السفلي من الذيل باهت اللون وأقل وضوحًا من الجزء العلوي.

للأرانب غدد مفرزة للروائح، تقع عند ملتقى الفخذ بالجسم قريبًا من فتحة الشرج والأعضاء التناسلية وكذا في أسفل منطقة الذقن، وتستعمل الأرانب إفرازات هذه الغدد في التعرف على مناطق إقامتها وفي أغراض التجاذب الجنسي.

أنواع الأرانب:

إن أنواع الأرانب الأكثر شيوعًا هي: الأرانب الأوروبية، وأنواع مختلفة من الأرانب قطنية الذيل التى تعيش في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، والأرانب الأليفة، وهي من السلالات المستأنسة من الأرانب الأوروبية.

الأرنب الأوروبي:

وموطنه الأصلى أسبانيا والبرتغال، وقد أدخله الرومان إلى سائر القارة الأوروبية منذ حوالي 2000 سنة، وهو حيوان أنيس بطبعه يعيش في جحور يحفرها في الأرض يُسَمَّى كل منها مطردة. وقد قام الرومان بتربية أرانب الطعام في حظائر مُسيّجة تُعرف بالأرنبيات. بعد ذلك وفي العصور الوسطى رُبيت الأرانب في الأديرة. واليوم نرى الأرانب في أغلب مواطن الحيوانات من رواب رملية ومراع إلى سفوح التلال المفتوحة وحتى في المناطق الصحراوية.

وتولد الأرانب الصغيرة عند طرف جحر خاص للتزاوج يقع على جانب الجحر الرئيسي يُسَمَّى العقبة. وتقوم الأنثى هنا بإعداد مهد من الصوف تقتلعه من صدرها. وهي تُغذّي صغارها فقط لفترة قصيرة يوميًا مستخدمة في ذلك لبنها الغني بالبروتينات والدهون. وبعد تغذية الصغار تُغطي الأم مدخل الجحر بالتراب والعُشب لكى لاتهتدي إليه الحيوانات الضارية. وعند الاغتذاء بالعشب فوق الأرض يصحب الأنثى عادة ذكر معين يقوم بتسفيدها، وفي حالة ظهور الشبق على الأنثى تصبح قابلة للسفاد من أكثر من ذكر واحد. وتحمل الأنثى بين ثلاث وخمس مرات كل سنة وتلد خمسة أو ستة صغار في المرة الواحدة. وتُسبب الأرانب تلفًا للمزروعات عندما تتغذى بالأعشاب والحشائش والنباتات المزروعة أو عندما تنزع القلف أو القشرة عن الأشجار والشجيرات، وتتعاظم درجة التلف في الأراضي الرعوية حيث تقتل الأرانب الأعشاب عند اغتذائها بجذور النبات وأوراقه.

أدخلت الأرانب في بادئ الأمر إلى أستراليا أواخر القرن الثامن عشر. وفي أواخر القرن التاسع عشر أصبحت آفات خطيرة وانتشرت عبر النصف الجنوبي من القارة. وقد فشلت معظم محاولات السيطرة على الأرانب بما في ذلك إقامة آلاف الأميال من الأسوار المانعة. وقد كانت المحاولة الوحيدة التي نجحت في هذا الصدد هي إدخال مرض الأرانب المعروف باسم التَّوَرُّم المخاطي، الذي قضى على ملايين الأرانب في الخمسينيات من القرن العشرين. ومنذ ذلك الحين اكتسبت الأرانب مناعة ضد ذلك المرض وأخذ عددها في التزايد مرة أخرى.

أرنب صغير قطني الذيل يجلس ساكنًا هربًا من الصيادين، ولكنه يفر مسرعًا إذا ما حاولوا الاقتراب منه.

الأرانب قٌُطنية الذيل:

ترجع تسميتها إلى وجود فراء بيضاء أو رمادية فاتحة في الجزء الأسفل من ذيولها التي تبدو مثل كتلة من القطن. وتعيش أغلب الأنواع قطنية الذيل في جحور تحفرها حيوانات أخرى، باستثناء الأرنب القزم قطني الذيل، الذي يستوطن مناطق الشمال الغربي من الولايات المتحدة ـ حيث يقوم بحفر الجحر الخاص بنفسه. وتُعدّ الأرانب قطنية الذيل حيوانات غير أنيسة خلافًا للأرانب الأوروبية. وتلد هذه الأرانب في مهود مبطنة بالفراء فوق سطح الأرض، ويكثر وجودها في المناطق المزروعة بالشجر وأيضًا في المناطق الصحراوية. ويوجد نوع واحد منها يُسَمَّى أرنب المستنقعات في المناطق الجنوبية الشرقية من الولايات المتحدة ويعيش في المستنقعات والأراضي السَّبخة ويمكنه السباحة فيها.

أنواع أخرى من الأرانب البرية:

تشمل الأرنب البركاني الذي يعيش فقط في اثنين من مرتفعات غابات الصنوبر الواقعة قرب مدينة المكسيك، وهو أصغر أنواع الأرانب حجمًا إذ يصل طوله إلى نحو 35سم. ويتميز الأرنب البركاني بغطاء بني. وهناك أرنب بنيورو الذي يتميز بغطاء قوي من الشعر البني المائل للصفرة. ولهذا النوع أذنان صغيرتان ويعيش في براري إفريقيا الوسطى.

أرنب من سلالة الأنجورا يربى أساسًا لأجل فروه، حيث يُجزُّ الشعر الطويل الأبيض من فرو الحيوان ثم يغزل على هيئة خيوط ناعمة.

الأرانب الأنيسة:

تُرَبّى الأرانبُ الأنيسة للحومها وفرائها، ولاستخدامها في الأبحاث العلمية، وكحيوانات منزلية أليفة. ويعمد الناس في جميع أنحاء العالم إلى تربية الأرانب لما تمتاز به لحومها من جودة الطعم وارتفاع القيمة الغذائية. ويقوم منتجو الأرانب بتسويق كميات كبيرة من اللحوم تقدر بآلاف الكيلو جرامات سنويًا.

وقد استُخدمت الفراء الاصطناعية مؤخرًا بديلاً عن فراء الأرانب في صُنع الملابس، لكن لاتزال هناك أنواع مثل أرانب الأنجورا تُربى حتى الآن لغرض إنتاج الفراء الطويلة ونسجها مع الألياف القطنية أو الصوفية الناعمة. كما تستخدم فراء الأرانب في بطانة القبعات والقفازات وفي زركشة المعاطف وصناعة لعب الأطفال النسيجية.

وعند استعمال الأرانب في مختبرات البحوث يحتاج الأمر إلى عدد هائل من الحيوانات المتشابهة تمامًا، وهو مايتسنى تحقيقه عن طريق كبار المنتجين التجاريين.

أرانب الخزز البلجيكية تُربىّ أساسًا لعرضها في المعارض، وهي ليست في الواقع خززًا حقيقية وإنما هي من سلالة الأرنب الأوروبي.

وتوجد أيضًا سلالات معينة من الأرانب الأنيسة تُربى من أجل عرضها في المعارض، وأخرى لأجل تربيتها في المنازل كحيوانات أليفة. ومن سلالات المعارض المعروفة سلالة الخزز البلجيكي والملك الهولندي والعملاق الأبيض الفلمنكي. ويزن كل من الأرنب الأبيض الفلمنكي والأرنب العملاق نحو 8كجم وتعتبر أكبر سلالات الأرانب. ويقوم المحكّمون بتقييم الأرانب استنادًا إلى اعتبارات الحجم والشكل وكذا إلى جودة الفراء ولونها. ومن السلالات المفضلة كحيوانات منزلية أليفة سلالة الأرنب القزم الهولندي.

الأرانب المنزلية الأليفة:

تربى الكثير من الأرانب لاستعمالها حيوانات أليفة في المنازل، وتستجيب بعض الأرانب البرية لعملية الأسر داخل المنازل لفترات طويلة، إلا أن أغلبها لايتقبل ذلك عادة. ولاينبغي الإمساك بالأرانب من آذانها أو أرجلها مطلقًا وإنما يكون الإمساك بها من الجزء المرتخي من الجلد أعلى منطقة الكتف بإحدى اليدين مع وضع اليد الأخرى أسفل منطقة الردف لموازنة ثقل الأرنب.

القفص:

يمكنك شراء قفص الأرنب من أحد متاجر الحيوانات المنزلية أو تصنيعه بنفسك. ضع القفص خارج المنزل في مكان ظليل ومرتفع عن سطح الأرض بحوالي 90سم، وذلك لمنع تسرب المياه إليه وأيضًا لمنع الأرانب من حفر جحور أرضية أسفل القفص. ويحتاج الأرنب إلى كمية وفيرة من الهواء النقي المتجدد، ويجب أن يظل الأرنب جافًا ودافئًا على الدوام. وفي الشتاء يراعى وضع القفص في طابق سفلي جيد الإضاءة أو في حظيرة دافئة تدخلها أشعة الشمس وذلك لوقاية الحيوان من البرد. ويجب تنظيف القفص جيدًا كل يوم مع وضع كمية من الدريس الطازج داخل صناديق النوم مرتين أسبوعيًا على الأقل.

الغذاء:

تتغذى الأرانب المنزلية بالشعير والشوفان والقمح، ويمكن أيضًا إطعامها بنباتات الجزر واللفت والبرسيم أو الحشائش الطازجة المقطعة. ويمكن أيضًا تقديم بعض الدريس لها أثناء الليل لفائدته في عملية الهضم، كما أن قضم السيقان الصلبة من الدريس يمنع تآكل الأسنان الأمامية ويساعد على نموها باستمرار. وعند استعمال نبات الكرنب غذاءً للأرنب يجب استعماله بكميات محدودة حتى لايمرض الحيوان. هذا ويراعى دائمًا وضع إناء به ماء عذب داخل قفص الأرانب ويجب عدم إطعام الأرانب كميات من الغذاء زائدة عن الحاجة. كما يراعى إزالة الأطعمة الخضراء حال انتهاء الأرنب من غذائه ذلك أن تلك الأطعمة تتلف بسرعة.

★ تَصَفح أيضًا: الأرنب الأمريكي ؛ الأرنب البري ؛ الفراء ؛ الورم الهلامي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية